جددت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف تشديدها على سلمية التظاهرات والابتعاد عن العنف والتخريب، كما دعت إلى ضرورة الإسراع في ايجاد قانون الانتخابات وقانون مفوضيتها في الوصف الذي تقدم في الخطبة السابقة بما يمهد لتجاوز أزمة البلد.
وقرأ ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف، نص ما ورد من مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني في النجف الأشرف،
وقال: إن “المرجعية الدينية قد أوضحت موقفها من الاحتجاجات السلمية المطالبة بالإصلاح في خطبة الجمعة الماضية من خلال عدة نقاط تضمنت (التأكيد على سلميتها وخلوها من العنف والتخريب والتشديد على حرمة الدم العراقي، وضرورة استجابة القوى السياسية للمطالب المحقة للمحتجين)، والمرجعية إذ تؤكد على ما سبق منها تشدد على ضرورة الإسراع في ايجاد قانون الانتخابات وقانون مفوضيتها في الوصف الذي تقدم في تلك الخطبة لأنهما يمهدان لتجاوز الأزمة الكبيرة التي يمر بها البلد”.
وقرأ ممثل المرجعية خلال الخطبة الثانية مقاطع من عهد الإمام أمير المؤمنين “عليه السلام” الى مالك الاشتر “رضوان الله عليه” حينما ولاه حكم مصر، مطالباً من هم في مواقع المسؤولية بضرورة استشعار الرحمة والمحبة واللطف للرعية لاستشعار آلامهم ومعاناتهم ومظلوميتهم والسعي الى حلها.
وأضاف، ان “الامام عليه السلام قال في ذلك العهد (اشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم)”، مبيناً ان “الامام عليه السلام يتحدث عن أسس ومقومات الحكم العادل في الناس والذي يحمل مقومات الدوام والاستقرار والازدهار”.
وتابع الكربلائي: ان “الامام عليه السلام يوصي الحاكم بأن يشعر قلبه العطف والرحمة لعموم الرعية لأن هذا العطف والرحمة المطلوبة من الحاكم والمسؤول تجعله يستشعر هموم الناس ومعاناتهم ومطالبهم ومظلوميتهم”، لافتا الى أن “الحاكم حينما يستشعر هذه المطالب والمظلوميات والآلام والمعاناة فإنه حينئذ سيتفاعل معها ويتعامل معها بالسعي لحلها ورفع المظلوميات وتحقيق المطالب للمواطنين”، مستدركا انه “في حال كان على العكس من ذلك خشنا فاقداً للرحمة والعطف وقاسي القلب فإن هذه القسوة ستشكل حاجباً وحاجزاً بينه وبين استشعار المظلومية والآلام والمعاناة التي تمر بها الرعية”.
وأشار إلى أن “الحاكم والمسؤول حينما يفقد هذا الاستشعار فإنه حينئذ سوف لا يلتفت ويكون في غفلة عن هذه الآلام والمعاناة والمطالب ولا يتفاعل معها ولا يسعى الى حلها مما يؤدي الى تراكمها وحدوث الكثير من المشكلات والاضطرابات”.