تتصاعد مخاوف المواطنين مع قرب حلول موسم الشتاء الذي يتزامن مع هطول الامطار نتيجة لتهالك البنى التحتية الخاصة بشبكات الصرف الصحي التي تعنى بتصريف مياه الامطار والسيول والمياه الثقيلة وعلى الرغم من اهمية مياه الامطار، لكن زيادتها عن الحد اللازم تتحول لخطر يتسبب في غرق المنازل والطرق والمزارع.
بحسب المعنيين تم اتخاذ اجراءات اولية لتجنب الاضرار التي من الممكن ان تسببها الامطار، الا ان مخاوف المواطنين مازالت قائمة، فيقول الستيني محمد عبد الهادي الذي يسكن احدى مناطق العاصمة بجانب الكرخ:"تمت المباشرة بأعمال تغيير شبكة المجاري في الشارع الذي اسكن فيه منذ تموز الماضي وبعد شهرين تم انجازها، الا انه لم تجر حتى الان اعمال اكساء للشارع، ما زاد من مخاوفنا لقرب موسم هطول الامطار الذي سيؤدي حتماً الى تجمع الماء وتلف الشارع".
في حين ابدت الثلاثينية مريم نعيم امتعاضها من قرب الشتاء بقولها:"على الرغم من تحملنا لحرارة فصل الصيف وانتظارنا الشتاء بفارغ الصبر، الا انه نقمة في العراق، فمع هطول الامطار تتحول الشوارع الى بركة ماء وطين فنعاني من كيفية الوصول الى الوظائف والاسواق والمدارس مع عرقلة في حركة السير بصورة عامة، نتمنى ان يكون هذا العام مختلفاً باخذ الاجراءات اللازمة من قبل المعنيين لتلافي هذه
المشاكل".
حلول ستراتيجية
مدير مجاري محافظة بغداد شاكر الكعبي بين أن:
" المديرية تهتم قبل حلول فصل الشتاء واثناءه بموضوع الامطار وتصريفها واستيعابها، اذ كان الموسم السابق غير مسبوق من ناحية هطول الامطار بكميات كبيرة جداً، ما حدا بنا الى العمل هذا الموسم على ثلاثة مستويات ستراتيجية تتمثل باكمال تصاميم المشاريع، واستطعنا اكمال اربعة منها مهمة وهي في مرحلة الاعلان في الوقت الحالي لاحالتها الى شركات للمباشرة بتنفيذها، وهذا الموضوع كان صعباً جداً بسبب استحصال الموافقات مما يقارب 12 جهة موزعة بين وزارة وهيئة، الا ان جميع الصعوبات ذللت بجهود ملاكات
المديرية".
وتابع:" اصطدم الامر بعد ذلك بتمويل تلك المشاريع بعد ان خصصت لها خلال هذا العام مبالغ قليلة جداً الا ان العجز الكبير المتوقع في موازنة السنوات المقبلة قد يعرقل استكمالها، اذ انها تحتاج 909 مليارات دينار، والحلول الوقتية تتمثل بانشاء محطات صغيرة واحواض تجميع لفك الاختناقات في بعض المناطق، اما الحلول السريعة فهي دخول بلديات بغداد بموضوع الاكساء، ما ادى الى تضرر كثير من المنهولات والمشبكات ومنافذ التصريف رغم تقديرنا وتفهمنا لطبيعة عملهم، الا اننا نواجه مشكلة في تسليك هذه الخطوط بعد انسدادها بالكامل بمادتي الاسفلت
والسمنت".
ويوضح الكعبي:" استطاعت الملاكات تسليك بعض الخطوط المهمة خاصة في منطقة الحسينية باعتبارها من الاقضية التي لديها خصوصية بعد احالة مشروع تصريف الامطار من قبل محافظة بغداد وانجازه بالكامل عام 2012، وتلكؤ مشروع الصرف الصحي الذي احيل من قبل الشركة المنفذة التابعة لوزارة الاعمار والاسكان، هذا وان المشروع الاخير وضع له الكثير من الحلول ومن المؤمل انجازه في ايلول 2020".
