معرض {بين نهرين»

ثقافة 2018/11/22
...

زياد جسام
أفتتح قبل أيّام في بيروت على قاعة " آرت سبيس الحمرا" معرض مشترك لفنانين عراقيين اشترك فيه الفوتوغرافي الوثائقي مع الرسم التعبيري، للفنان الفوتوغرافي إحسان الجيزاني والفنانة التشكيلية ليلى كبّة، حمل المعرض عنوان "بين نهرين" ويستمر لغاية 28 من الشهر الحالي. أقيم المعرض لغاية أفصح عنها الفنانان، ألّا وهي إنقاذ أقدم حضارة بالعالم على حدِّ تعبيرهما، اذ تناولا موضوعة "الأهوار العراقية" ذات الإرث الإنساني المهم، وهي لاتخصّ العراق فقط وإنّما البشريّة 
بأكملها. 
وقد علمنا عبر اتصال هاتفي من القائمين على هذا النشاط الابداعي بأنّ فكرته جاءت كرسالة للعالم.. يقدمها المبدعان الجيزاني وكبّة في تجربة جديدة من حيث اختيارهما للموضوع وطريقة تنفيذه، اذ أكدا على أنّ: "الأهوار وهي ثيمة المعرض الاساس، تتعرّض للجفاف ويجب الانتباه الى هذه
 القضية".
 
الوضوح والصراحة
قدّم كلٌّ من الفنانين معارض شخصية عدّة في الخارج. اذ تتسم صور الجيزاني بالوضوح وصراحة الهدف، وكأنّها صور ناطقة تتحدث عن معاناة، ألم، صراخ، استغاثات، مثل صور معرض النخيل وبساتين شط العرب التي تعرّضت للحرق والتجريف، وايضا معرض البيئة والجفاف او الطفولة وحتى الآثار في الخارج، كلّها رسائل يبعث بها الجيزاني ويستنهض بها الضمير العالمي لوقفة جادة توقف وتستوعب الدمار. 
يبدع الفنان الجيزاني في كلّ معرض اضافة جديدة تختلف عن سابقه كمشاركة نخبة من الفنانين العالميين الكبار ويتمكّن بحرفيته العالية في فن الصورة من تسخير ابداعاتهم خدمة لقضايا ورسائل الوطن العاجلة، غير أنّ مشاركته اليوم في "بين نهرين" ببيروت مع الفنانة ليلى كبّة، وهو يمازج الفوتوغراف بالتشكيل، يأتي بلمسة فنية جديدة لم يسبق أن تعامل بها وربما كانت أحدث للأثر المنشود.
يذكر أنّ للجيزان خمس معارض عن الأهوار، عرضها في خمس دور وهي: معرض "البيئة وأهوار العراق" وعلى قاعة ركيردوريا في مدينة صلو –السبانية 2005، معرض " فينيسيا واهوار العراق" مع الفنان الايطالي العالمي انطونيو 2010، معرض "الفقر والجفاف في العراق" على قاعة رات هاوس في مدينة كولن – ألمانيا 2011، معرض "الهور" مع عرض فيلم الجذور في مركز الثقافات العالمي وعلى قاعة نورآيل في كوبنهاكن – دنمارك 2011 ، معرض "الهور" على قاعة نيكولوس شتوتكارت – ألمانيا 2018. هذا ولديه معارض فوتوغرافية اخرى لموضوعات عراقية محلية تجول بها العديد من دول العالم.
 
المدرسة التعبيرية
أمّا الفنانة التشكيلية ليلى كبّة فقد طافت بأعمالها الابداعيّة العالم وهي تحمل بصمة خاصّة بالمدرسة التعبيريّة، مشاركتها مع الجيزاني في معرض "بين نهرين" ذات هدف سامٍ اتفقا عليه مسبقا، كما تقول، اذ شاركت بمجموعة أعمال تنوّعت أحجامها إلّا أنّها توحّدت بقضية واحدة وهي أهوار العراق، اذ رسمت بعض اللقطات التي توثّق الحياة اليومية لسكان الأهوار، مثل المرأة التي تحمل القشَّ على ظهرها، او الجاموس او المشاحيف الى آخره..  ومن المؤمّل أن ينتقل المعرض بعد بيروت الى عمان ودول أخرى، إذ سبق للفنانة المشاركة في معارض مشابهة، عن الحضارة السومريّة، أقيمت في الولايات المتحدة واوروبا وعدد من الدول العربية، آخرها دولة الامارات العربية المتحدة. لكبّة  قناعة مطلقة بعمق وتأثير الفن في اجتذاب الرأي العام العالمي نحو هذه الماساة وتسليط الأضواء عليها.
ولدت الفنانة ليلى كبّة وتلقت تعليمها في بغداد، حصلت على دبلوم في الفنون والتصميم من كلية مانشستر للفنون والهندسة المعمارية في المملكة المتحدة، ودرست أيضا لمدة خمس سنوات في كلية كوركور ان للفنون في واشنطن العاصمة، وسنة واحدة في كلية سانت مارتينز، لندن، شاركت في العديد من المعارض العالمية، بما في ذلك معارض منفردة في ليتون هاوس في لندن، غاليري ماجنا في أثينا، اتريوم الصندوق النقد الدولي ومعرض في واشنطن العاصمة، وفي المراكز الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة في أبو ظبي، وعمان، الأردن، فضلا عن معارض في جميع أنحاء الولايات
 المتحدة.