مع تقدم الجيش السوري.. الفصائل الإرهابية تدعم صفوفها بمسلحين أجانب
الرياضة
2019/10/29
+A
-A
دمشق / وكالات
مع احتدام المواجهات بين الجيش السوري وإرهابيي "الحزب التركستاني/ الصيني" في ريف اللاذقية الشمالي، حصل الأخير على تعزيزات عسكرية تقدر بمئات المسلحين الصينيين والشيشان. وبينما اكدت الولايات المتحدة أن مهمة قواتها شرق الفرات تكمن في صد محاولات انتزاع الحكومة السورية أو روسيا السيطرة على حقول النفط وابقائها تحت تصرف حلفائها الأكراد.. تواصل تركيا عملها مع جميع الاطراف المتناقضة المتواجدة هناك لضمان مصالحها بأي شكل.
تحركات الميدان
ونقلت وكالة سبوتنك الروسية عن مصدر محلي في مدينة إدلب شمال غرب سوريا، قوله: ان عصابات جبهة النصرة الإرهابية ارسلت من مناطق سيطرتها بمحافظة إدلب نحو 500 مسلح إلى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي خلال الـ 72 ساعة الماضية وذلك بعد طلب أحد قياديي الحزب الإسلامي التركستاني من النصرة ارسال تعزيزات لهم لمواجهة الجيش السوري الذي كثف من اختباراته النارية تجاه خطوط التماس عبر محور جبال كباني.
وأكد المصدر أن المسلحين الذين أرسلتهم الجبهة معظمهم من الجنسيات الأجنبية "شيشان وصينيين وأوزبك وجنسيات أخرى"، وذلك لسد النقص الحاصل لدى الحزب التركستاني الذي خسر خلال الأسبوعين الماضيين عشرات المسلحين خلال المواجهات مع الجيش السوري في المنطقة. كما اكد المصدر، ان التعزيزات التي وصلت إلى جبهة ريف اللاذقية تم نقلها على عدة دفعات بواسطة آليات صغيرة ودراجات نارية ليلا خوفا من ضبط أرتالهم من قبل طيران الاستطلاع الروسي.
وتشهد الجبهة الشمالية الشرقية في ريف اللاذقية عمليات عسكرية مستمرة وضربات نارية متنوعة تشارك فيها معظم صنوف اسلحة الجيش السوري مستهدفة مواقع المسلحين الصينيين في الحزب الإسلامي التركستاني وحلفائه قرب الحدود السورية التركية.
كذلك افادت مصادر عسكرية لمراسل "سبوتنيك"، بأن الجيش السوري رفع من وتيرة عملياته العسكرية في المناطق الجبلية المحاذية لريف إدلب التي تحتضن عددا من الفصائل المسلحة الأجنبية المدعومة من تركيا، وهو ينشط على مدار الساعة ويشتبك ليلا مع المسلحين ويعمل على إنهاكهم ناريا بمساندة الطائرات والمدفعية الثقيلة لتسهيل عملية الدخول في العمق الجغرافي الصعب.
ويشكّل التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية" شمال سوريا، وقد لعبوا إلى جانب المقاتلين الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في شمال وشمال غرب البلاد، حيث اتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقرا لمستوطناتهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم (الجهاد في سوريا)، وقد اختاروا تلك المنطقة بسبب وجود العديد من القرى والبلدات التي تدين بعض عائلاتها بالولاء للدولة العثمانية على خلفية جذورهم التركمانية، كما التركستان. وعرف الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام بقربه العقائدي من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، ويقدر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية في "شينغ يانغ" الصينية، وتُعتبر تركيا الداعم السياسي الأبرز لهم، إن لم يكن الوحيد.
اتجاهات البوصلة التركية
الى ذلك اعلن السفير التركي في موسكو، محمد سمسار، أن الاتفاقيات التي ابرمتها بلاده مؤخرا مع روسيا والولايات المتحدة مكملة لبعضها.
