كركوك- نهضة علي
تنظم شركات السفر والسياحة رحلات يومية الى خارج البلاد عبر «كروبات» سياحية او لغرض العلاج ما جعلها تجارة تحصد الارباح لهم وتسهم في تخفيف العبء عن المسافرين بتقليل النفقات اضافة الى فوائد اخرى، ويرى الشاب منتظر حسن ان ظاهرة الـ{كروبات» السياحية التي تصاعد المنضمون اليها في السنوات الاخيرة ظاهرة ايجابية بعد ان تمتع بسفرة مختصرة خلال اسبوع مع اصدقائه الى بيروت، وفقا لرغبته بالاطلاع على الاماكن الاثرية والسياحية، وتغيير اجواء العمل والمنزل، وقال حسن: انه سافر الى البلد المذكور هو وصديقاه، وعلى الرغم من ملاحظاته البسيطة على بعض الاجراءات، الا انه يعتبر ذلك فرصة للكثيرين من اجل تحقيق رغباتهم في السياحة والسفر.
السفر لغرض العلاج
بينما فرح ابو يونس كثيراً عندما تماثل للشفاء اثر مرض اصابه في حنجرته وتاه في دوامة المراجعة المتعددة لعيادات الاطباء والاستشاريين لايجاد العلاج الدقيق واجراء استئصال بصورة تضمن له شفاء كاملا واسترداداً لصحته وكذلك الخلاص من الخوف والقلق اللذين عكرا صفو حياته
، وبحسب حديثه لـ «الصباح» فانه لجأ الى احدى شركات السياحة والسفر الخاصة بالعلاج عن طريق التنسيق والتعاقد مع مستشفيات خارج البلاد، ويقول ابو يونس «كنت مضطرا لاني لا املك المال الكافي لتغطية النفقات، ولا الدراية باللغة
، ولا اعرف الاطباء المتخصصين بمرضي، وما يحتاجه من فحوصات مختبرية و اشعة
، وعلى الرغم من النفقات التي كانت مرتفعة الا ان هناك تسهيلات وراحة واختصاراً في الجهد قدمتها الشركة عبر مدة تم تحديدها وعدت مشافى من مرضي، ويستطيع الكثير من الناس ممن لديهم مرضى ولا يملكون اقرباء او معارف
، ولا يجيدون اللغة الاجنبية الاعتماد على هذه الشركات التي تقدم مختلف التسهيلات
، ابتداء من اجراءات السفر وحتى تقديم العلاجات في الخارج، وسيواجه من يسافر بمفرده اجوراً باهظة، ناهيك عن كثرة المتقدمين للترجمة وتقديم
المساعدة» .
الشركات العاملة
ويقول اسو كريم صاحب شركة للسياحة والسفر «تنظيم السفرات السياحية لمختلف دول العالم على شكل «كروبات» سياحية له عدة ايجابيات منها تقليل النفقة على السائح واختصار جهده في الحجوزات واطلاعه على معالم وثقافات شعوب اخرى، ومن اجل الترفيه والترويح وتغيير المكان والاجواء لمدة زمنية، وان كانت قصيرة، وتتكفل الشركة بالحجز والتعاقد مع شركات نقل معروفة وتوفر فنادق للمنام والاقامة حتى نهاية السفرة، وتوفر كذلك باصات نقل الى الاماكن التي تراد زيارتها، ووجبات الطعام، وكل هذا يؤدي الى اختصار في الاموال والجهود التي يبذلها المسافر، وتصل نسبة الفرق ما بين الالتحاق بـ «كروب» سياحي او السفر على الحساب الشخصي الى 40 بالمئة، واغلب الشركات تقدم خدمات تتميز بالرقي عبر التعاقد مع ارقى الفنادق التي تتراوح ما بين الاربعة او الخمسة نجوم وتكون الجولات السياحية برحلة اختيارية حسب طلب المسافر، ويكون الموسم السياحي في اوج نشاطه ما بين شهري حزيران وتشرين الاول من كل عام، ففيه يزداد عدد الرحلات ثم يبدأ بالتقلص وتقل اعداد السياح لكنها مستمرة طوال السنة، وتضم الرحلة الواحدة عشرات الاشخاص، وللشركة دورها باستحصال سمة الدخول «الفيزا» مجانا
للمسافرين».
