النقد المناسباتي و الناقد الخفر

ثقافة 2019/08/06
...

د. حسين القاصد 
مثلما للمناسبات شعراؤها ، الذين ينتظرونها على أحر من الشعر ، يبدو أن للنقاد أو اشباه النقاد ، مناسبات و حفلات نقدية مليئة بالتنظير ورصف المصطلحات . فبعد أن التاث النقد بالأفكار السياسية واتسخ بالأوامر الحزبية نادى كبار النقاد العراقيين بحرية النقد ، وحرية الناقد ؛ إذ يرى د. علي جواد الطاهر:( أننا بالطبع لا نريد له أن يكون صدى للغرب ، ولكننا نؤمن بأنه لا يجد شخصيته قبل أن يعي اصول تجربة الغرب ، وقد عجزنا عن الحصول على هذه التجربة وعجز هو ، ثم استحال عجزه وهماً خلاصته أنه ادعى وعي هذه التجربة دون أن يسأل نفسه كيف ومتى)  وهي أولى قيود النقد ومحنه ، فلا هو بالحر المدرك الواعي المستقل ولا هو بالتابع المقلد ، وبين هذا وذاك ، يبقى الناقد اسير رغبته في أن يكون ناقدا وأسيرا للأوامر السياسية واشتراطات الاخوانية وادارات الصحف ، ويركز الدكتور الطاهر على أن اغلب النقاد لا يملكون ما يلزم من تجربتهم ويركز على أن اغلب النقاد يطلبون النقد وجاهةً ويأتونه من اسهل الطرق مكتفين بالرغبة الشخصية ، وينبّه الطاهر النقاد الى أن النقد سيطلب منهم الاخلاص والمثابرة والموهبة والذوق
 وفهم الابداع والاهتزاز للنص المبدع ، ويشك الدكتور الطاهر في الكثيرين ممن يملؤون الساحة على أنهم نقاد يملكون الاهتزاز للنص المبدع، ولا شك أن الدكتور الطاهر يريد للناقد الوعي المتأهب لاقتحام النص فضلا عن تمتع الناقد بالشجاعة وعدم المجاملة ؛ وهذا ما نجده في تجربة الدكتور داود سلوم فهو لا يتردد من قول كلمة ( تافه ) حين لا يعجبه نص ، ولا يتردد من النهي عن الحزبية وما الى ذلك ، ومن بين آرائه ( والديوان على اتجاهه الديني الغالب عليه فأن اغلب قصائده شعر مناسبات تافهة ، وما نظم فيها من شعر
 تافه أيضا . 
وما رأينا أشد تقلبا في العقيدة ولعباً على الحبال من رجل الدين هذا ففي ديوانه حب لنوري السعيد الطاغية حبا يشبه العبادة على الرغم ما يُظهر جلال الحنفي من حب وخدمة للجمهوري ؛ كيف يوفق الشاعر بين حبه للجمهورية ) وهذا الرأي في شاعر متديّن ، لا هو من اليسار ولا من
 القوميين،. 
كان ذلك في زمن صراع الايدلوجيات ؛ أما الآن فقد اثار استغرابي حضور النقد في جلسة تأبينية لشاعر!! فهل مناسبة الموت تتسق مع النقد يا نقاد المناسبات ، ان هذه الحالة تذكرني بزمن العقم الشعري الذي وصفه د. علي عباس علوان وهو الزمن الذي سبق عصر النهضة ، حيث صار الشاعر يقرأ في حفلات الزواج والمآتم وما الى ذلك من مناسبات ؛ وقد نرى المصابين بالعقم النقدي يتسابقون اليها ماداموا يؤبنون الشاعر بدراسات
 نقدية مطولة .