أكدت المرجعية الدينية العليا أنه «ليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة -بتوجه معين- أو أي طرف اقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين ويفرض رأيه عليهم»، مبينة ان «احترام إرادة العراقيين في تحديد شكل النظام السياسي والإداري لبلدهم من خلال إجراء الاستفتاء العام على الدستور والانتخابات الدورية لمجلس النواب هو المبدأ الذي التزمت به المرجعية الدينية وأكدت عليه منذ تغيير النظام السابق»، وجددت المرجعية إدانتها للعنف في التظاهرات الحالية، داعية إلى التزام السلمية بين المتظاهرين والقوات الأمنية، كما شددت على منع إراقة المزيد من الدماء وعدم السماح ابداً بانزلاق البلد للاقتتال الداخلي والفوضى والخراب.
وألقى ممثل المرجعية في كربلاء المقدسة السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف؛ بيان مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، وفي ما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح في بغداد وعدد آخر من المحافظات شهدنا في هذا الأسبوع اصطدامات جديدة مؤلمة ومؤسفة بين الأحبة المتظاهرين والمعتصمين وبين رجال الأمن وغيرهم، وقد أسفرت عن سفك مزيدٍ من الدماء البريئة وتعرض أعداد كبيرة من الجانبين لإصابات مختلفة، وتزامن ذلك مع الاعتداء بالحرق والنهب على العديد من الممتلكات العامة والخاصة.
إنّ الدماء الزكية التي سالت خلال الأسابيع الماضية غالية علينا جميعاً ومن الضروري العمل على منع إراقة المزيد منها، وعدم السماح ابداً بانزلاق البلد الى مهاوي الاقتتال الداخلي والفوضى والخراب، وهو ممكن إذا تعاون الجميع على حلّ الأزمة الراهنة بنوايا صادقة ونفوس عامرة بحب العراق والحرص على مستقبله.
إنّ المرجعية الدينية تجدد التأكيد على موقفها المعروف من إدانة التعرض للمتظاهرين السلميين وكل أنواع العنف غير المبرر، وضرورة محاسبة القائمين بذلك، وتشدّد على الجهات المعنية بعدم الزجّ بالقوات القتالية بأيّ من عناوينها في التعامل مع الاعتصامات والتظاهرات السلمية، خشية الانجرار إلى مزيد من العنف.
إنّ احترام إرادة العراقيين في تحديد النظام السياسي والاداري لبلدهم من خلال إجراء الاستفتاء العام على الدستور والانتخابات الدورية لمجلس النواب هو المبدأ الذي التزمت به المرجعية الدينية وأكدت عليه منذ تغيير النظام السابق، واليوم تؤكد ان الاصلاح وإن كان ضرورة حتمية - كما جرى الحديث عنه اكثر من مرة - الا أن ما يلزم من الاصلاح ويتعين اجراؤه بهذا الصدد موكول أيضاً الى اختيار الشعب العراقي بكل اطيافه وألوانه من اقصى البلد الى اقصاه، وليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو أي طرف اقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين في ذلك ويفرض رأيه عليهم.
إننا نناشد جميع الأطراف بأن يفكروا بحاضر العراق ومستقبله ولا تمنعهم الانفعالات العابرة أو المصالح الخاصة عن اتخاذ القرار الصحيح بهذا الشأن مما فيه خير هذا البلد وصلاحه وازدهاره والله الهادي الى الصواب وهو ولي التوفيق.
وكان مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني، أصدر أمس الأول الخميس، بياناً بشأن التظاهرات الجارية في البلاد، وبينما شدد على ضرورة عدم استغلال اسم المرجعية أو رفع صورها من قبل أيّ مجاميع مشاركة من أنصار القوى السياسية أو غيرهم، أكد دعمها وتأييدها للمطالب الإصلاحية للمتظاهرين السلميين.
وقال المكتب في بيان أطلعت «الصباح» على نسخة منه، نقلاً عن مصدر مسؤول فيه، إن «المرجعية الدينية إذ توكّد إن المشاركة في التظاهرات السلمية حقٌّ لجميع العراقيين فإنّها تُشدّد على ضرورة عدم استغلال اسمها أو رفع صورها من قبل أيّ مجاميع مشاركة في المظاهرات من انصار القوى السياسية أو غيرهم».
وأكد المصدر المسؤول على دعم وتأييد المرجعية «للمطالب الإصلاحية للمتظاهرين السلميين وعدم تفريقها بين أبنائها المطالبين بالإصلاح على اختلاف توجهاتهم».