الأمنية الجميلة للملكة يوم زواجها من فيليب

بانوراما 2019/08/31
...

آمبير هيكس
ترجمة: شيماء ميران
يعتبر زواج الملكة اليزابيث والامير فيليب أطول زواج ملكي على مرَّ التاريخ، وبدأ هذا الزواج في يوم خريفي بارد قبل ما يقارب 72 عاماً عندما تمنّت الاميرة إليزابيث حينها أُمنية جميلة امام عائلتها واصدقائها المقربين.
ففي وقت سابق من صباح ذلك اليوم تهادت الاميرة عبر ممر كنيسة ويستمنستر امام الالاف وهي ترتدي فستانها الحريري ذا اللون العاجي المذهل والمزيّن بكريستالات وما يقارب عشرة آلاف حبة لؤلؤ، حاملة بيدها باقة بيضاء من زهور الاوركيد وغصناً من الآس ذي العطر الجميل.
وببهجة خافتة، تظهر الاميرة ذات الواحد والعشرين عاماً مع اول نفخة في الابواق متأبطة ذراع والدها لتأخذ طريقها نحو الدوق الانيق ذي الستة والعشرين عاماً، ليعلنهما رئيس أساقفة كانتربيري زوجاً وزوجة رسمياً، قبل ان يواصلا طريقهما الى قصر باكنغهام.
وقد بدا حفل الزفاف وكأنه رفع لمعنويات الامة خلال فترة التقشف والتقنين التي تلت الحرب العالمية الثانية، وكانت بانتظارهم حشود المهنئين والمبتهجين الذين ازدحموا وسط الممر بين الكنيسة والقصر. 
واثناء وليمة الاستقبال قبيل حفل الزفاف رفع الملك جورج السادس والد إليزابيث كأسه قائلا "ابنتنا اليوم تتزوج من الرجل الذي تحبه".ولم يتبق غير شخصين فقط جالسين في الغرفة، عندما امسكا يدي بعضهما والتقت نظراتهما وابتسما، ووضعت على كل طاولة مزهرية ذهبية بداخلها زهور القرنفل الوردي والابيض، وكانت الاطباق والاشواك والسكاكين جميعها ذهبية ايضا.
 
مفتاح الزواج السعيد
وقد اعدَّ طاهي الملك رونالد اوبري طبقين خاصين بالمناسبة وهما كيك بالمثلجات والآخر فيليه سمك، اما الطبق الرئيسي فكان حساء طائر السمان الذي اختاره الملك لانه يعتبر طبقا فريداً، وتم تقديم القهوة في الغرفة الزرقاء بعد ان قطعت الاميرة مع فيليب كعكة الزفاف بالسيف.
وقبل ان يجلس المئة والخمسون ضيفاً، لتناول الشراب، وقف فيليب بكل ثقة وقال "انا فخور.. فخور ببلدي وبزوجتي".
وتكلمت الاميرة ايضاً بجُملٍ قليلة، لكنها استغلت الفرصة لتتمنى امنيتها الجميلة، فشكرت والدها ووالدتها والضيوف قبل ان تعبر عن مدى سعادتها بانضمام جدتها الملكة ماري الى طاولة زفافها.
وقالت حينها "لا اتمنى شيئا اكثر من ان نكون انا وفيليب سعداء كما كان والدي ووالدتي ومن قبلهما الملكة ماري والملك جورج".وبعد اربع سنوات على عقد قرانهما، اخذت الاميرة اليزابيث طريقها لتصبح ملكة، والان بعد مرور ما يقارب 72 عاماً يصبح الزوجان اكثر قوة ونجاحاً، وإنجابهما لاربعة ابناء وليكون لهم ثمانية احفاد وثمانية من ابناء الاحفاد.
ويشترك الجميع في التساؤل عن السر وراء نجاح العلاقة بين هذين الزوجين، فتقول صوفيا كونتيسة ويسكس التي تزوجت من الامير إدوارد "بالنسبة لها ان تجد شخصاً مثله لتحبه، فلا اعتقد بانها ستختار افضل منه، فهما يرسمان البسمة على وجه بعضيهما كما نرى، وهذا هو نصف الكفاح، أليس كذلك؟".
وكشف المراسل الملكي نيكولاس أوين في وقت سابق خلال عمل وثائقي بان اختلاف الزوجين يجعل الزواج ناجحاً، فيقول "هل تعلمون ان هذا هو المفتاح للكثير من الزواجات السعيدة، فالاختلاف بين شخصين ما ينجح زواجهما، واعتقد ان ما جعلهما لصيقين ببعض هو ما جعل زواجهما يستمر بشكل جيد".
 
العلاقة الاستثنائية
وبالحديث عن ذكرى اليوبيل الذهبي لزواجهما عام 1997، تحدث الامير فيليب ايضا عن السر وراء استمرار زواجهما طويلاً، فقال "اعتقد بان الدرس الرئيس الذي تعلمناه هو ان التسامح كعنصر مهم في اي زواج سعيد، وربما لا يكون مهماً جداً عندما يستمر الزواج بشكل جيد، لكنه يكون حيوياً بالتأكيد عندما تكون هناك صعاب، ويمكنكم ان تسمعوها مني بان الملكة تملك الكثير من التسامح"، واضاف بأن "سر الزواج السعيد هو التمتع باهتمامات مختلفة".
ويشيد الامير ويليام الابن البكر للامير تشارلز بحس الفكاهة التي يتمتع بها جده، والطريقة التي يتمكن بها من إضحاك الملكة، "بعض الاشياء التي يقولها او يفعلها، والكيفية التي ينظر بها الى الحياة تختلف كثيراً وبشكل واضح عنها، لذلك فهما يشكلان سوية زوجين رائعين".
ووصفت الملكة في العام 1997 فيليب بانه يمثل قوتها، وتكلمت عنه بحماس "انه بكل بساطة كان قوتي، وبقي كذلك طوال هذه السنوات، فأنا وجميع عائلته ودولتنا والكثير من الدول، نُدين له باكثر مما يستحق او اكثر مما نعلم".
في حين ان الامير هاري ثاني ابناء الامير تشارلز يشيد بالدعم الذي يقدمه جده الى جدته ويصفه بانه استثنائي، "بغض النظر عن ما اذا كان جدي يقوم بأموره الخاصة، كنوع من التجول مثل سمكة تسبح في النهر، لكن الحقيقة انه موجود، ولا اعتقد شخصيا بانها (الملكة) يمكن ان تقوم بأي شيء من دون مشاركته".   
ويوضح المؤرخ الملكي هوغو فيكرز بان سر علاقتهما هو الدعم المتبادل والاخلاص في اداء الواجب، " فهما لا يضيعان ولو جزءا صغيرا من الوقت في التساؤل عن ما اذا كانا محبوبين ام لا، بل انهما  يؤديان وظيفتهما، وعندما اكون محظوظا بما فيه الكفاية لاراهما سوية في المناسبات، فيظهران دائما بثقة مذهلة مترافقين".
 
عن صحيفة ديلي ميرور البريطانية