الاحداث المتعاقبة، على تاريخ العراق الحديث والقديم.. بحلوها ومرها.. أسهمت بصقل قدرات المرأة العراقية؛ فالشعب العراقي، بجبلته يتمتع بذكاء فطري، بينما المرأة.. فيه وفي كل المجتمعات.. تمتاز بشخصية تأملية أقل تهورا وأخف وطأة في انتهاج رد أهوج، من نظيرها الرجل، عند الانفعال، واحتدام الخطوب. تتمتع المرأة العراقية، بقوة استثنائية، ناشئة من تضافر عوامل وراثية ومكتسبة؛ فالعراق.. أرض تشكل نطاقا وسطا، بامتدادها بين حضارات ضاغطة، ألقت بأعباء احتقاناتها في وادي الرافدين، متنفسا لها.. تلك الأعباء، بقدر ما حملت معها من زخم وعي متدفق، أفاد منه العراقيون، بفئاتهم المناطقية والاعتقادية كافة، في الوقت نفسه، فرجت الحضارات المحيطة بالعراق، عن أزماتها بتصدير الفورة، من جوهرها، الى أعراض متنوعة، تمظهرت في العراق، بتجليات توزعت بين مجاعات وحروب ومد طائفي وسواها.
المرأة العراقية، في كل هذا، لم ينثلم سحر جمالها، وهي تتصدى لحفظ كيان الاسرة، وتربية الابناء.. ذكورا واناثا.. بينما الاب مساق الى الخدمة العسكرية الإلزامية، طوال الثمانينيات، مقاتلا على الجبهات التي نصبها الطاغية صدام حسين ضد ايران.
وظلت الانوثة محتفظة بعطر بهائها، على الرغم من العقوبات الدولية – حصار التسعينيات، يوم إنتضت ذكاءً فائق الألمعية، في مؤازرة الرجل؛ لدوام معيشة العائلة، بالحلال، على الرغم من شرعنة الحرام أمام لقمة عيش توارب.. بين الموت والحياة.
وتوالت محن الارهاب وانقطاع سبل العمل.. بطالة كرست ثروات العراق للفاسدين... عودا الى تكوين الشخصية العراقية، القوية، بجمال انوثتها التي تشاطر الرجل مجابهة الاحداث بقوة؛ فإن الموقع الجغرافي للعراق، مكنه من إنشاء مجتمع تعاشق مع محيطه الانساني، تثاقفا.. أكسبه واكتسبت منه.. ما خلق انتماءً وجدانيا للذات، لا تنفصم عراه عن الآخر.. فالعراقي يعتد بوجوده، ويتفهم سواه في المحيط الإنساني.. يتفاعل معه.
كل تلك المعطيات، أسهمت بخلق انوثة لا نظير لها بين نساء العالم.. قوة شخصية وجمال شكل وطلة ساحرة وثقافة مبهرة وأتكيت.. لياقة اجتماعية ورقي فعال، من شأنه تربية اولاد تتحكم بمجسات مستقبلهم، من خلال حساب المؤثرات التربوية، بدقة، لا تقل فيها غير المتعلمة عن متقدمة التعليم. وبهذا فطرت المرأة العراقية، على الاعتداد بانوثتها، مع قوة لا تستكين لانكسارات الزمن من حولها، في بلد تعاقبت عليه المحن، من دون ان تثني عزمه او تحني ظهره او تثلم جمال نسائه وعفتهن وترفعهن عن الاستسلام لقهر الظروف.. محيلة الكآبة الى تفاؤل والحزن الى بهجة.
تنتهج المرأة العراقية.. في إدارة بيتها وعملها وشبكة الاقرباء والصديقات، بمجسات وعي قوية.. صافية التلقي، تتحكم بالقدر ولا تخضع لسطوته، الا بالحق.
وبهذا يتأكد لنا، ان أنوثة المرأة العراقية، بكل سحرها الفائق، تروج لجمال يتفاعل مع المنجزات العملية، وليست استعراضات الميوعة والدلال
المغناج!