وقال سمسار لوكالة "سبوتنيك": "في الواقع، إن تعاوننا مع روسيا والاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية ليسا بدائل، ولكنهما يكملان بعضهما ". وأشار السفير إلى أن تركيا واحدة من الدول القليلة التي تتعاون في إطار صيغة أستانا، تعاوناً وثيقاً مع روسيا وإيران، وتبذل أقصى الجهود لتشكيل اللجنة الدستورية السورية.
وأضاف سمسار "تركيا تبقى ملتزمة بالاتفاقيات مع روسيا في مسألة إدلب وتتعاون معها بشكل وثيق، كما أنه قبل بدء العملية التركية في سوريا، تم اتخاذ تدابير لحماية المدنيين والبنية التحتية". ووفقًا للسفير، في إطار عملية "نبع السلام"، وبالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد تم العمل لإصلاح محطة معالجة المياه بالقرب من رأس العين.
في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن الوفد العسكري الروسي سيزور تركيا لبحث تسيير الدوريات المشتركة على حدود شمال سوريا.
وفي 22 تشرين الأول الحالي، وقع الجانبان الروسي والتركي مذكرة تفاهم تتضمن 10 بنود. وبحسب المذكرة، ستبدأ روسيا وتركيا بعد انسحاب الوحدات الكردية بتسيير دوريات مشتركة (تركية، روسية) في المنطقة بعمق 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية، شرق وغربي منطقة العملية العسكرية، باستثناء مدينة القامشلي، كما تضمن الاتفاق في بنده السادس فقرة بشأن انسحاب الوحدات الكردية من منبج وتل رفعت. بالإضافة إلى اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية من أجل منع تسرب العناصر الإرهابية.
واشنطن: إلا حقول النفط
وفي خضم هذه الاحداث.. اكدت الولايات المتحدة أن مهمة قواتها في سوريا تكمن في صد محاولات انتزاع الحكومة السورية أو روسيا السيطرة على حقول النفط من حلفائها الأكراد.
وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، في مؤتمر صحفي عقده أمس الاول: "الولايات المتحدة ستحتفظ بالسيطرة على حقول النفط شمال شرق سوريا". وأضاف: "ستبقى القوات الأميركية متمركزة في هذه المنطقة الستراتيجية للحيلولة دون وصول اي احد الى تلك الموارد الحيوية وسنرد بالقوة الساحقة على أي جماعة تهدد سلامة قواتنا هناك". وتابع ردا على سؤال عما إذا كانت هذه المهمة تشمل منع وصول أي قوات روسية أو تابعة للحكومة السورية إلى حقول النفط: "الإجابة المختصرة نعم، إنها تشمل ذلك بالفعل حاليا".
وأشار إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، اعتمدت على عائدات هذا النفط لتمويل مقاتليها وبينهم الذين يحرسون السجون التي تحتجز مسلحي داعش، و"نريد التأكد من أن "قوات سوريا الديمقراطية" تستطيع الوصول إلى هذه الموارد كي تحرس السجون وتسلح قواتها وتساعدنا في مهمتنا.. وعليه فإن مهمتنا هي تأمين حقول النفط".
وسبق أن أكدت الولايات المتحدة، التي بدأت عملية سحب عسكرييها من سوريا في 9 تشرين الاول الحالي، أنها ستحتفظ بمجموعة من قواتها هناك لضمان السيطرة على حقول النفط. واعلن الجيش الأميركي الأسبوع الماضي أنه يعزز وضعه في سوريا بأصول إضافية تشمل قوات ميكانيكية للحيلولة دون انتزاع السيطرة على
حقول النفط.
بدوره كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، قبل ايام عن ان الوزارة نشرت صورا التقطتها الاقمار الاصطناعية قدمتها الاستخبارات الفضائية، تظهر وتدل على ان النفط السوري كان يستخرج ويهرب تحت حراسة قوية من العسكريين الأميركيين وعناصر الشركات الأميركية الخاصة، ويجري نقله بواسطة قوافل الصهاريج الى خارج سوريا لتكريره، وذلك قبل وبعد دحر إرهابيي "داعش" شرقي الفرات". وبحسب كوناشينكوف، فان عائدات عمليات تهريب النفط السوري التي تقوم بها وكالات حكومية أميركية تتجاوز 30 مليون دولار شهريا.