جلسة حوارية عن واقع الكرة العراقية

الرياضة 2019/11/11
...

بغداد / عبد الكناني
 
 
في بادرة غير مسبوقة اقام مجلس الخاقاني الثقافي ندوة حوارية بعنوان « واقع كرة القدم العراقية: مشكلات وحلول» على قاعة جمعية المترجمين العراقيين بحضور عدد من أصحاب الشأن الرياضي يتقدمهم المدرب نبيل زكي والمدرب أحمد خلف بينما أعتذر الكابتن حكيم شاكر لانشغاله. 
وأدار هذه الجلسة الحوارية الدكتور حسين جابر الخاقاني الذي شكر الحضورعلى اهتمامهم بواقع كرة القدم العراقية وحرصهم على تطويرها - ومن الجميل ان تفتتح الجلسة بكلمة مسجلة للعلامة الشيخ عيسى الخافاني راعي المجلس اكد فيها. 
 بأن معرفة الشعوب بكرة القدم – وبخاصة شعوب المنطقة- تعود الى تاريخ بعيد -.» وأن اللعبة مؤّلفة للقلوب وبها ومعها يجتمع الناس على الود والمحبة. 
ولمعرفة ماجاء في هذه الجلسة من طروحات وافكار حدثنا السيد محمد الخاقاني المشرف على المجلس ان المجلس، تبنى هذه الفكرة للتردي الذي طال الكرة العراقية في المشاركات الاخيرة والنتائج المتواضعة للمنتخب الوطني وقد دعونا عددا من المختصين للتحدث و الاشارة وتشخيص بعض المعوقات والمشكلات حيث ذكر الكابتن نبيل زكي .
 ان كرة القدم التي تعد اللعبة الشعبية الأولى في العراق - وأن 70 بالمئة من الشعب العراقي هو أما مزاول لكرة القدم او مشّجع ومتابع بحسب الاحصائيات. مرجعا تاريخ كرة القدم الى سنة 2500 قبل الميلاد وأن أول من مارسها هم الصينيون بحسب المصادر والمدونات التاريخية. كذلك زاولها المصريون  سنة 300 قبل الميلاد – وقد سبقهم بذلك البابليون والآشوريون  . 
وأضاف الكابتن زكي أن الاتحاد العراقي لكرة القدم تأسس عام 1948 وأنضم الى الاتحادين الدولي والعربي في الأعوام 1950 و 1954 على التوالي في حين شهد العام 1973-1974 رسميا انطلاق الدوري العراقي الرسمي رغم الاختلافات القائمة لغاية الوقت الحاضر حول حقيقة انطلاق الدوري العراقي الرسمي وهل هو في اربعينيات أم خمسينيات القرن الماضي .
 
مواهب كروية
وبين ان اللاعب العراقي هو الموهوب الأول من بين أقرانه العرب يليه اللاعب المصري – عادا» الفرق الأخرى – السعودية والامارات والكويت وسوريا ولبنان وفلسطين وغيرها من الفرق- مكملة للفريقين العراقي والمصري. وأضاف أن الملاعب الشعبية العراقية تمثل مدارس كروية ترفد الأندية والمنتخبات باللاعبين الموهوبين ولكننا بحاجة الى إيلاء الرعاية اللازمة لهؤلاء من دعم مادي ومعنوي وتجهيزات وغيرها من الأمور لتطوير مستواهم الفني. والتعليم ضروري جدا للاعبين واكمال التعليم الجامعي كفيل برفع مستوى اللاعب العراقي. 
واوضح الخاقاني ان الكابتن نبيل زكي طالب بأن يكون الدعم الحكومي للاندية العراقية على مستوى أعلى حتى من الدعم الشخصي أو المؤسساتي لتلك الأندية عن طريق مساهمة الدولة في بناء اللاعب واعدادها وبخاصة في ما يتعلق بباب الاحتراف الدولي الذي ما زلنا نراوح فيه عند الخطوة الأولى. وأن دولة المؤسسات ووجود شخصيات رياضية على رأس هرم تلك المؤسسات كفيلان ان بتطوير الواقع الرياضي العراقي لاسيما واقع كرة القدم وبخلاف ذلك ستبقى الرياضة العراقية في تراجع. 
 
الاستثمار والاحتراف
وذكر الخاقاني ان الكابتن أحمد خلف – مساعد مدرب المنتخب العراقي السابق - اشار الى واقع كرة القدم العراقية قائلا: ان المشكلات والتحديات التي تواجهها كرة القدم العراقية هي كثيرة أدت الى تراجعها بعد ان كانت متسيّدة في الوطن العربي وعموم آسيا. 
وأكد الكابتن خلف أن تصدي أصحاب الكفاءة والاختصاص لقطاع الرياضة من شأنه أن يعيد قطار الرياضة الى السكة  الصحيحة.  
وان كرة القدم العالمية عملية استثمارية في حين ما زالت قضية الاحتراف في العراق مجرد انفاق وهدر للمال العام,.
مؤكدا ان الموهبة كالشجرة بحاجة الى رعاية لتنمو وأهم المتطلبات هي أن تكون الموهبة متعلمة – أي أن التعليم أشبه بالماء لتلك الشجرة- وقلة اللاعبين الذين أكملوا تعليمهم الجامعي هو أحدى المشكلات التي تواجهها كرة القدم العراقية- مضيفا أنه من المهم أن تكون كرة القدم على رأس الأولوية للاعبين العراقيين مع التعليم كي يتمكنوا من الانتقال الى مصاف اللاعبين العالميين. ومن بين الأسباب التي تقف وراء ذلك – بحسب الكابتن أحمد خلف – هو غياب درس الرياضة عن المدارس لان هذا الدرس كان في السابق هو الرافد الذي يرفد الأندية والمنتخبات بالمواهب الرياضية قبل الملاعب الشعبية ولكنه الان تحول الى مجرد استراحة بين الدروس. والرياضة علم بالدرجة الأساس – اذ أصبح الإحصاء والبايوميكانيك والتشريح وغيرها من العلوم جزءاً لا يتجزأ من كرة القدم من حيث دراسة الحركة الصحيحة وتقديم الاحصائيات عن التسديد والاخطاء وبيان الضربات الصحيحة من الخاطئة وغيرها من الأمور. كما أن التخصص للمدربين مهم جدا – فلدى مدرب مانشستر 26 مساعدا - وفي بطولة آسيا رافق المدرب الإيراني 32 مدربا مساعداً متخصصاً. فضلا عن أن المدرب الرئيس يجب أن يمتلك شهادة أكاديمية عليا كي يتمكن من مواكبة التطور. 
 
تفاعل واهتمام
واثنى السيد الخاقاني على ما طرح من افكار واراء من قبل المتحدثين والحضور الذين ناقشوا المسألة
باقتراحاتهم ومداخلاتهم المهمة حول تطوير الواقع الرياضي العراقي. وأجمع الحاضرون على أن الموهبة العراقية موجودة وما تحتاجه هي الرعاية والدعم فقط للنهوض بواقع اللعبة.