عموبابا يتسبب بإقالة زاغالو

الرياضة 2019/11/11
...

اعداد / رحيم عزيز 
 
 
بين ذكريات كاس الخليج العربي  بكرة القدم فلابد لنا ان نتوقف عند تلك اللحظة التاريخية التي تعود بنا إلى سلطنة عمان وتحديداً من العام 1984،عندما فرض منتخبنا الوطني سطوته المطلقة على البطولة بنسختها السابعة وتألق الهداف وأفضل لاعب في الدورة الكابتن حسين سعيد بأهدافه السبعة، ونال زميله اللاعب فتاح نصيف لقب أفضل حارس مرمى في الخليج.
 والمباراة التي خلدتها الذاكرة الخليجية هي بين منتخبنا ونظيره السعودي التي أقيمت في 17 آذار من ذلك العام، ضمن منافسات الجولة الثالثة، حيث قدم أسود الرافدين واحدة من أجمل مبارياته في البطولة ، وتغلب على نظيره السعودي برباعية بيضاء،وعلى اثر تلك الخسارة الفادحة أقال الاتحاد السعودي المدرب البرازيلي الشهير»ماريو زاغالو» من منصبه والذي صرح بعدها وفي أكثر من مناسبة بأن» العقل البرازيلي البارع في التدريب توقف أمام الموهبة العراقية على أرض الملعب».
 مثّل العراق في تلك المباراة كل من اللاعبين: فتاح نصيف لحراسة المرمى وعدنان درجال وكريم محمد علاوي وناظم شاكروخليل محمد علاوي وحارس محمد والراحل ناطق هاشم وشاكر محمود وايشو يوخنا وعدنان حمد وحسين سعيد أما البدلاء فهما : صادق موسى  وعماد جاسم.
أظهر لاعبو منتخبنا تفوقاً ملحوظاً منذ بداية المباراة وطغت النزعة الهجومية على أفكار المدرب الراحل بابا في هذا اللقاء وظهر خط الوسط بأفضل حالاته من حيث التمرير والبناء على طرفي الملعب مستغلين انطلاقات اللاعبين حارس محمد وخليل علاوي، بالإضافة إلى الزيادة العددية التي كان يمنحها الراحل ناطق هاشم إلى خط الهجوم، وتمكن المدافع ناظم شاكر ان يضع فريقنا في المقدمة عندما سجل الهدف الأول في الدقائق الأولى من عمر اللقاء.
الفريق السعودي افتقد لخدمات ابرز مهاجميه المرعب «ماجد عبدالله» بداعي الإصابة ، مقابل ذلك برز اللاعب شاكر محمود بشكل لافت في هذا المواجهة الخليجية ،وكان بحق داينمو المنتخب العراقي من حيث استلام الكرات في الوسط والتوزيع على طرفي الملعب أو بالعمق ،وكان محمود مراقباً من قبل اللاعبين عمر باخشوين وسلمان النمشان ،وتعرض إلى العاب خشنة في أكثر من حالة لعب، مما استدعى حكم المباراة السويسري إلى إشهار البطاقة الحمراء بوجه المدافع النمشان باخشوين في منتصف الشوط الأول وهذا ما عقّد الموقف على» الأخضر السعودي».
 أستغل المدرب الراحل عموبابا النقص العددي وراهن هذه المرة على اللعب باتجاه العمق السعودي والاستفادة من موهبة المهاجم حسين سعيد في حيازة الكرة والاحتفاظ بها في منطقة الجزاء فضلا ًعن قدرته التهديفية، وبالفعل افلح سعيد من تسجيل ثلاثة أهداف في هذه المباراة وبطريقة احترافية،ولم يكتف المدرب عموبابا بهذا الاستعراض الكروي فحسب ،بل لجأ إلى إشراك اللاعبين صادق موسى وعماد جاسم في منطقة الوسط لتأمين السيطرة على مجريات اللعب وزيادة غلته من الأهداف.
 وانتهت هذه المقابلة الساخنة بفوز عراقي مستحق وخسارة كبيرة للشقيق السعودي، الذي أقال مدربه على الفور بعد انتهاء المباراة وتمت تسمية المدرب المحلي خليل الزياني مدربا للفريق والذي توفق فيما بعد مع منتخب بلاده وقاده إلى الفوز بلقب بطولة آسيا التي أقيمت في سنغافورة في العام 1984.