إندمْ ولو فراشةً وأنتَ تُهدد الهواءَ
بأعشاشٍ مُعلَّقةٍ على سعفةِ خطيئة
إندمْ وأنتَ تمزج الخطواتِ
بالعقوق لتتسلقَ المشلولين في احلامهم
وتمد قسوتَكَ قنطرةً للعاطفيين
إندمْ ولو فراشةً وأنت تغوي عاقولَكَ
بزخرفة القُبُلات
وتفقأ فُرصَ الغصون بأصابعك الجنائزية
وتُطعم صحراءَك المنافقةَ معاطفَ المنفيين
إندمْ وتَذكّرْ يا فاقةَ الهديل
وأناقةَ التمزق وأنتَ تترك صراحةَ
الحنطة مرتعاً لبهائم الكتمان
وتُشعل اكداسَ الزغاريد كضرائب تمشط
أوردةَ الرسائل وترمي قشورَ
ضحاياكَ في سَلة الأيام الخاوية
وتُطلق جرادَك ثقوباً معاصرةً في بدلاتِ الأعراس
إندمْ مثلما لم يندمْ سِكِّيرٌ على مائدة
مُسْتقبَل وأنتَ تستبدل حِنّاءَ المجالس
بشيب السواتر
وتربط طمأنينةَ النافذة بقفزة ثعلب
وتُسمي الشموعَ حوافرَ إنتظار
إندمْ ولو فراشةً أو مِحنةَ
غزال أو درساً في طهارة تلميذ أو ملحَ فكرة
عابرة أو مسمارَ ذكرى في خشبة نسيان
فالوقتُ بسرعة ارتداءِ حِذاء
والسنينُ جوائزُ العدّائين والأيامُ ترابٌ
هادئ ينهالُ على أرواحنا
المعقوفةِ الى الوراء كَشَعْرِ غجريةٍ
ذاهلة ٍ في منتصف التوبة
ايها الشرسُ كَدُكّانِ ألعابٍ أمامَ طفلٍ شحاذ
ايها الزمن اللولبي كرصاصة ماكرة
إندمْ فالوقتُ يتسعُ لِتحطيمِ
تمثالِ غُربةٍ في متحف حنين.