عبد المهدي: 500 مليار دولار حجم الأعمال بين العراق والصين
الثانية والثالثة
2019/09/22
+A
-A
الوفد العراقي يعقد اتفاقيات شراكة مهمة في بكين
بغداد / الصباح
أكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أن حجم الأعمال بين العراق والصين خلال السنوات العشر المقبلة سيكون 500 مليار دولار في مختلف المجالات، وبينما تختتم اليوم الاثنين زيارة رئيس الوزراء والوفد الرفيع الذي يرافقه بتوقيع اتفاقيات شراكة وتعاون مع الحكومة الصينية، بحث وزير المالية فؤاد حسين مع رئيس مجلس إدارة مصرف (سيتك) الصيني خطوات تمويل مشاريع ستراتيجية في العراق، وبينما أعلن محافظ النجف الأشرف لؤي الياسري أن وفداً تقنياً من شركة (هواوي) سيزور المحافظة لبحث نصب منظومة كاميرات مراقبة وتطوير منظومة الاتصالات فيها، أكدت لجنة العلاقات الخارجية النيابية، أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وضع ملف تسليح القوات الامنية ضمن أجندته خلال زيارته الى
الصين.
وقال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في تصريح لقناة "فونكس" الصينية: إن "حجم الأعمال بين العراق والصين المستهدف خلال العشر سنوات القادمة سيزيد على 500 مليار دولار"، وأضاف ان "الأعمال ستبدأ من الآن ومن هذه الزيارة".
ومن المقرر أن يلتقي عبد المهدي في ختام زيارته الرسمية اليوم الاثنين، رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، ورئيس مجلس الدولة لي كي شيانغ، كما سيفتتح رئيس الوزراء رفقة المسؤولين الصينيين أعمال المنتدى الاقتصادي العراقي - الصيني الثالث، ليتم التوقيع بعد ذلك على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون المهمة بين البلدين الصديقين.
وكان رئيس الوزراء عقد مساء أمس الأول السبت، اجتماعا مع المحافظين المرافقين له في العاصمة الصينية بكين، حيث دعاهم الى المزيد من التعاون والتنسيق وتهيئة الظروف المناسبة لمشاريع تطوير البنى التحتية في ضوء زيارة الصين الحالية.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه بأن "رئيس مجلس الوزراء عقد فور وصوله الى العاصمة الصينية بكين (مساء السبت)، اجتماعا مع المحافظين من اعضاء الوفد الرسمي، تركّز على رؤية الحكومة لعلاقة التعاون والشراكة مع الصين والنهضة التي حققتها هذه الدولة والاستفادة من تجربتها الناجحة، الى جانب استعراض الجهود التي بذلت للوصول الى هذا المستوى من العلاقة، كما دعا المحافظين الى المزيد من التعاون والتنسيق وتهيئة الظروف المناسبة لمشاريع تطوير البنى التحتية في ضوء زيارة الصين الحالية والتفاهمات الجارية مع الجانب الصيني من اجل توقيع اتفاقات لتطوير البنى التحتية التي تخدم الجميع وتؤسس عليها جميع مشاريع الإعمار".
وأضاف المكتب، أن "المحافظين تحدثوا عن أولوياتهم وواقع المحافظات في مختلف القطاعات، مبدين ملاحظاتهم واقتراحاتهم سواء ما يتعلق منها بالمشاريع الحالية أو المستقبلية مع الجانب الصيني على وجه الخصوص، وأعربوا عن تقديرهم لمبادرة رئيس مجلس الوزراء في اصطحاب جميع المحافظين في زيارة الصين وإشراكهم في المباحثات مع المسؤولين الصينيين والاطلاع على التجارب الاقتصادية والعمرانية الناجحة في المقاطعات الصينية".
وفي سياق الزيارة الرسمية إلى الصين، بحث نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير المالية فؤاد حسين مع رئيس مجلس إدارة مصرف (سيتك) الصيني خطوات تمويل مشاريع ستراتيجية
في العراق.
وذكر بيان للوزارة تلقت "الصباح" نسخة منه، ان "الوزير فؤاد حسين التقى رئيس مجلس إدارة بنك (سيتك) السيد (جانك زمنك) يرافقه وزيرا النقل والكهرباء ومحافظو بغداد والبصرة وكربلاء وواسط وديالى والأنبار وميسان وأربيل والسليمانية ودهوك وواسط وذي قار".
وأضاف البيان، انه "جرى خلال اللقاء استعراض الإجراءات التي سيقوم بها الجانبان من أجل استكمال التهيئة المصرفية للخطوة الثانية ما بعد فتح الحسابات من أجل البدء بتمويل المشاريع التي ستركز على مشاريع البنى التحتية والمشاريع الستراتيجية وشبكات السكك الداخلية والخارجية".
إلى ذلك، أعلن محافظ النجف الأشرف لؤي الياسري، أمس الأحد، اتفاقه مع الجانب الصيني على إرسال وفد رسمي من شركة (هواوي) لزيارة المحافظة من أجل الاطلاع على منظومة الكاميرات والاتصالات وتطويرها.
وقال مكتب الياسري في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه: إن "محافظ النجف الأشرف عقد (أمس الأحد) اجتماعاً مهماً مع شركة (هواوي) للاتصالات التي تعد الاولى على مستوى العالم بالاتصالات في مقر الشركة بالعاصمة الصينية بكين".
