- 1 -
اعتدنا على تذييل الاعلان عن “ مجلس الصدر “ الذي نعقده مساء آخر ثلاثاء في الشهر في مكتبنا في الكاظمية بعبارة تقول :
وفي ختام المجلس تُقدّمُ هَديةُ المجلس للسادة الحضور .
- 2 -
ويبدو أنَّ الاعلان عن هديةٍ معيّنة يقدّمُها مجلس الصدر لروّاده أغاظت بعضهم فكتب يقول ما مؤداه :
هل هناك مجلس ثقافي آخر يوّزع هديته على الحضور ؟
- 3 -
ويبدو أنَّ الاخ قد غلب على ظنه أنَّ الهدية المقدّمة للمشاركين هي هدية ( مادية) فأغاظه ذلك ، ولو كانت الهدية مادية – كما تخيل – لأمكن فهم سبب العتب أو الغيظ .. ولكن الاخ الكريم سارع الى كتابة التعليق الغريب قبل أنْ تتضح الصورة .
ولو تمّهل قليلا مِنْ أجل الوقوف على جليّةِ الأمر لما كَتَبَ عاتبا ما كتب..
- 4 -
وهنا تصدّى أحد الباحثين الأكاديميين فأجابه بما معناه :
انّ الهدية هي الكتاب
واذا لم يكن الكتابُ هديةَ المجلس الثقافي لروّاده فهديةُ مَنْ يكون ؟!
ان التجانس بين الهدية والمُهدى اليه هو الذي شجّع على اختيار الكتّاب هدية لرواد المجلس الأكارم ، وهم ثلة طيّبة ، ونخبة مباركة من العلماء والادباء والباحثين الأكاديميين وعشّاق المعرفة والثقافة.
- 5 -
اننا اليوم نتحدث عن ظاهرة غريبة وهي زج الكثيرين لانفسهم زّجا في قضايا كثيرة لا يسوغ لهم التدخل فيها ،واصدار الاحكام عليها، ذلك أنَّ الناس أحرارٌ في ما يصنعون ، ولو افترضنا جدلاً أنَّ هناك مَنْ يُناول بعض حضّار مجلسه ممن يعرف فيهم الحاجة الى المال شيئاً مِنَ المال إعانةً لهم وإغاثةً مما يعانونه من كربات فأيةُ غضاضةٍفي ذلك ؟
أليس هذا من مصاديق البر الاجتماعي ؟
من الواضح أنَّ روّاد مجلس الصدر ليسوا من اولئك الباحثين عن جمعيات خيرية تعنى بشؤون الفقراء والمستضعفين .
ومعرفة ذلك لا تحتاج الى كبير ذكاء ..!!
- 6 -
وقد يكون الاغتياظ ناشئا من احتمال الكاتب المحترم سعي (مجلس الصدر) مثلاً لكسب الروّاد والزبائن عبر هداياه التي يقدمّها للأحباب...
وبهذا يتفوق على غيره من المجالس ولكن بطرق غير مألوفه.
وهذا مجرد وهم ليس الاّ
ولا يصح البناء على الأوهام
- 7 -
وليعلم المعلق المحترم أننا نُشيد بالمجالس الثقافية البغدادية وندعو لحضورها، ولسنا ممن يريد التفوق عليها،فضلا عن السعي الى اضعافها وصد الرواد عنها .
- 8 -
ان المسألة اولاً واخيراً مسألة مرتبطة بطريقة التعاطي مع الاشياء والاشخاص ،ولا بد ان يكون التعاطي نقيا من الشوائب والافتراضات الغريبة.