عيد الكسل العالمي

ثقافة شعبية 2019/08/26
...

 باسم عبد الحميد حمودي
 
  احتفل سكان مدينة(أيتاغوي) الكولومبية الصغيرة (20) ألف نسمة بيوم الكسل العالمي الذي ابتكره السيد كارلوس ماريو مونتيا عام 1982 لسكان هذه المدينة.
قام مونتيا(65عاماً) في صباح يوم 25 آب سنة 1982 بفرش الشارع الذي يقع عليه بيته بالوسائد والافرشة مع اسرته ،مع عدد من سكان مدينته،وتمدد الجميع محتفلين باعلان الراحة وعدم العمل ذلك اليوم احتجاجاً على ايقاع الحياة السريعة الصاخبة في تلك المدينة الصناعية القليلة السكان التي يرتادها  عاملون من مختلف انحاء كولومبيا للعمل ويغادرونها مساء.
قلد السكان الآخرون السيد مونتيا واخرجوا افرشتهم الى الشوارع في ذلك اليوم وتناولوا طعامهم وشرابهم ومارسوا نومهم ورقصهم ايضاً طيلة النهار والليل ..طلباً للراحة واحتجاجاً على ضجيج العمل اليومي وقسوته طيلة عام كامل!
 تدريجياً وسنة بعد اخرى ابتكر سكان (أيتاغوي) وسائل ترفيه جديدة ،وأسعدوا بعضهم البعض في مساندة الكسل وامتاع انفسهم، وشاركتهم  مدن  كولومبية اخرى في هذه الاحتفالات السنوية المبررة ..في رأيهم.
من ذلك  مسابقات البيجاما  الأفضل ومسابقة  أسرع سرير يمشي على عجلات في الشارع ليلة الاحتفال ،ومسابقة الوسادة الأفضل والاجمل ...وما الى ذلك.
سكان(أيتا غوي) وجدوا في يوم الكسل عن الاعتيادي حيث جددوها كل 25 آب من كل عام وشاركتهم مدن اخرى في النوم في الشوارع ،والتمتع بهذه الراحة السنوية
 الغريبة
(فلسفة) الكسل هذه تقابلها حركة ضاجة في عالم اليوم من أجل عدم تفويت طريقة واحدة للعمل المنتج والسعي المتباري لكسب المال.
صحيفة (ذي لانست) البريطانية نشرت مؤخرا تقارير طبية تؤكد أن قلة النشاط تقتل خمسة ملايين انسان سنويا ،وقالت :
ان وباء الكسل يكلف العالم سنويا67 مليار دولار ونصف!
وهذا المبلغ يعتمد على احصائيات تتغير كل عام.
ليست تلك الصحيفة البريطانية وحيدة في الدعوة الى تنظيم ايقاع العمل، فقد قامت نظرية  تايلر الاقتصادية على تنظيم ساعات العمل وايصال المواد على شريط متحرك أمام العامل  للتحرك  باوتوماتيكية محسوبة ازاءها ..للانتاج،دون اضاعة وقت ما.
أين هذا الكلام من تظاهرة الاحتجاج السنوية في المدينة الكولومبية الصغيرة على (طبائع) العمل اليومية
الضاغطة؟
يبدو لأنها ضاغطة ،فقد كان (يوم الكسل) الذي يحتج بلطف سنويا!