الجامعة العربية تدين تأييد أميركا لوجود المستوطنات الإسرائيلية

الرياضة 2019/11/19
...

القاهرة / وكالات 
 
أدانَ الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات البيان الذي أعلنه وزير الخارجية الأميركي امس الاول الاثنين من أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي، واعتبره تطورا بالغ السلبية، وبينما وصف الاتحاد الاوروبي بناء تلك المستوطنات في الاراضي الفلسطينية بغير القانوني.. اكدت الرئاسة الفلسطينية ان ما تضمنه البيان الاميركي باطل. 
 
الجامعة العربية 
وحذر الامين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، في بيان، اصدره أمس الثلاثاء، من ان "هذا التغيير المؤسف في الموقف الأميركي من شأنه أن يدفع جحافل المستوطنين الإسرائيليين إلى ممارسة المزيد من العنف والوحشية ضد السكان الفلسطينيين"، كما أنه "يقوض أي احتمال ولو كان ضئيلا لتحقيق السلام العادل القائم على انهاء الاحتلال في المستقبل القريب عبر جهد أميركي".
وأكد أن "القانون الدولي يصوغه المجتمع الدولي كله وليس دولة واحدة مهما بلغت أهميتها"، مشددا على أن "الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية يظل احتلالا يدينه العالم أجمع، وأن الاستيطان يظل استيطانا باطلا من الناحية القانونية وعارا على من يمارسه أو يؤيده من الزاوية الأخلاقية، بغض النظر عن أي مساع حثيثة تتم بهدف تجميل ذلك الاحتلال القبيح شكلاً وموضوعاً".
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، عن انزعاجه الشديد حيال الاستخفاف بمبدأ قانوني مستقر نص عليه القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي - وبالذات اتفاقية جنيف الرابعة ــ ، والذي يحظر على القوة القائمة بالاحتلال نقل سكانها إلى الأراضي الواقعة تحت احتلالها.
 
الاتحاد الأوروبي 
وقبل ذلك اعلن الاتحاد الأوروبي، امس الاول الاثنين، أنه لا يزال يؤمن بأن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني بموجب القانوني الدولي ويقلل فرص التوصل إلى سلام دائم.
وبحسب وكالة رويترز، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد، فيدريكا موغيريني في بيان، إن "الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل لإنهاء كل النشاط الاستيطاني في ضوء التزاماتها كقوة محتلة".
وجاءت تصريحات موغيريني بعدما أيدت الولايات المتحدة بشكل فعلي حق إسرائيل في بناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة وذلك بالتخلي عن موقفها القائم منذ أربعة عقود الذي كان يصف المستوطنات بأنها "مخالفة للقانون الدولي".
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن، أمس الاول الاثنين، أن الولايات المتحدة الأميركية أصبحت تعارض موقف الإدارات الأميركية السابقة من إنشاء المستوطنات الإسرائيلية، وباتت تعتبر أن إنشاءها في الضفة الغربية عمل لا يتعارض مع القانون الدولي.
 
الرئاسة الفلسطينية: الاعلان باطل
بدوره هاجم الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الإدارة الأميركية تعتبر إنشاء المستوطنات أمرا لا يتعارض مع القانون الدولي.
وقال أبو ردينة في بيان ان " اعلان وزير الخارجية الأميركي بومبيو اعتبار المستوطنات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية المحتلة بأنها لا تخالف القانون الدولي، هو إعلان باطل ومرفوض ومدان ويتعارض كليا مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية الرافضة للاستيطان، وقرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار رقم (2334)".
وأضاف أبو ردينة "الإدارة الأميركية غير مؤهلة أو مخولة بإلغاء قرارات الشرعية الدولية، ولا يحق لها أن تعطي أي شرعية للاستيطان الإسرائيلي".
كما حث أبو ردينة دول العالم على رفض هذه التصريحات وإدانتها "لأنها غير قانونية وتهدد السلم والأمن الدوليين".
 
الأردن يرفض 
كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ان " المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، تمثل خرقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وإجراء يقتل حل الدولتين ويقوض فرص تحقيق السلام الشامل".
وأشار الصفدي إلى أن: "موقف المملكة في إدانة المستوطنات راسخ وثابت"، مضيفا: "نحذر من خطورة التغيير في الموقف الأميركي إزاء المستوطنات وتداعياته على كل جهود تحقيق السلام".
ويرى مراقبون ان هذه الخطوة هي الأحدث في سلسلة اجراءات تعسفية تقوم بها إدارة ترامب لتعزيز قبضة إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية،  وهي الأراضي التي يطالب الفلسطينيون بإقامة دولتهم 
عليها.
 
نتنياهو يشكر ترامب 
ورغم كل تلك الادانات والرفض.. سارع رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من خلال محادثة هاتفية الى شكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على قرار الإدارة الأميركية إعلان المستوطنات الإسرائيلية غير مخالفة للقانون الدولي، بحسب القناة التلفزيونية الاسرائيلية  13، التي قالت ان "هذه كانت أول مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترامب منذ الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة في ايلول الماضي.
وقال نتنياهو بشأن اتصاله مع ترامب في بيان، نقله ديوانه: "تحدثت عبر الهاتف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأخبرته أنه قد قام بتصحيح ظلم تاريخي". بحسب وصفه. وأضاف " كان من المفترض أن يقوم شخص بقول حقيقة بسيطة، وقد فعل الرئيس ترامب هذا، تماما كما فعل مع الاعتراف بمرتفعات الجولان وانتقال السفارة الأميركية إلى القدس".  وتابع "قلت للرئيس ترامب إننا لسنا في أرض أجنبية. هذا هو وطننا لأكثر منذ 3000 سنة... هذا لا يمنع المفاوضات ... على العكس من ذلك، فهذه الخطوة تقدم السلام لأنه لا يمكن بناء سلام حقيقي قائم على الأكاذيب". كذلك قال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، ان "تحديد شرعية الاستيطان في يهودا والسامرة يعود للمحاكم الإسرائيلية وليس لمحاكم دولية منحازة. والمؤسسة القضائية الإسرائيلية أثبتت نفسها في هذا الشأن وستبقى الجهة الأكثر مناسبة للحسم في تلك الأمور".