نفضت مدينة الفلوجة الباسلة غبار المعركة لتفتح ذراعيها للمسات البناء والجمال من اجل محو تلك الصورة المعتمة التي احاطت بها نتيجة الاحداث المؤسفة التي اقترفها ارهاب داعش من جهة ومقاومتها للاحتلال من جانب آخر.الفلوجة عاشت اياما جميلة من خلال كرنفالها البديع في مهرجان المسرح الاول ،وهو اول نشاط ثقافي كبير ليس في الفلوجة حسب بل في محافظة الانبار عموما .
وقد حفل المهرجان بحضور كبير من ست محافظات مهمة من العراق من بغداد والنجف وكربلاء والناصرية والفلوجة والرمادي والانبار،حيث قدمت كل مدينة مسرحية في المهرجان .وشارك العديد من النجوم العراقيين من ممثلين ومخرجين ونقاد في فعاليات المهرجان .وقد اضفوا لمسة جمالية عبر نقاشاتها وتواجدها الكثير في الفعاليات.
من بغداد شاركت مسرحية معهد الفنون الجميلة “مسنون ظرفاء” اعداد واخراج د.كريم خنجر.كما شاركت فرقة النشاط المدرسي في الكرخ بمسرحية “العرس الوحشي” اخراج جرير عبدالله.
ومدينة الناصرية بمسرحية “المواطن س” تاليف واخراج حيدر الشطري وكان من اهم الاعمال في المهرجان.ومدينة النجف قدمت مسرحية “للحرب بقية” اخراج مصطفى كاظم.وكربلاء المقدسة بمسرحية “ازمنة النار” اخراج مهدي هندو الوزني.والفلوجة البطلة بمسرحية “الرصيف” اخراج معاذ عكاب.والرمادي بمسرحية “حب خارج مكان
الوقت”.
ومحافظة الانبارقدمت المطرب “عبدالله مفرح الكبيسي” في الافتتاح بنشيد وطني عن العراق من تاليف الشاعر ناجي ابراهيم، وفي الختام ايضا باغنية تراثية تتناول مدن العراق كافة. وقد اشاد النقاد المشاركون بالعروض الفنية التي عرضت في المهرجان.وقد اقيم المهرجان برعاية محافظ الانبارالدكتور علي فرحان الدليمي الذي حول محافظة الانبار الى ساحة بناء واعمار بشكل لافت تعويضا عن سنوات الحرب والارهاب. واقيم المهرجان تحت شعار( الفلوجة مدينة المحبة والسلام ) للفترة من ٢٢ الى 25 من ايلول الجاري، وهذه المرة الاولى التي تشهد مدينة الفلوجة البطلة مثل هذا المهرجان،بعد فترة الحرب وتدنيس المدينة من قبل فلول الارهاب الداعشي. وبمشاركة ست محافظات .اقيمت الفعاليات في مركز شباب الفلوجة الذي جند كل شباب المدينة لخدمة المهرجان وضيوفه على نحو يثير الاعجاب والفخر.
الكاتب والفنان المسرحي مدير المهرجان “عكاب حمدي”قال: لقد سعدت بهذا الاحتفال الكبير وتواجد اخوتي المسرحيين من المحافظات الست .وقد غمرونا بمحبتهم ومساندتهم لمهرجاننا ولولا وجودهم لما نجح المهرجان. واقيمت العروض المسرحية بواقع عرضين في اليوم “واحد صباحي واخر مسائي”، ورافقت العروض جلسات نقدية في كل يوم. وهناك ايضا ورشة فنية حول السينوغرافيا “نظري وعملي” بإشراف الدكتور علي محمود السوداني. وقدمت فيها محاضرات حول فن السينوغرافيا والتقنيات والاضاءة في
المسرح.
وتشكلت لجنة التحكيم من السادة: الدكتور يوسف رشيد جبر رئيسا الدكتور حميد صابرعضوا و الدكتور رياض شهيد عضوا،الاستاذ مقداد مسلم عضوا، الفنانة هناء محمد عضوا، والمخرج كاظم النصار عضوا.كما شكلت لجنة نقدية لمتابعة العروض المسرحية تتكون من الدكتور محمد حسين حبيب رئيسا ، والدكتور حسين علي هارف عضوا ،الدكتور جبار خماط عضوا ، الدكتورة ايمان الكبيسي عضوا، الدكتور قيس جواميرعضوا.
والاشراف العام للمهرجان للست سلمى احمد اللافي التي تحملت عبئا كبير في عملية توفير القضايا الضرورية واللوجستية للمهرجان وتطلب منها ان تصرف اموالا من حسابها الخاص ليظهر المهرجان بشكله اللائق. واشار عكاب الى ان المهرجان سيكون فاتحة لمهرجانات اخرى في السينما والتلفزيون والتشكيل .واستعادت فيه الفلوجة دورها الثقافي بعد المرحلة العصيبة التي مرت عليها.
وان شاء الله ستعود الفلوجة حاضنة للثقافة والفن في شتى مناحي الحياة.وستفتح صدرها الرحب لاستقبال ضيوفها الكرام من المحافظات العراقية الست على ان تكون في الدورات القادمة لجميع محافظات العراق.
وكانت مدينة الحبانية بعد تاهيلها مقرا لمبيت ضيوفنا الكرام. لقد كان المهرجان المسرحي خطوة ايجابية للم الشمل العراقي من كل المحافظات في مدينة مجاهدة عانت من ويلات الحروب والارهاب، لنجعلها مدينة للحب والجمال والسلام.