نحن وحصار إيران

آراء 2018/11/10
...

حسين علي الحمداني
 

الحديث عن العقوبات الأميركية على إيران يجعلنا نحن في العراق بصورة خاصة ومنطقتنا الإقليمية بصورة عامة تحت وطأة الحذر لعدة أسباب، أولها إننا في العراق علينا أن نخلق توازناً يبدو صعباً في علاقتنا مع طهران تلك العلاقة الكبيرة بحكم الجوار الجغرافي والحدود الطويلة بيننا وبينهم،وبين علاقتنا مع واشنطن التي نحرص على عدم(ازعاجها)ونسعى كحكومة لبناء علاقات قوية معها لكن ليس على حساب علاقاتنا مع دول الجوار ومنها بالتأكيد إيران التي لها مواقف إيجابية في العراق رغم تحفظ البعض على ذلك. وهذه المعادلة تحتاج لحنكة سياسية تقنع واشنطن بحيادية العراق أولا، وثانيا وهو الأهم أن لا يتضرر العراق من العقوبات بشكل مباشر ،خاصة إن العراق لو كان في وضع غير وضعه الحالي لكان يمكن أن يستثمر هذه العقوبات الأميركية على طهران بأن يطرح نفسه بديلا لها على الأقل في تصدير حصتها النفطية، كما عاملت دول المنطقة العراق في تسعينيات القرن الماضي وحتى عودته لأوبك في السنوات القليلة الماضية. العقوبات الأميركية هي أحادية وليست عبر قرار أممي، كما حصل مع العراق بعد غزو صدام للكويت، وبالتأكيد هنالك امتعاض أوروبي من هذه العقوبات الأميركية على إيران التي يتعامل معها قادة القارة العجوز على إنها ستؤثر في أوروبا أكثر من تأثيرها في طهران ،خاصة إن الأوروبيين يعانون من العقوبات الأميركية على روسيا منذ أزمة أوكرانيا وشبه جزيرة القرم. وبالتالي يجد الكثير من زعماء أوروبا إن هذه الأنواع من الحصار هنا وهناك ستقيد دولهم سواء في الاستيراد أو التصدير أو الاستثمارات ما يؤدي لركود في أوروبا.ونحن في العراق ربما أكثر شعوب العالم عانينا من العقوبات الاقتصادية التي عادة ما تفرض على الدول نتيجة أخطاء حكام البلد لكن المتضرر الوحيد هو الشعوب التي تدفع فاتورة هذه العقوبات بشكل مضاعف وتتخلخل البنية الاجتماعية ما يترك تداعيات كبيرة جدا تظل قائمة لسنوات طويلة.وكما نعرف إن وضع العراق حرج جدا في التعامل مع هذه العقوبات في حزمتها الثانية والتي من شأنها أن تحاصر الاقتصاد الإيراني بشكل كبير جدا ووضع العراق ربما لا يسمح له بالالتزام حرفيا بعقوبات ترامب هذه،وأيضا على الولايات المتحدة أن تدرك ماذا تعني إيران للعراق من الناحية التجارية من جهة،ومن جهة ثانية التعاون في مجالات أخرى تعرفها واشنطن جيدا، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب خاصة وإن العراق شهد في سنوات ما بعد 2003 مقاطعة عربية له اسهمت هذه المقاطعة بتواجد إيراني في حقل الخدمات(الكهرباء والطاقة) والتجارة عبر استيراد الكثير من البضائع الإيرانية ناهيك عن العلاقات الدبلوماسية التي تطورت كثيرا،وبالتالي هنالك(حالة خاصة)للعراق يجب أن تراعى حتى لا يتهم بلدنا بإنه خرق العقوبات وهذا الدور يجب أن توضحه الحكومة العراقية ووزارة الخارجية للجانب الأميركي .