تجريبية بوليفيا رسخت قناعة كاتانيتش الفنية بمستويات اللاعبين

الرياضة 2018/11/22
...

تحليل : علي النعيمي
 
تعادل منطقي (سلبي) النتيجة خرج به منتخبنا الوطني بكرة القدم أمام نظيره البوليفي في المباراة التجريبية الودية ضمن معسكره التحضيري المقام في الامارات والذي يأتي استعداداً لبطولة كأس اسيا مطلع العام المقبل وقد حاول فيه المدرب السلوفيني كاتانيتش تجريب اكبر عدد من اللاعبين وقد اتضحت الصورة له وبات ملماً بمستوياتهم، إذ دخل هذا اللقاء بتشكيلة مغايرة عن التي لعبت امام المنتخب السعودي واحتفظ فقط باللاعب مهدي كامل واستعان المدرب بالحارس جلال حسن ووليد سالم وسعد ناطق وعلي فائز وفرانس بطرس لخط الدفاع علي حصني وصفاء هادي ومهدي كامل وهمام طارق وبشار رسن في خط الوسط واخيراً مهند عبد الرحيم في الامام ومن ثم بدأ بإجراء التغييرات الفنية خلال الشوط الثاني تماشياً مع الضرورة الخططية والجوانب الاخرىص لمجريات هذه المقابلة التجريبية المفيدة .  
  
الانتقال السريع
حاول منتخبنا خلال شوطي المباراة تطبيق مبدأ الانتقال السريع من الحالة الدفاعية الى الهجومية او بالعكس وبشكله المثالي وهذا اما اضفى على أداء اللاعبين بعض السرعة في التحضير ونقل الكرات بسهولة الى الامام  واتخاذ القرار الأنسب لحظة التمرير وكانت واضحة فقط خلال الشوط الاول وبدأت تحديدا بعد الدقيقة 11 من عمر المواجهة وشكلت هذه الآلية خطورة واضحة على دفاع المنتخب البوليفي لاسيما في حالة الانتقال من الدفاع الى الهجوم ونقل الكرة الى ثلثه الدفاعي عن طريق الثلاثي همام طارق ، علي حصني، بشار رسن )  لكن تلك المنهجية تلاشت في الشوط الثاني بسبب التغييرات وقراءة المدرب البوليفي الذي وضع حداً لهذا الأسلوب في 
النقل.   
 
بناء الهجمات 
تحضير الهجمات اعتمد على منهجية تدوير الكرة بشكل تام واستغلال طرفي الملعب وعمقه وقد منح منتخبنا مبدأ الحيازة الايجابية في ملعب الفريق البوليفي خلال الشوط الاول وبعض الدقائق في الشوط الثاني وكانت عبارة عن نقلات قصيرة متناسقة يتم تدوير الكرة فيها بشكل جماعي واستلام الكرة في الفراغ وقد سنحت للمهاجم مهند عبد الرحيم اكثر من  فرصة للتسجيل عن طريق الكرات الهوائية المرسلة من طرفي الملعب او عن طريق مهارته في الحل الفردي والتوغل من عمق الملعب باتجاه الحارس البوليفي على مدار شوطي اللقاء وذات الكلام يقال عن بشار رسن الذي لعب شوطا واحداً وكانت خطورته في الكرة الثانية المقطوعة او من خلال تحركاته الذكية بالقرب من منطقة الجزاء او استلام الكرة في الفراغات المثالية وما بين خطوط 
اللعب.
 
التبديلات الخططية
في بداية الشوط الثاني زج المدرب كاتانيتش باللاعبين امجد عطوان وبروا نوري بدلا من صفاء هادي و بشار رسن في منطقة الوسط  وبالتالي منح علي حصني واجبات هجومية مطلقة في الامام بمعية مهند وهمام ومهدي كامل لكن تلك التغييرات لم تسفر عن شيء 
يذكر. ولجأ المدرب ثانية الى الدفع بهداف الدوري العراقي وسام سعدون بعد مطالبة جماهيرية بضمه الى كتيبة اسود الرافدين بغية الوقوف على امكانياته الفنية وطريقة توظيفه بالشكل الأمثل في الامام وقد لعب بدلا من مهدي كامل الى جانب مهند عبد الرحيم الذي استبدل بعد عشر دقائق بالهداف مهند علي  وتوالت بعدها التغييرات الخططية على غرار خروج علي حصني ونزول حسين علي وعلي عدنان بدلا من فرانس 
بطرس.
صحوة بوليفية
مقابل ذلك أعاد الفريق البوليفي تنظيمه في منطقة الوسط  وحاول إيجاد التوازن العددي لقطع الكرات العراقية والحد من الانتقال السريع وأيضا تعقيد خيارات التمرير، وقد نجح كثيراً في منع همام طارق وعلي حصني ومهدي كامل او بروا نوري و حسين علي في التحضير وتدوير الكرة براحة تامة.
 وقد حصل على العديد من الكرات المشتركة في وسط الملعب التي صبت لمصلحته وقد اظهر المنتخب البوليفي خطورته عبر الكرات الثابتة التي حصل عليها بسبب الأخطاء الفنية بالقرب من منطقة جزاء الحارس جلال حسن ما افقد الفعالية الهجومية لمنتخبنا الذي غير نظام لعبه الى 3-5-2  لخلق زيادة عددية في الوسط والرهان على طرفي الملعب بعد مشاركة علي عدنان وتفعيل جهة 
اليسار .
زبدة الكلام
 
أصبحت الآن لدى كاتانيتش تصورات وقناعة واضحة بشأن مواصفات لاعبينا الفنية والمهارية وقام بتجريب اكبر عدد من الأسماء التي يعتقد بأنها قادرة على تلبية أفكاره في الملعب خلال المعترك الاسيوي.
وعليه نقول ان تجريبية الصين المقبلة خلال الشهر المقبل ستكون هي الفيصل في معرفة التشكيل واللاعبين الذين سيعتمد عليهم في البطولة القارية بعد ان منح الجميع الفرصة وقد اخذوا فرصتهم الكاملة في اللعب والتجريب وحانت لحظة الاختيار وغلق قائمة المنتخب الوطني بعد أربع مواجهات تجريبية امام الكويت والأرجنتين والسعودية 
وبوليفيا.