أثارتْ موجة هجمات طائرات مسيّرة في سوريا والعراق والسعودية واليمن ولبنان شبح عهد جديد من النزاع الاقليمي، بسبب قدرة هذه الأسلحة المتسللة على اختراق ساحات قتال بعيدة وضرب أهداف محميّة. أصبحت حرب الطائرات المسيرة عاملا فعّالا بالصراع المتصاعد بين اسرائيل وايران، ويجري القتال بها على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل فضلا عن المنطقة برمتها.
وتتصف هذه الطائرات برخص ثمنها وصغر حجمها وقدرتها على تجنب شبكات الرادار، وهي جزء مركزي ضمن ترسانة الجيش الاسرائيلي منذ سنوات وخصوصا خلال عملياته فوق غزة.
بدأت ايران أيضا بنشر تلك الآلات غير المزودة بجنود والمسيرة عن بعد عند وقوع مواجهات مع اسرائيل، وتستخدم طهران قوى تنوب عنها منذ فترة طويلة لكنّها الآن تنفذ هذه العمليات بنفسها. وترى كلّ الأطراف هذه التقنية بأنّ لديها مواصفات فعّالة.
وكان مسؤولون اسرائيليون قد أبلغوا دبلوماسيين غربيين أن طائرتي الدرون اللتين تحطمتا في بيروت مؤخرا تم ارسالهما من اسرائيل لأجل عرقلة جهود حزب الله الرامية لتركيب أنظمة توجيه متقدمة على صواريخ بدائية.
وقد سقطت الطائرتان في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، التي تعد معقل حزب الله، الذي استولى على الطائرتين المتضررتين وقال إنّهما كانتا مزوّدتين بمتفجرات بلاستيكية زنتها نحو 5 كيلوغرامات.
وعلّق دبلوماسيان غربيان بأن هذه العملية الاستثنائية قد تكون محاولة اغتيال، أو محاولة لتدمير موقع حيوي لحزب الله؛ قادر على تحديث ترسانته الصاروخية. وتظهر الفرضيتان أنّ الهجوم كان محاولة لافشال محاولات تركيب أنظمة توجيه الاهداف على الصواريخ.
يأتي هذا التطور بعد اعلان قوات الحشد الشعبي في العراق أن اسرائيل استخدمت طائرات مسيرة أطلقت من أذربيجان لمهاجمة أهداف تقع وسط وشمال البلاد. وتوافقت تصريحات مسؤولين عراقيين وايرانيين وأميركيين على أن اسرائيل هي من أطلقت منذ منتصف تموز الماضي طائرات مسيرة متطورة ومجهّزة بصواريخ على مسافة مئات الكيلومترات نحو العراق لمهاجمة خمسة مواقع، ويصف مسؤولون اقليميون هذه المواقع بأنها مرتبطة بأطراف حليفة لايران تعمل هناك، وتشعر اسرائيل بالقلق منها.
من جهته، صرَّحَ أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي: "لدينا معلومات دقيقة ومؤكدة أنّ الأميركيين قدموا هذا العام أربع طائرات مسيرة اسرائيلية عبر أذربيجان للعمل ضمن الأسطول الأميركي لتنفيذ طلعات جوية واستهداف قواعد الجيش العراقي".
وأضاف المهندس أنّ الضربات الاسرائيلية، نفذت بدعم أميركي، بضمنها الأخيرة التي أسفرت عن مقتل عنصرين من الحشد الشعبي في مدينة القائم الحدودية مع سوريا. وأكد المهندس: أن الاميركان "أجروا مؤخرا مسحا لقواعدنا، بدلا من "داعش"، وجمعوا معلومات وبيانات عن تلك القواعد ومخازن الأسلحة"، منوها بأن "استهداف مقرات الحشد الشعبي دليل واضح على السيطرة الكاملة للجيش الأميركي على المجال الجوي العراقي".
وكان الناطق العسكري الاسرائيلي الجنرال جوناثان كونريكاس قد أكد أن الوجود الايراني المعزز قرب الحدود الاسرائيلية لا يمكن السكوت عنه، وأضاف أن تركيب الايرانيين أنظمة التوجيه على الاف الصواريخ لدى ترسانة حزب الله يشكل تهديدا خطيرا على
اسرائيل.