سلطان للحب والتسامح

العراق 2019/11/19
...

ناصر الموزاني

 
 
 
في العصر الحالي علينا الدعوة للعيش بسلام وفق سلطة الحب للآخر ويجب أن نحب من يخالفنا في الاعتقاد والمبادئ وهذا ما أوصانا به الخالق العظيم في كتبه السماوية ولم يدعونا الى الكراهية والحقد والاستعلاء على الغير واليوم نلاحظ بعض القوى المختلفة والمتنازعة في ما بينها وكل قوة منها تؤمن بما تعتقد وتشجب مايعتقده الآخر وكانما الأرض لهم وحدهم وأن الله هو الذي وهبهم السيادة على الآخرين واعتقادهم على أنهم فقط يملكون الصواب وكل الناس على الخطأ وتناسوا أن من أسماء الله هو السلام وأن الله للجميع وأن الأيمان بالحب الانساني أوتقبل الآخر بما يؤمن يقود الشعوب الى السعادة حينئذ يجب أن نكون واثقين من قدراتنا على رفض كل أشكال الطائفية والعنف وفقاً لمبدأ ضمير الإنسان الذي يتبنى السلام كقاعدة أساسية للسلوك ولايؤمن بهيمنة دور القوة وأجبار الآخرين على الايمان بما لايؤمنون به يجب أن يتعلم الانسان من الأديان السماوية وموروثنا الفكري الرغبة في العطاء والغفران والابتعاد عن الأحقاد المدمرة لانسانية الانسان ويجب أن يعود الانسان الى التراث الانساني المتسامح في أرساء قوانين العدالة والتسامح والحب الالهي الذي أوصانا به الخالق العظيم.
إن ترك روح التشاؤم وروح العدوان وإن المناهج العدوانية اثبتت فشلها عبر الزمان الماضي وإن الحلول السلمية هي الوحيدة القادرة على تجاوز المحن والاتجاهات التي تدعو الى العنف حينئذ يكون السلم واحترام معتقدات الانسان لأخيه الانسان هي الأسس الصحيحة للانسانية جمعاء ولقد قال السيد المسيح (وإذا ماضربك أحد على خدك الايمن أدرله الايسر)وأن الحكمة من وراء هذه المبادئ السامية هي أرساء مبادئ الحب والتسامح والتعايش السلمي وأيضاً قال النبي محمد – ص - ((المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)) وهذه المبادئ والخلق تدعو للتاخي والحب والسلام والحريات 
المدنية.
حينئذ يتطلب من الانظمة أن تبتعد عن أرساء الدكتاتوريات وحجب الأنظمة التعسفية والذهاب الى الأنظمة الديمقراطية ويجب أن تميز الدولة بين القوة والعنف أعني القوة في الأستخدام القانوني والشرعي لمنع وقوع الأضرار بالأخرين وحماية الحريات والاقليات، أما العنف فلا يمكن وجود تبريرات له حينئذ يجب أن تكون تصرفات الدولة حكيمة في ردود الافعال حتى لايقع الظلم والعنف على الآخرين، وأن أرساء مبادئ السلم الأهلي يتطلب منا وعياً وفهماً كبيرين وعملا دؤوبا يمكن للدولة أن تستخدم موارد البلاد للتنمية الانسانية بدل من دفع المجتمعات الى التفرقة والحروب التي يعتبرونها مقدسة ومن أجل تحقيق أفضل للتعايش السلمي والاحترام الفكري يجب على الجميع احترام مبادئ ومعتقدات الآخر وبالكلمة الطيبة تترسخ حياة التسامح، والتسامح نور يشرق في الظلمات ولايمكن للظلام حجب الأنوار.