أعلنت فيسبوك أنها حذفت 5.4 مليار حساب مزيّف حتى الآن هذا العام، في مؤشر إلى الجهود المستمرة التي تُبذل على منصات التواصل الاجتماعي لمكافحة التلاعب والتضليل.
وأكدت فيسبوك "لقد عزّزنا قدرتنا على رصد محاولات خلق حسابات مزيّفة ومنعها"، وفق ما أعلنت الشركة في تقريرها الأخير حول الشفافية.
وتابعت "وفق تقديراتنا نمنع يوميا بواسطة أنظمة الرصد خاصتنا ملايين المحاولات لخلق حسابات مزيّفة".
منع الحسابات المزيفة
وتعتقد فيسبوك أن نسبة الحسابات المزيّفة، وهي التي يدّعي فيها أحدهم أنه شخص أو جهة لا وجود لها، بلغت نحو خمسة بالمئة المعدّل الشهري لمستخدميها الناشطين خلال الفصلين الثاني والثالث من العام الحالي.
واستثمرت شبكة التواصل الاجتماعي مبالغ كبيرة لرصد حسابات مصممة لخداع الناس حول مصدر المعلومات وحذفها، وتحديدا عندما تنتشر المعلومات في إطار حملات منسّقة مع أجندات سياسية أو اجتماعية.
خطاب الكراهية
وأضافت أنها حذفت 11.4 مليون من نصوص خطاب الكراهية، مقابل 5.4 ملايين خلال فترة الأشهر الستة نفسها في 2018.
وأظهر التقرير المفصّل أن مطالب الحكومات بالحصول على بيانات المستخدمين بلغت مستوى قياسيا في الولايات المتحدة.
وارتفع إجمالي طلب الحكومات للحصول على بيانات مستخدمي فيسبوك بنسبة16 بالمئة إلى 128617 في النصف الأول من العام الحالي.
وللمرة الأولى، أشارت فيسبوك إلى الضوابط الخاصة بها على موقع إنستغرام المملوك لها، حيث قالت إنها أحرزت تقدما في الكشف عن المنشورات المسيئة للأطفال، وحذفت أكثر من 1.2 مليون قطعة محتوى في الفترة بين نيسان وأيلول.
ولفتت الشركة إلى أنها حذفت أكثر من 1.6 مليون قطعة من منشورات الانتحار والإصابات الذاتية على إنستغرام، وأكثر من 4.5 ملايين قطعة على فيسبوك خلال الفترة نفسها.
إيذاء النفس
وأضافت فيسبوك أيضًا بيانات عن الإجراءات التي اتخذتها بشأن المحتوى الذي يتضمن إيذاء الذات لأول مرة في التقرير. وقالت: إنها أزالت في الربع الثالث نحو 2.5 مليون منشور صور أو شجع على الانتحار، وإيذاء النفس. وقالت الشركة في منشور على مدونتها: إنها أزالت أيضًا نحو 4.4 ملايين منشور ينطوي على مبيعات أدوية خلال هذا الربع.
يُشار إلى أن جهات إنفاذ القانون أبدت قلقها من خطط فيسبوك الرامية إلى توفير قدر أكبر من الخصوصية للمستخدمين عن طريق تشفير تطبيقات التراسل الفوري الخاصة بها، الأمر الذي قد يعيق الجهود المبذولة لمكافحة إساءة معاملة الأطفال.
وفي الشهر الماضي، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (كريستوفر وراي): إن التغييرات ستحول المنصة إلى "حلم أصبح حقيقة بالنسبة للحيوانات المفترسة والمواد الإباحية الخاصة بالأطفال".
"فيسبوك باي"
كما أطلقت "فيسبوك" خدمتها للدفع "فيسبوك باي" التي تحوي خصائص موجودة في تطبيقاتها المختلفة، مع التركيز على عدم وجود أي صلة للخدمة هذه مع مشروعها المثير للجدل للعملة الرقمية "ليبرا".
ومن شأن "فيسبوك باي" السماح بشراء منتجات بصورة مباشرة عبر "فيسبوك" أو "إنستغرام"، وأيضا بالمشاركة في حملات لجمع التبرعات أو إرسال المال إلى الأصدقاء عبر تطبيق المحادثة "مسنجر".
وسيتمكن المستخدمون إذا ما رغبوا في ذلك، إدخال وسيلة الدفع المفضلة لديهم (بطاقة مصرفية أو حساب"باي بال" مثلا) مرة واحدة فقط.
وأوضحت ديبورا ليو نائبة رئيس "فيسبوك" المكلفة منصة "ماركت بلايس" عبر الشبكة أن "المدفوعات تعالج بالشراكة مع شركات بينها (باي بال) و(سترايب) وشركات أخرى حول العالم".
وفي مطلع تشرين الأول، انسحبت خدمات الدفع "باي بال" و"سترايب" (إضافة إلى "فيزا" و"ماستركارد" وشركات أخرى) من "ليبرا"، مشروع العملة الرقمية من "فيسبوك"، إثر الضغط المتزايد من الهيئات الناظمة في الولايات المتحدة والخارج.
استخدامات خبيثة
وتبدي سلطات عدة قلقها من استخدامات خبيثة محتملة للعملة، متوقفة خصوصا عند السمعة السيئة للمجموعة الأميركية العملاقة على صعيد السرية وحماية البيانات الشخصية.
وشددت ديبورا ليو في بيان عبر الإنترنت على أن "فيسبوك باي أنشئت على أساس بنية تحتية مالية وشراكات موجودة أصلا، وهي منفصلة عن محفظة (كاليبرا) التي ستستخدم في شبكة (ليبرا)".
واعتبارا من الأسبوع الحالي، سيصبح في الإمكان استخدام "فيسبوك باي" عبر تطبيق "مسنجر" في الولايات المتحدة لإجراء عمليات حشد أموال وشراء للألعاب فضلا عن شراء تذاكر للمناسبات وتحويل أموال بين أفراد وشراء بعض المنتجات على "ماركت بلايس". وأضافت ديبورا ليو "مع الوقت، نعتزم جعل خدمة فيسبوك باي متوافرة لعدد أكبر من الأشخاص وفي أماكن أكثر، بما يشمل إنستغرام وواتساب".