صدرَ للكاتبة ميثاق كريم الركابي رواية جديدة من دار العرّاب للدراسات والنشر والترجمة في دمشق بعنوان “الحزنُ ينبتُ جنوباً” .. تقع الرواية في 357 صفحة من القطع المتوسط تغمرُ القارئ فيها روح شبابية طافحة بالأمل وبكم هائل من الطاقة الإيجابية التي تجعلهُ يخرجُ من قراءتهِ للرواية وهو متشبث أكثر بالحياة .. عاشقٌ لها برغم كل مرارة أحداثها وسوداويتها الطاغية .. تتحدث الرواية عن امرأةٍ من مدينة الناصرية تعيش في بيئةٍ منغلقة تحكمها القيود العشائرية والدينية وبالرغم من ذلك تمتلك الكثير من الأحلام والطموح والتمرد مما جعلها ترفض أن تتأقلم مع واقعها المرير الذي كلما ثارت عليهِ انكسرت لكن انكساراتها المتعددة هذه تجعلها عنيدةً أكثر فتلعقَ جراحها مرةً بعد مرةٍ وتنهض من جديد لتبتلع نكباتها بقوة الثائر الواثق من النصر ..
ترجمت هذهِ المرأة العنيدة واقعها المرير بوضوحٍ صادم وكشفت الغطاءَ عن عيوبهِ وأمراضهِ المغيبة عن العيون بصراحةٍ شديدة ومن دون خجل ورفضت أن تكون رقماً عابراً ضمن قطيع العبودية والتخلف .. وتعد الرواية هي الأولى للكاتبة ضمن مسيرتها الأدبية
الفتية ..
لذا يمكن القول إن صدور هذهِ الرواية يعد اعادة اكتشافٍ لجانبٍ ابداعيّ آخر للكاتبة ميثاق الركابي كان مخفياً عن جمهورها الذي تعرّفَ عليها من قبل كشاعرةٍ فقط اذ كان قد صدر للكاتبة من قبل ديوانان شعريان هما “راهب الخمر” و”الرقيمات السومرية”
.. تصدّرَ الرواية اهداءٌ مقتضب جاءَ فيه : “إلى كل من يعاني من مرض السرطان وما زال متشبثاً بالحلم والابتسامة وإلى صديقتي وأختي الشاعرة نداء عادل”
.. بعد ذلك تنتهج الرواية منذ بدايتها وحتى نهايتها أسلوباً سردياً يعتمد تقنية كتابة الرسائل إلى الحبيب وهي تقنية أتاحت للكاتبة بيسر أن تستعرضَ الكثير من قدراتها الشعرية بلغةٍ باذخة طالما أجادتها الكاتبة وَخَبرَتْها من قبل في مسيرتها الأدبية السابقة كما أن ذلك أضاف للرواية الكثير من اللمسات الجمالية الساحرة .. تتصاعد الأحداث بتناغمٍ أخاذ ومشوق وفقَ تسلسلٍ تاريخي يبدأ في يوم 7 – 7 – 2017 وينتهي في يوم 23 – 3 – 2018 حيث تنتهي الرواية .