تصعيد اسرائيلي جديد في غزة ودعوات دولية للتهدئة

قضايا عربية ودولية 2018/11/14
...

 الصباح / وكالات
وسط دعوات دولية للتهدئة تجنبا لسقوط المزيد من المدنيين نتيجة التصعيد العسكري، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، امس الثلاثاء، تصعيد الغارات خلال الايام المقبلة.  من خلال التلميح باستخدام صورة لمنطقة في القطاع، قبل وبعد تدميرها بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي.حماس تحت القصف.. بالمرصاد}. في الوقت نفسه قررت إسرائيل، تعليق كل المباحثات مع الوسطاء بشأن التهدئة في قطاع غزة، طالما استمر إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه البلدات الإسرائيلية. 

 

ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن مسؤول بارز قوله: إن «إسرائيل قررت وقف كافة الاتصالات مع مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف والوسيط المصري، طالما استمر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة».  
وأضافت الوكالة‘ «تشهد شوارع قطاع غزة حركة بطيئة جدا، فيما تعمل الطواقم المختصة على فتح الشوارع التي تضررت بفعل القصف الليلي وإصلاح شبكات الكهرباء». في غضون ذلك تواصل طائرات حربية إسرائيلية منذ امس الثلاثاء، شن غارات استهدفت عشرات الأهداف في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وذلك وفق ما أفادت وكالة «معا» الفلسطينية. وأضافت الوكالة” ‘تشهد شوارع قطاع غزة حركة بطيئة جدا، فيما تعمل الطواقم المختصة على فتح الشوارع التي تضررت بفعل القصف الليلي وإصلاح شبكات الكهرباء». وذكرت «معا» أن عدد القتلى الفلسطينيين وصل إلى 5، في اليوم الثاني من القصف الإسرائيلي.  وأطلقت الفصائل الفلسطينية مئات الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية. وأعلنت «الغرفة المشتركة»، الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية، مسؤوليتها عن استهداف حافلة تقل عددا من الجنود الإسرائيليين، بالقرب من السياج الحدودي لشمالي القطاع. واعتبرت أن هذه العملية تأتي ردا على الهجوم الإسرائيلي، الأحد الماضي، على مدينة خان يونس، حينما تسللت قوة عسكرية إسرائيلية جنوبي قطاع غزة، وأدى اشتباكها مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى مقتل 7 منهم، ومقتل ضابط إسرائيلي وجرح آخر. 
 
دعوة أممية
من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى ضبط النفس، وذلك على خلفية التصعيد في قطاع غزة. وقال فرحان حق المتحدث باسم غوتيريش: «الأمين العام، يحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس». كما أشار حق إلى منسق الأمم المتحدة الخاص نيكولاي ملادينوف «يعمل عن كثب مع مصر وكل الأطراف المعنية لاستعادة الهدوء» في قطاع غزة. في السياق نفسه أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتصالات إقليمية ودولية مكثفة وعلى جميع المستويات، «لوقف الغارات الإسرائيلية المستمرة على أهلنا في قطاع غزة».
واستنكر عباس التصعيد الإسرائيلي، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل لوقفه وعدم جر المنطقة إلى مزيد من الدمار وعدم الاستقرار.
 
 مواقف دولية
الى ذلك تواصلت ردود الافعال الدولية الداعية لوقف الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة والدعوة للتهدئة من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني .
اذ أدانت منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، امس الثلاثاء، الغارات الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل العديد من الفلسطينيين، وطالبتا بوقفه.
وقالت منظمة التعاون الإسلامي، إنها «تدين بشدة الغارات التي تشنها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، التي تستهدف المدنيين والمباني السكنية؛ ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين».
وأضاف البيان أن «الأمين العام للمنظمة، يوسف العثيمين، حمّل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن تبعات استمرار وتصاعد غاراتها العسكرية   داعيا أطراف المجتمع الدولي الفاعلة إلى التدخل العاجل والزام اسرائيل باحترام القانون الدولي». من جانبها، قالت جامعة الدول العربية، إنها «تدين التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وتحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن نتائج هذه الغارات وتداعياتها».
ودعا سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، عبر البيان، «المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف الغارات الاسرائيلية، مشيرا إلى «مسؤولية المجتمع الدولي في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والسعي لتحقيق السلام العادل الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة». 
بدورها كشفت مصادر اعلامية مصرية عن قيام الأجهزة المعنية في مصر بتكثيف اتصالاتها مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف التصعيد المتبادل بين الطرفين.  
وأكد مصدر رفيع المستوى، أن «مصر أبلغت السلطات الإسرائيلية بضرورة وقف عملياتها التصعيدية في القطاع والالتزام بمسار التهدئة والتقدم المتحقق به خلال الفترة الماضية».
وشدد المصدر على أن هناك اتصالات مع قيادات الفصائل الفلسطينية بالقطاع للالتزام بضبط النفس وعدم الانزلاق إلى الصراع المسلح والعودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى للحفاظ على التهدئة بين كافة الأطراف، مشيراً في الوقت نفسه الى ان وفداً امنياً مصرياً سيصل اليوم الاربعاء  الى إسرائيل لبحث التهدئة في قطاع غزة. 
بدورها أدانت الحكومة الأردنية الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، داعية إلى تحرك فوري لوقفها وحماية المدنيين.
جاء هذا التصريح على لسان وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، الناطقة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، التي حذرت من خطورة التصعيد في القطاع. وشددت الوزيرة الأردنية على أن التصعيد لن يؤدي إلا إلى المزيد من التوتر والصراع، مشيرة إلى أهمية وقف العدوان وضبط النفس واتخاذ خطوات عملية فورية لإنهاء معاناة القطاع الإنسانية.  في الوقت نفسه أدان «حزب الله» اللبناني ما وصفه بـ «العدوان الاسرائيلي المتواصل» على قطاع غزة، واغتيال القيادي في «كتائب عز الدين القسام» نور الدين بركة. اما دوليا فقد عبرت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو العميق إزاء تصعيد التوتر بين قطاع غزة وإسرائيل، داعية الطرفين إلى العودة على الفور إلى نظام وقف إطلاق النار.  وأشارت الخارجية الروسية في بيان لها  إلى «التصعيد الحاد للتوتر حول قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة». ووصفت موسكو هذا التصعيد بـ»الخطير»، محذرة من احتمال استئناف «المواجهة العسكرية الواسعة النطاق حول القطاع، ما يهدد بسقوط المزيد من الضحايا من الطرفين، والانهيار النهائي للوضع الإنساني هناك». ودعت الخارجية الروسية الفلسطينيين والإسرائيليين إلى «العودة على الفور إلى نظام وقف اطلاق النار وضبط النفس واتخاذ خطوات لمنع تكرار حالات المواجهة التي لديها عواقب لا يمكن التنبؤ بها».  
 
فشل القبة الحديدية
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي قد أعلن امس أن منظومة «القبة الحديدية» الإسرائيلية للدفاع الجوي نجحت في اعتراض 100  صاروخ من أصل 370  أطلقت من قطاع غزة، ما يعني فشلها في اعتراض ثلثي الصواريخ الفلسطينية.