جدد العراق دعوته إلى تهدئة الأوضاع واتخاذ مسار الحوار بديلاً عن الصراع لتجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الحرب، فبينما أبدى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، تفاؤله بحلحلة الأوضاع في المنطقة مع تأكيده انها صعبة ومعقدة، أعلنت وزارة الخارجية رفضها الدخول في أي محاور، كما أكدت وزارة الدفاع أن "أراضينا خط أحمر"، ولن تكون "ساحة للصراع بين الدول".
وقال عبد المهدي في بيان صدر بعد اختتام زيارته الى السعودية، وتلقت "الصباح" نسخة منه، "حضرنا الى المملكة للتبريك بالعيد الوطني السعودي والتقينا خادم الحرمين الشريفين وولي العهد لمتابعة العلاقات بين البلدين التي تشهد نموا متزايدا ولبحث الاوضاع الاقليمية والسعي الى تهدئة الاوضاع ودرء أخطار نشوب اي صراع او حرب وتلافي مضاعفات كل ذلك".
وأضاف، "كانت اللقاءات مكثفة وعميقة وصريحة ومباشرة، ووضعنا بعض التصورات في كيفية ايجاد حلول تساعد البلدين بالتقدم في علاقاتهما‘ خصوصا في مجالي النفط والتبادل التجاري، وكذلك للتهدئة في اوضاع المنطقة ومنع شرور الحرب فيها".
وتابع عبد المهدي: "لقينا استجابة طيبة جدا في لقاءاتنا المكثفة مع خادم الحرمين وولي العهد ونحن أقرب الى التفاؤل للمضي قدما باتجاهات حلحلة الاوضاع ومنع حدوث أي صدام أو احتمالات لنشوب اقتتال أو حرب في المنطقة"، مبينا ان "الجميع لا يريدون الحرب وإنما التهدئة".
وبين، ان "الاوضاع صعبة ومعقدة"، مشددا على ضرورة "التحلي بالصبر والسعي لإيجاد مفاتيح وابواب وحلول مقبولة لكل الاطراف".
إلى ذلك، صرح وزير الخارجية محمد علي الحكيم للصحفيين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن "بغداد ليست مستعدة بعد للانضمام إلى تحالف دول منطقة الخليج"، وقال الوزير الحكيم، ردا على سؤال حول ما إذا كان العراق مستعدا للانضمام إلى التحالف: "نحن ضد الانضمام إلى هذا التحالف في هذه المرحلة، نعتقد أننا بحاجة إلى وقت حتى يهدأ الوضع واستئناف المفاوضات بين
الجانبين".
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية احمد الصحاف: إن "العراق ليس بصدد الدخول في أيّ تحالفات جديدة وأن أمن الخليج مسؤولية تشاركية على عاتق الدول المُطلّة عليه".
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء تحسين الخفاجي: "نرفض أن يتحول العراق إلى ساحة للصراع بين أي متصارعيّن"، وأضاف ان "العراق يرفض التهديدات التي تطلقها إيران أو أميركا والتي تهدد مصالح البلدين، وأكدنا أن الأراضي العراقية خط أحمر".
وشدد الخفاجي، على أن "العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على إيران، كما لن يسمح بأن يتم تهديد المصالح الأميركية على أراضيه".
من جانب آخر، قال اللواء الخفاجي: إن "العراق تلقى العديد من مقترحات العقود من قبل الدول العظمى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا لتعزيز الدفاع الجوي، وأن العمل جارٍ لدراستها"، نافياً صحة ما تم تداوله عن رفض شراء منظومة دفاع أميركية، بالقول: "لم نرفض التعاقد مع أي دولة"، وأشار في الوقت ذاته إلى "إحراز بغداد تقدما في التفاوض مع موسكو حول شراء منظومة (اس 400) المتطورة".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع، ان "العراق عازم على تعزيز منظومة الدفاع الجوي، وتحديد آلية ذلك يكون من قبل الخبراء والحكومة العراقية بحسب حاجة البلاد لها وفي حدود القدرة المالية، مشيراً الى انه لم يتقرر أي شيء بهذا الشأن حتى الآن".
وفي الشأن السياسي بشأن رؤية العراق لأزمة المنطقة، قال عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية بدر الزيادي: إن "المنطقة ملتهبة وهناك أطراف تسعى لخلق صراعات وفتن بالمنطقة، بالتالي فإن دخول العراق كمحور تهدئة لنزع فتيل الازمة هو امر مهم وضروري"، مبينا ان "زيارة رئيس الوزراء الناجحة الى العربية السعودية ستعقبها زيارة الى الجمهورية الإسلامية
الإيرانية".
وأضاف الزيادي، أن "العراق لاعب أساسي بالمنطقة ودوره فعال وعاد الى دوره الريادي"، لافتا الى ان "التهدئة هي الحل الامثل لأن حصول أي معركة أو حرب لن تنفع أي طرف والمنطقة لا تتحمل المزيد من الحروب، والعراق يريد الاستقرار وهو الامر الذي تبناه رئيس الوزراء خلال زياراته لدول المنطقة".
بدوره، قال عضو مجلس النواب عن كتلة الحكمة النيابية المعارضة، حسن فدعم الجنابي: إن "العراق وبحكم موقعه الجغرافي وتشابك مصالحه الدولية والاقليمية وحجم تأثيره السياسي يدعوه الى ان يلعب دورا كبيرا للضغط على الاطراف المتنازعة لإبعاد شبح الحرب التي من المؤكد ان العراق سيتأثر بها في حال حصولها - لا سمح الله -، واضاف ان "اغلب القادة السياسيين يمتلكون علاقات جيدة وايجابية بالأطراف المعنية ويستطيع هؤلاء القادة ان يلعبوا دورا محوريا للوساطة من اجل سحب فتيل الازمة".
المحلل السياسي خالد عبد الاله، أكد ان "بغداد ستكون قبلة لجلوس فرقاء المنطقة"، وأضاف في حديث صحفي: ان "خطوة العراق في نزع فتيل الحرب بين ايران والسعودية جيدة ومناسبة وجاءت في توقيت جيد لمعالجة الازمة في المنطقة"، مبيناً ان" هذه الخطوة تدخل في منحى بمصلحة العراق والسعودية
وإيران".
وأوضح، ان "العراق كان ساحة للصراعات ثم يتحدث اليوم انه نقطة للتصالح لمعالجة المشاكل في المنطقة، مما يعني ان بغداد ستكون قبلة لجلوس الفرقاء تمهيدا لحلحلة الخلافات، وستكون خطوة مباشرة للحوار بين إيران والسعودية"، وأضاف عبد الاله "البادرة وحسن النية موجودة لدى الدولتين الجارتين، ونتوقع الوصول الى نقطة من الحيادية التي ستنجح فرص الجلوس في بغداد".