وأضاف أن "الياسري تباحث مع المعنيين في شركة (هواوي) من أجل تطوير البنى التحتية في محافظة النجف الأشرف في مجال الاتصالات وخصوصاً تطوير ونصب منظومة الكاميرات والمراقبة في عموم المحافظة من أجل مواكبة التطور والتكنولوجيا في عالم الامن والخدمات، إذ اتفق الطرفان على إرسال وفد رسمي من شركة (هواوي) لزيارة محافظة النجف الأشرف من أجل الاطلاع على منظومة الكاميرات والاتصالات وتطويرها بالقريب
العاجل".
وكشف الياسري عن فحوى ما دار بشأن محافظة النجف الأشرف في الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء مع المحافظين في بكين، وقال في بيان لمكتبه: إنه "تمت مناقشة أزمة السكن وحلولها، ولاسيما لذوي الدخل المحدود والفقراء وكذلك الموظفون والاستفادة من الأراضي الفارغة الموجودة في النجف الأشرف على غرار تجربه (قرية النور) مع إيصال الخدمات لهذه الأراضي لتصبح أراضي صالحة للسكن لأبناء المحافظة المقدسة".
وبين الياسري ان "رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وافق على تطوير شوارع المدينة القديمة في النجف لاسيما الشوارع الرئيسة الأربعة والشارع المحيط المعروف بـ (شارع السور)، وسوف ترسل الحكومة المحلية الكشوفات الخاصة بذلك للحكومة الاتحادية"، وأعلن الياسري تخويله من قبل رئيس الوزراء "بتوقيع اتفاقيات مع الجانب الصيني للإسراع في التعاقد في تطوير المحافظة المقدسة بمختلف المشاريع الأساسية".
الجدير بالذكر، أنه سوف يتم توقيع عقد شراكة طويل الأمد مع الجانب الصيني بين الحكومة العراقية والحكومة الصينية من أجل الإعمار في العراق وخاصة مشاريع البنى التحتية من خلال صندوق الإعمار الاتحادي الذي تم تفعيله مؤخراً وستكون هناك نسبة طيبة لمدينة النجف الأشرف.
من جانب آخر، نفى محافظ ذي قار عادل الدخيلي، صحة الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن تعرض الوفد العراقي الزائر برئاسة رئيس الوزراء للصين لحادث سير على أحد الجسور البحرية، وقال الدخيلي: "لا صحة لهذه الأنباء، كنا في اجتماع حتى ساعة متأخرة بتوقيت بكين".
يذكر أن وسائل إعلام محلية، تناقلت شائعات تفيد بتعرض الوفد العراقي الذي يتكون من رئيس الوزراء وعدد من الوزراء والمسؤولين، إلى خطر الموت وهم على "جسر هايوان" بسبب الأمطار والعواصف.
من جانبه، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية عامر الفايز في حديث صحفي: إن "رئيس الوزراء عادل عبد المهدي توجه الى الصين على رأس وفد كبير من السلطة التنفيذية وأبرزهم الوزراء الأمنيون، لعقد صفقات تخص الجانب الأمني".
وأضاف، ان "ملف تسليح القوات الأمنية بمختلف صنوفها كان حاضراً ضمن أجندة رئيس الوزراء الى الصين، اذ ان لدى العراق توجها نحو تعدد مصادر التسليح من دول العالم المختلفة"، موضحاً ان "الضغوط الأميركية لن تؤثر في العراق في توجهه نحو الصين لعقد صفقات سلاح، على الرغم من التوتر الحاصل بين روسيا والصين مع أميركا".
وبين الفايز، ان "العراق يمتلك الحرية والاستقلالية ولن يخضع لأي ضغط أميركي؛ خاصة في ما يتعلق بملف تسليح الجيش والتوجه نحو شراء منظومات دفاع جوي"، لافتاً الى ان "دول الخليج بدأت تتوجه نحو روسيا بشأن ملف التسليح وشراء منظومات دفاع جوي على الرغم من علاقتها بأميركا"، بحسب تعبيره.
بدوره، قال النائب عن تحالف الفتح محمد كريم البلداوي: إن "زيارة عبد المهدي إلى الصين تضمنت رؤية جديدة للتعامل مع الشركات الصينية العاملة في مجالات مختلفة"، مبيناً أن "إنشاء أربع محطات للطاقة الكهربائية ودعم الصناعة المحلية إضافة إلى دعم مشروع ميناء الفاو الكبير من خلال دخول الشركات الصينية جميعها محاور مهمة وكان العراق بحاجة ماسة إلى دعمها وتطويرها".
وأضاف البلداوي، "نتمنى أن تكون الزيارة ناجحة وأن يكون الوفد العراقي مفاوضاً بشكل جيد يمكننا من تحقيق مكاسب جديدة للعراق"، لافتاً إلى أن الوفد "شمل قيادات أمنية ما يعطي انطباعاً أولياً أن الملف العسكري سيكون حاضراً فيها بشكل أو بآخر سواء في مجال التسليح أو تبادل المعلومات"، لافتاً إلى أن "تنويع مصادر التسليح أمر ضروري لضمان عدم حصول احتكار للمنظومة العسكرية العراقية من قبل جهة معينة دون غيرها".