النساء العراقيات .. حكايات التفوق والريادة

اسرة ومجتمع 2018/11/09
...

اعداد / عبد الكناني
 
للنساء العراقيات وعلى مدى التاريخ ومنذ بدء الخليقة قصب التميز والريادة في مختلف الاشياء وقد حققن السبق ما لم تحققه نساء غيرهن في بقية المعمورة في تلك الازمان الغابرة واسهمت اسهاما كبيرا في بناء وتأسيس الحضارات العراقية المتعاقبة التي علمت البشرية الحرف والقانون والزراعة وأدارة الحياة وقد كتب التاريخ بأحرف بارزة اسماء النساء اللائي كان لهن دورا مميزا ان كان في التاريخ القديم او العصر العباسي وماتلاهما. وفي التاريخ المعاصر وبعد ثورة العراق الكبرى ثورة العشرين على الاستعمار الانكليزي وتأسيس اول حكومة عراقية كان للمرأة العراقية نشاط لافت تمخض ببروز نساء في مختلف التخصصات والانشطة اعطى صورة طيبة عن واقع المرأة العراقية ووعي العراقيين عموما
حيث شهدت البلاد بداية حراك النسوة العراقيات لقيادة النشاط الاجتماعي العلني من خلال مجموعة من النساء المتعلمات من الطبقة الارستقراطية في تأسيس أول ناد نسوي أطلق عليه اسم (نادي النهضة النسائية) عام 1923، ومن ضمنهن السيدة نعمة سلطان حمودة،, السيدة أسماء الزهاوي، والآنسة حسيبة جعفر، والآنسة بولينا حسون، وعقيلات عبد الرحمن الحيدري، ونوري السعيد، وجعفر العسكري.
 وفي عام 1941تخرجت أول محامية من كلية الحقوق صبيحة الشيخ داوود التي لعبت دورا رياديا اجتماعيا في النهضة النسوية العراقية ؛ فقد شاركت في مختلف الجمعيات الخيرية كالهلال الاحمر والام والطفل والاتحاد النسائي ؛ وساهمت في كثير من المؤتمرات النسوية والانسانية داخل العراق وخارجه ؛ فكانت صوتا امينا دلل على رفعة المرأة وتقدمها وصدق كفاحها من اجل المساواة في الحقوق والواجبات ..
وعدت المحامية أمينة الرحال أول إمرأة زاولت مهنة المحاماة في العراق حيث انها تخرجت في كلية الحقوق (كلية القانون) سنة 1943 وعملت في مكتب المحامي عبدالرحمن خضر ويقال انها كانت أول إمرأة قادت سيارة في العراق. 
وفي عام 1945 تأسست جمعية المرأة العراقية المناهضة للفاشية والنازية برئاسة عفيفة رؤوف، وعضوية كل من نزيهة الدليمي وروز خدوري وفكتوريا نعمان وعفيفة البستاني وأمينة الرحال وسعدية الرحال ونظيمة وهبي. وفي مطلع الأربعينيات دخلت المرأة الحياة السياسية بتأسيس اللجنة النسائية لمكافحة الفاشية وكانت تضم بين صفوفها الطبقة الواعية من المثقفات وتم استبدال اسم هذه الجمعية إلى اسم الرابطة النسائية واصدرت في عام 1947 مجلة باسم “تحرير المرأة” الا انها اغلقت بعد صدور عددين منها فقط.
وساهمت المرأة العراقية بدور فاعل ومميز في وثبة كانون الثاني عام 1948 لاسقاط معاهدة بورتسموث وكانت في المقدمة (عدوية الفلكي) حينما تقدمت المتظاهرين، حاملة علم العراق، وقد تعرضن للاعتقال.  كما ساهمت النساء في انتفاضة اكتوبر عام 1952 وبلغ عدد المعتقلات جراء ذلك 150 امرأة .
وتأسست أول منظمة ديمقراطية جماهيرية بتاريخ 10/ 3/ 1952باسم رابطة الدفاع عن حقوق المرأة وكان من ابرز مؤسساتها : الدكتورة نزيهة الدليمي ، الدكتورة روز خدوري ، سافرة جميل حافظ ، خانم زهدي ، سالمة الفخري ، زكية 
شاكر ، زكية خيري وانا مبجل بابان .
وقدعينت الدكتورة نزيهة الدليمي وزيرة عام 1959 من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم وكانت أول امرأة تتولى منصب وزيربالوطن العربي . وبرزت فكتوريا نعمان في عام 1941 التي دخلت كلية الحقوق عام 1941وكانت مع زميلتيها سمية الزهاوي ونزيهة فرج الطالبات الثلاثة الوحيدات في الدفعة من مجموع مئتي طالب. وسمعها مدير اذاعة بغداد، حسين الرحال تلقي كلمة في حفل بالكلية، فأعجب بالقائها ودعاها للعمل في قسم الاخبار. وبهذا اصبحت اول مذيعة عراقية عام 1943، وصل صوتها الى المستمعين مرتين كل يوم، في نشرتي الرابعة عصرا والثامنة مساء وبذلك حققت ريادتين.
ومن المربيات الفاضلات في مجال التعليم والخدمة العامة، برزت (رفيعة الخطيب) و(سليمة زيتون) و افتخار الوسواسي وسعاد الاوقاتي وغنية الكاطع وصدوف الكاظمي وراجحة الدوري.
 اما اول طبيبة عراقية عينتها وزارة الصحة، فهي الارمنية،آناستيان، التي كانت اول فتاة عراقية دخلت كلية الطب في بغداد وتخرجت فيها سنة 1939 .
قي حين كانت الدكتورة سانحة أمين زكي اول فتاة مسلمة دخلت كلية الطب  .
والدكتورة سلوى عبد الله مسلم وهي اول طبيبة صابئية مندائية تخرجت عام 1956 ...
. اسماء كثيرة  من النسوة العراقيات حققن الريادة وكن بارزات في كل مجال احتواهن ونقشن على تراب الوطن ذكريات جميلة لا تنسى في المجالات العلمية والثقافية والادبية والتربوية والسياسية طوال تلك السنين ولعبن دورا كبيرا مع نساء البلاد عموما في بناء الاجيال وصناعة القادة والرجال الاشداء الذين قادوا النضال والمعارك من اجل حصول البلاد على كامل استقلالها والدفاع عن حرية وكرامة البلاد العربية وبناء مستقبله الزاهر والارتقاء بمكانته الدولية.