{عبد الله الرجب} في الذاكرة

ثقافة شعبية 2019/10/12
...

ريسان الخزعلي
في ذاكرة مشهد الشعر الشعبي العراقي الحديث، الكثير من الشعراء ممن حققَ حضوراً شعرياً في الستينيات والسبعينيات، سواء كان ذلك على مستوى النشر أو المهرجانات ، لكن هذا الحضور قد تراجع في العقود اللاحقة لأسباب لايمكن تخمينها بدقّة، وقد ترتبط بما آلت اليه الأوضاع السياسية والحياتية والموقف العام من جدوى الاستمرار . وهنا لابدَّ لي أن أشير الى شعراء مثل : الناشئ، عبد الله الرجب ، كامل السعد ، داخل الحلفي ، ناجي منجي . والإشارة هذه للأمثلة وليس للحصر والتحديد ، وقد نمرُّ على منجزهم الشعري تباعاً كلّما كانت الفرصة سانحة وحينما تستعيد الذاكرة قوّة مجساتها . الشاعر / عبد الله الرجب / كان صوتاً شعرياً سبعينياً متميزاً ، تمثَّل َ الموجة التجديدية في الشعر الشعبي العراقي، وقد شكّلَ في الناصرية مع الشاعرين ( فاضل السعيدي وناجي منجي ) ثلاثيّاً  لامعاً في حينه، كما أنهُ لفت الانتباه اليه في الأماسي والمهرجانات يومذاك .
في تقليب الأثر، نجد أن الشاعر قد شارك في مجموعة ( قصايد للوطن والناس ) عام 1974 بقصيدة 
( الحمامات ) ..:
كَلبي لاكَه اكَلوب الاحباب، ياهيه يكل الناس..الهنانه والهناك ، واليَم شبابيج العصافير الحمر والعتبه والباب. ابيض .. ابيض انطوني من اكَلوبكم ريش الحمام إو خلّوا لمّتنَه تغطيها حمامات السلام .
ومن قصائده المتميزة التي نشرها في جريدة ( الراصد ) السبعينية : قصيدة الحُب ثم الحب وقصيدة نياشين.
و( نياشين ) هي القصيدة التي شارك بها في المهرجان القطري الثالث للشعر الشعبي في مدينة العمارة عام 1971 ، وهاتان القصيدتان تمثلان ملامح خط تطوره الشعري ، فنيّاً وجماليّاً :
الحوبَه اشما تطول .. اتلملم الحوبه
ولو عين الشمس تغفه.. تظل الحوبه مصلوبه
الحوبه اسنين بس بالدنيه مطلوبه
الحوبه اسنين بس بالكَاع مذنوبه
الحوبه اتفيض  .. الحوبه اتشح ..،
بس تبكَه عله اشفاف الإلَه شفّه  فرد حوبه .. ( من استهلال قصيدة نياشين).
وفي استهلال قصيدة ( الحُب ثم الحُب ) يقول :
تايه ..، تايه إو شوفي بالسجه البعيده يصفَن ابلا راي ، والعركَ لليصفَن ابلا راي..؟ ..؟دولبني .. دولبني.. وابلا راي دولبني ..، جنت من آنه صبي .. احلم ابشوكَ النثايه ، جنت اشوفن روحي بعيوني نبي .. نبي ابلا معجزه إو آيه .
عبد الله رجب، ورغم هذا الغياب، يأتينا صداه طارقاً باب الذاكرة ليُشيرنا اليه، ليُذكّرنا به شاعراً كان يحمل من لوعة الشعر ما يُشعل الأكف تصفيقاً ، بعد أن تطامن وتضامن مع وعي الناس واشتغالاتهم
فكريّاً وحياتيّاً .