ويستطرد الكعبي:"المديرية بصدد اعداد خطة لتسليك شبكات الامطار في الاقضية السبعة من محافظة بغداد واصلاح جميع الآليات التخصصية وتوزيع خزين ستراتيجي من الوقود لكل المراكز وتنفيذ جميع الحلول التي وضعتها المديرية، بعد ان تجاوزنا الموسم الماضي والذي يمكن وصفه بأنه الاصعب بسبب كمية الامطار الكبيرة التي سقطت على العاصمة في حينها".
تخسفات وملوثات
عضو هيئة الخدمات في مجلس محافظة بغداد ماجد الساعدي يقول:"هنالك استعدادات متكاملة قد اتخذت من قبل اللجان المشتركة بين المجلس وامانة بغداد".
مضيفاً:"دائرة المجاري وعن طريق اللجان الرقابية لمجلس المحافظة اعطت الملاحظات الكاملة بشأن هذه التخسفات، اضافة الى الخطوط الناقلة، ووجود استعداد كامل للمحطات الضاغطة الموجودة في مناطق الدورة والحبيبية ومحسن الكاظمي والرستمية التي تعد المركز الرئيس لمعالجة مياه الصرف الصحي، الا انها لا تستطيع معالجة المياه بشكل كامل، اذ ان قسماً منها يمكن ان يذهب الى نهر دجلة، مع وجود خلل كبير لدى امانة بغداد، خاصة في خط الخنساء الذي كان من الممكن ان يدخل الخدمة، لولا تلكؤها في انشاء وحدة معالجة او محطة على نهر ديالى على هذا الخط
العملاق".
وبين الساعدي ان: "الملوثات يمكن ان تحصل لعدم وجود وحدات معالجة والتي قد تكون متزامنة مع بدء العمل بخطوط المجاري، اي ان خط الخنساء عندما بدأ العمل به كان يمكن للامانة انجاز وحدات المعالجة لتستطيع التخلص من التلوثات التي استمرت لاعوام، هذا وان المياه التي سقطت على العاصمة بغداد خلال السنوات السابقة كانت كبيرة جداً، ما ادى الى انجراف الكثير من الملوثات الى نهر دجلة، ويحدث العكس عندما تهطل امطار قليلة بركود الملوثات، ولتلافي كل ذلك لابد ان تكون هنالك وحدات معالجة على نهر دجلة وديالى للتخلص من كل تلك الملوثات بطرق ستراتيجية، سواء كانت من المعامل والمستشفيات ومياه الامطار والتي تصل في اغلب الاحيان
الى المناطق الجنوبية".
وشكا الساعدي من :" ان كمية الامطار غير الطبيعية والتي تسقط على العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص، لايمكن ان تستوعبها المحطات ما يجعل جزءاً كبيراً منها خارج هذه المحطات ، اذ تحتاج الى خطوط نقل عملاقة، ولدينا في العاصمة خط ناقل من محطة الحبيبية الى قناة الجيش وكذلك خط الخنساء، فضلاً عن استحداث خطوط طوارئ في بغداد، لكن الزيادة السكانية باستحداث مناطق سكنية في الاراضي الزراعية، ادت الى تزايد حالات الغرق في عدد كبير من مناطق بغداد وحسب الطاقة الاستيعابية لكل من هذه المناطق والتي تتسم بالارتفاع والانخفاض عن مستوى انشاء المجاري وخطوط النقل".
استعدادات الامانة
المتحدث باسم امانة بغداد حكيم عبد الزهرة يوضح:
" بدأت الامانة بالاستعداد لموسم الامطار منذ مطلع ايلول الماضي عن طريق توجيه الدوائر البلدية بتنظيف المشبكات والمنهولات واصلاح التخسفات الموجودة في جميع الدوائر البلدية وصيانة المحطات بشكل كامل وتعويض الاجهزة والمعدات المتضررة لتكون مهيأة لموسم الامطار، فضلاً عن توزيع المهام بين الجهات المسؤولة عن المحطات البالغ عددها 380 محطة تعمل جميعها اثناء هطول الامطار وقبلها". وبين عبد الزهرة:"ان السنوات الاخيرة شهدت حالات غرق اقل في المدن عن السنوات السابقة بسبب عمليات الصيانة وخطوط الطوارئ التي استكملت بشكل جيد خلال هذا العام، هذا ورغم تفاوت كمية الامطار، فان القدرة على استيعابها جيدة من قبل ملاكات امانة بغداد".