توفير الجهد والمال
ويشير علي هاشم، وهو صاحب شركة ايضا الى ان « ارتفاع نفقات العلاج في الخارج وحاجة الناس الى البحث عن مختصين بامراض مستعصية، أو لاجراء عمليات جراحية دقيقة تضمن الشفاء الكامل، دفعت العديد من الشركات الى ولوج هذا المضمار، من اجل توفير الفائدة للمرضى بالتعامل مع مستشفيات في الخارج، وفي دول معروفة ومتميزة بالطب مثل الهند وتركيا وايران وهما من دول الجوار
، ويكون عمل الشركة بتسهيل الخطوات التي يراد من ذوي المريض القيام بها، ومنها ايصال المريض الى المستشفى المناسب
، وايجاد المترجم واجراء الفحوصات اللازمة عن طريق العاملين في العلاقات العامة، اضافة الى توفير الخدمات الاخرى بالتعريف بالفندق والنقل، وتتكفل الشركة بالدفع لتغطية النفقات كافة وتدفع نفقات العلاج الى المستشفى الذي يستقبل المريض ومن فوائدها ايضا اختصار الجهد ايضا
، لعدم وجود المعرفة الكاملة لدى الكثيرين خاصة وانهم في بلدان اخرى يواجهون صعوبات في اللغة والتعرف على الاماكن، اضافة الى وجود بعض الاستغلاليين ممن يريدون ابتزاز المرضى وذويهم باستغلال حاجتهم للعلاج برفع النفقات وتظاهرهم بتقديم ارقى الخدمات وهم دون ذلك
، حيث يوجد الكثير من السماسرة العاملين في هذا
المجال».
ويضيف هاشم «ان بعض الشركات تركت العمل في هذا المجال لوجود حالات استغلال لوضع المرضى المضطرين عن طريق التعامل مع المترجمين واخذ مبلغ ما مقابل تحويل المريض الذي بدوره يحول مرة اخرى الى مترجم آخر او موظف علاقات مقابل مبلغ من المال ايضا وهو ما يتطلب تحذير الناس المراجعين للمستشفيات في
الخارج».
انعاش السياحة المحلية
المختص في الشأن الاقتصادي الصحفي علي مال الله خليل قال لـ «الصباح» ان «موضوع السياحة من الملفات الاقتصادية المهمة ويجب ان يقف عنده الكثير من مكاتب السياحة والسفر بعد شروعها بتنظيم رحلات علاجية للمرضى او توفير قبول الطلبة الراغبين بالدراسة خارج العراق، وباستطاعة المعنيين جعل السياحة رافداً من روافد الاقتصاد الوطني، لاسيما ان العراق يمتلك الكثير من المقومات بهذا الخصوص
، ويمكن انجاح السياحة بالتنسيق مع الشركات السياحية في الكثير من الدول لغرض تنظيم رحلات الى المراقد الدينية والاماكن السياحية كالأهوار والمواقع الاثرية كمدينة بابل وسيكون لذلك دور عكسي في جلب العملة الصعبة
، وفي احياء الكثير من المشاريع الصغيرة، وتشغيل الايدي العاطلة عن العمل، فاغلب مناطق البلاد تتمتع بالأمن والامان
، وهو بذلك قادر على انجاح ملف السياحة لغرض دعم الاقتصاد الوطني الذي يعتبر احادي الريع ويعتمد على النفط ومبيعاته، لتكون السياحة مورداً آخر، ولا ننسى ان العراق يتمتع بسمعة جيدة بين البلدان الخارجية بامتلاكه اماكن اثرية ودينية سياحية وحضارة
عريقة» .