بناء العلاقات الاجتماعية

اسرة ومجتمع 2018/11/17
...

أ.د . نجاح هادي كبة 
لا شك في ان التطور التكنولوجي والمعرفي في القرن الحادي والعشرين سلاح ذو حدين، فمن الناحية المادية ( بمعناها الواسع) قد حقق هذا التطور الرفاهية للانسان في المأكل والملبس والمواصلات والانترنت والتلفزيون وما الى ذلك ومن ناحية اخرى قد ادى هذا التطور الى خلق حالة من ضعف العلاقات الاجتماعية والنفسية لكثرة مشاغل الانسان وانهماكه بالعمل ليس فقط في علاقته بمجتمعه الاسري بل في علاقته بمجتمعه الواسع كزملائه واصدقائه ورؤسائه بالعمل والسؤال الذي يطرح نفسه  هل ان مزيداً من العواطف الصادقة والشعور الانساني تجاه الاخرين كفيل بتقليل هذه 
الفجوة؟ 
وان العواطف الصادقة هي غير العواطف المصطنعة التي تولدها الحاجة او المصلحة ان شعور الانسان بمشاعر زملائه وافراد مجتمعه كفيل بأن يتقمص شخصية الاخرين بآلامهم وآمالهم وهو مبتغى انساني وشعور بالحاجة الى اكمال النقص في سلسلة متطلبات المجتمع المتماسك لقد قسم عالم النفس النمساوي فرويد (1856 - 1939) الشخصية الى ثلاثة انظمة الاول : الانا الاعلى (superego) والثاني ( الأنا الاسفل  ( un-Ego) والثالث الذات  (Ego)  ورأى ان الصراع يحدث لدى الانسان في منطقة الذات
(Ego) بين الانا الاعلى وهو عالم المثل والقيم والجانب العقلاني من الشخصية والانا الاسفل وهو عالم الرذائل، ورأى فرويد ان سيطرة الذات العليا على الذات السفلى  تخلق الانسان المثالي والعقلاني وعلى العكس حين تسيطر الذات السفلى على الذات العليا يخلق الانسان الغريزي الذي تسيطر عليه
(Id) الغريزة الذي همه اشباع رغباته من دون الاهتمام بحاجات المجتمع، فلنجعل الذات العليا تسيطر على الذات السفلى، لنجعل الجانب العقلاني من شخصياتنا يسيطر على الجانب الغريزي المظلم وينقل د. خلف الجراد في كتابه “الخرافة ووأد العقلانية” عن كمبلر روس كلمة في احدى الجمعيات الخيرية جاء فيها “اننا جميعاً نمتلك جانباً مظلماً في شخصياتنا يمكن ان نطلق عليه (هتلر الداخلي) ص : 35 - 36 لقد اطلق فرويد على الجانب المظلم من شخصياتنا (الانا الاسفل) واطلق عليه كمبلر ( هتلر الداخلي) اما نحن فما علينا الا ان نعمل على محو افرازات الانا الاسفل من حياتنا ونعمل على بناء وتمتين العلاقات الاجتماعية والاندماج 
الاجتماعي .