الآن والمستقبل

العراق 2019/11/19
...

حميد السوداني
 
 
 
ربما يسأل أحد من القراء لماذا نهتم دائماً بالحديث والكتابة عن الأخوة واخوة الأخوة ونجاح التصالح والجمع بينهم في المناسبات الوطنية والاجتماعية، وكذلك يستمر السؤال عن واقع هذهِ الحماسة الدائمة من أجل اكتشاف العديد من رجال ناجحون علاوة على الأطراف الحرة التي تحاول أن تدفع الجميع للجلوس والمساهمة في المثابرة والاصرار على هذهِ الثقة التي تثورعندما تدرك أهمية العمل وانجاح هذا العمل الواجب من أجل أبناء 
الوطن.
وثمة أجابة أو إجابات على هذا السؤال، وهي إن هذهِ النخبة وجدت من الروح العراقية النقية الثورية المؤمنة بالله والوطن والانسان العمل بلهفة وسرور واستماع واستمتاع بالآراء والمقترحات والبدائل لصالح الأغلبية من أبناء الشعب وهو الكسب الأفضل من المنجزات والتوافقيات المرحلية والبعيدة 
المدى.
وما أريد قولهُ إن تكوين الفكرة أو الأفكار المصيرية للاهتمام الحقيقي لعبور مرحلة الحوار الصادق له حافز قوي لنهضة تقريب المسافات واختيار الخيارات الصائبة والوصول الى درجات البهجة من أجل وحدة المشاعر والأحساس بأهميتها خاصة وان البلد يمر بمراحل لصناعة الحياة الجديدة داخل الوطن وخارجه.
إن ما ينطق من الكل انهمم داخل صناعة الأمل، وإنهم داخل فكرة التغيير، وإنهم في خندق واحد من أجل خدمة الإنسان، وليس هنالك اختلاف كبير من الصعب التفريق بينهما، فالتطور وبدون اخفاق من المحاورين لا يحتوي على شكوك ولا اتهامات وتجعل من الزمن الذي يتحرك معهم الى نشيد وطني، كلهم في صوت واحد، ووقفة واحدة، وعلم 
واحد.
إن ما ينطق هو التميز الذي فرضته الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن والمنطقة ونظرة العالم نحو التجربة الفريدة التي تشارك بها قوة بشرية من الشارع والى الشارع.
هناك قاسم مشترك لقراءة الوجه المضيء لمعنى الأخوة التي ارتفعت فيه همة الجميع من آجل الاعتراف بإزالة عدوى التفريق ومظاهر الخلاف وفي أي اتجاه تسير، وحتماً ستسير في الطريق الصحيح نحو البناء والتضحية والتفاءل من أجل غدٍ سعيد.
إن الإبحار في عالم الصداقة والصلح المبين يجعلنا نسمح لأنفسنا بالوثوب عزاً لهذا الحضور الكفوء والثقافة العالية والنضج السياسي لخوض المعادلة باجتهاد من البداية الى النهاية، ويمكن تقييم ذلك من خلال قناعة مفرطة بالايجاب والقبول أولاً ومروراً بالتجارب السابقة التي كانت بطيئة وقاصرة من خلال عدم وجود الوعي الكامل لأهمية الموضوع القرار فيهِ وهذا ما ينطبق على القول المأثور((من تفكرَّ أبصرَّ)) .
توجد مناقشة دائمة، ولا مناقشة وإبداء الرأي بدون احترام، ولا أسلوب بدون مبادئ تجعلك تقرأ أفكار الآخر، مشاعر تهزّ الوجدان وتجمع الأخوة، باستجابة تاريخية واستيعاب كل الأخطاء والهموم والمتاعب وإدراجها ضمن الماضي الذي يجب أن يزال والإبقاء على النور الذي يضيء الطريق والنفق وتشعر مدن الوطن بأحقية الاستمرار بالحياة باستقلال ورؤية مغايرة في عيش كريم وغد
جديد.