نظرة على معادلة «الفيفا» الجديدة في احتساب التصنيف العالمي

الرياضة 2018/11/09
...

علي النعيمي
 
قبل أربعة اشهر اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم معايير جديدة في احتساب تصنيف المنتخبات العالمية ليتيح المجال امام الاتحادات الوطنية التأني عند وضع الخطط المستقبلية التي تتلاءم مع طبيعة هذه التغييرات وجعل الفرق في فورمة المنافسات القارية بشكل مستمر، بحيث أصبحت هناك تسمية جديدة تطلق على فترة التوقفات الرسمية تسمى بـ(أسبوع الفيفا) بدلا من (أيام الفيفا) وقد أضاف لها يومين للسفر والتنقل على ألا يتجاوز عدد المواجهات في هذه الفترة عن المباراتين، فلم يعد الفيفا يهتم بتصنيف المنتخبات بحسب نتائجها خلال اخر أربع سنوات متتالية بشكل مباشر ، بل أخذ في نظر الاعتبار أهمية النتائج الجيدة وعدد المواجهات الدولية التي يخوضها المنتخب في العام الواحد عند احتساب النقاط ووضع نقاطاً أخرى لتحديد اهمية ونوع المنافسة بالإضافة الى معادلة أخرى سوف نوضحها لاحقا، كذلك لم يعط أي قيمة كبيرة للمواجهات الودية التي تقام بين أي منتخبين خلال فترة التوقفات الدولية، بل حث الاتحادات على ضرورة عمل التجمعات المصغرة وإقامة بطولات رباعية كما حصل في البطولة التي أقيمت في السعودية خلال الشهر الماضي التي شارك فيها منتخبنا الوطني الى جانب منتخبات البرازيل والأرجنتين والسعودية -البلد المنظم- أي ان النقاط التي سيحصل عليها المنتخب في التجمعات الودية بين أربعة منتخبات ستكون أكثر وأعلى من المباريات الودية بين منتخبين فقط وهذا ما حصل في الدوري الاوروبي للمنتخبات الذي سيستمر على مدى عامين بعد ان تم تقسيم المنتخبات الـ 55 الى اربع فئات وستشهد صعود وهبوط الفرق من فئة إلى أخرى وستسهم بشكل كبير برفع التصنيف الأوروبي.
 
المفاضلة بين القارات
من الأمور التي اهتم بها الاتحاد الدولي خلال معياره الجديد عند احتساب التصنيف الدولي انه قلل من المفاضلة بين منتخبات القارات بخلاف ما كان معمولا به سابقا عندما كان يمنح النقاط الكثيرة والتصنيفات العالية لقارة أوروبا ومن ثم أميركا اللاتينية وافريقيا، ومعنى ذلك أن جميع القارات لها نفس القدر والأهمية والقوة في التصنيف وسيساعد الاتحادات في القارة الواحدة على إعادة النظر في ترتيب اولوياتها من حيث المباريات الودية، فلم يعد ضروريا ان تواجه منتخبات آسيا نظيراتها في أوروبا التي طبقت نظام الدوري القاري للمنتخبات من اجل الإفادة من نقاط التصنيف بل عليها مواجهة فرق القارة لكن شريطة اللعب في تجمعات رباعية ورفع القيمة المالية والتسويقية والاعلانية لذلك التجمع كي يؤثر في المعادلة ( قوة المباراة) ولم تعد هناك أي افضلية للمنتخبات التي تنظم الاحداث في أرضها وجماهيرها عند احتساب النقاط بالإضافة الى ان إجراء اللقاءات خلال أسبوع الفيفا سيعطي تصنيفا جيداً على حساب المواجهات التي تقام خارج اجندة الاتحاد الدولي وهذه نقطة يجب ان ننتبه اليها جيداً عند التخطيط للمواجهات الودية في المستقبل القريب .
 
المعادلة الجديدة
 بحسب التعليمات الجديدة للاتحاد الدولي فان معادلة احتساب النقاط الداخلة ضمن التصنيف الدولي كانت بالصيغة التالية:
نقاط التصنيف = (نقاط المنتخب قبل المواجهة) + (أهمية المواجهة) x (نتيجة المواجهة – النتيجة المتوقعة للمواجهة).
وقد عدل الفيفا أيضا على نقاط ومعايير أهمية المباراة وكانت على النحو التالي:
5 نقاط = للمباريات الرسمية التي تقام خارج أسبوع الفيفا
10 نقاط = للمباريات الرسمية التي تقام ضمن أسبوع الفيفا
15 نقطة = لحساب مرحلة المجموعات في البطولات الرسمية المصغرة او التي تقام ضمن رقعة جغرافية على غرار ( غرب آسيا او شرق آسيا)
25 نقطة = لحساب الأدوار الاقصائية في البطولات الرسمية المصغرة
25 نقطة = لحساب مرحلة التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أي قارة او تصفيات كأس العالم
35 نقطة = لحساب لقاءات المجموعات لغاية الدور ربع النهائي من بطولة كأس أي قارة
40 نقطة = لحساب مباريات ما بعد الدور ربع النهائي
50 نقطة = لحساب مباريات المجموعات في كأس العالم لغاية الدور ربع النهائي
60 نقطة = لحساب مباريات ما بعد الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم
 
زبدة القول
 المعادلة الجديدة لاحتساب التصنيف الدولي ستغير من آلية الاتحادات ونظرتها للمواجهات الرسمية التي ستقام في أسبوع الفيفا وبعبارة أخرى انها سوف تبحث عن البطولات المصغرة او التجمعات الدورية التي تقام في تلك الايام ما يعني ان اللقاءات الودية ستحظى بموازنات مالية تسهم في التسويق والترويج عن الاحداث كما حصل في البطولة الرباعية التي أقيمت في السعودية وقد تساءل الكثير عن سر الجوائز الكبيرة التي رصدت لتلك البطولة التي اقيمت خلال سبعة أيام، بيد ان الاشقاء السعوديين انتبهوا جيداً الى ان لعبة التصنيف الجديد تهتم كثيرا بقوة واهمية الحدث عند احتساب التصنيف بحسب المعادلة الجديدة، كذلك سترفع من المستويات الفنية للمنتخبات بسبب ان الفوز وتحقيق النتائج الايجابية على مستوى القارة الواحدة والانتظام في المباريات الودية ستمنح ذلك المنتخب المزيد من النقاط كذلك ان فكرة تأسيس الدوري الاوروبي للمنتخبات سيضع منتخبات القارة العجوز في استراحة كونها ستكون خارج اسوار المتعهدين ووكلاء الاتحادات الذين عادة ما يبحثون عن هذه الفرق خلال أيام الفيفا وان التركيز سينصب على منتخبات اميركا اللاتينية وافريقيا وآسيا التي ستخوض فيما بينها خلال العامين المقبلين وهذا ما سيشجع الاتحاد العراقي لكرة القدم على اختيار المنتخبات بطريقة تتلاءم مع ظروف الاعداد وطبيعة المواجهة وستجبره على الانتظام في اجندة تلك المواجهات بشكل دوري.