متظاهرون لبنانيون يرفضون التدخل الأميركي مطالبين بحكومة جديدة

الرياضة 2019/11/24
...

بيروت / جبار عودة الخطاط
 
 
احتشدَ المتظاهرون اللبنانيون امس الأحد أمامَ سفارة واشنطن في بيروت احتجاجا على  التدخل الاميركي في تظاهرات من المتوقع أن تعم لبنان كله، تحت شعار “أحد التكليف”، في استمرار للحراك الشعبي المتواصل منذ 17 تشرين الاول الماضي. في مسعى شعبي لحث الرئاسة اللبنانية على التعجيل بالاستشارات النيابية الملزمة تمهيدا لتكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة.
 
رفض التدخل الأميركي
وفي تطور ذي صلة تظاهر حشد من الحراك الجماهيري الأحد  أمام السفارة الاميركية في منطقة عوكر شمالي العاصمة بيروت، رفضاً لـ (التدخلات الخارجية بشؤون لبنان)، وقد أفاد عدد من المتظاهرين في احاديث لـ “الصباح  “بأن الشعب اللبناني رافض لجميع اشكال التدخل الأميركي ومنه ما لاحظناه مؤخرا من تدخل السفير الأميركي الأسبق في بيروت جيفري فيلتمان”.. كما اكد قسم آخر من المتظاهرين لمراسلنا “ان لأميركا اليد الطولى في تعميق الأزمة الاقتصادية اللبنانية».
وقد شهدت الشوارع المحيطة بمنطقة عوكر شمالي بيروت، حضوراً للجيش اللبناني الذي بادر الى قطع الطريق أمام السيارات على مسافة بعيدة نسبيا من ساحة الاعتصام.
 
تصريحات فيلتمان
وكان  المسؤول في الخارجية الأميركية وسفير الولايات المتحدة السابق في لبنان جيفري فيلتمان قال خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي: “ إن الأمر الأهم الآن كيف نعمل على تقويض” ما اسماه “دور حزب الله في لبنان” وتحدث فيلتمان عن  “صواريخ حزب الله” التي وصفها  “بالخطر المحدق بلبنان” ، وقال فيلتمان: “إن الروس يريدون أن يكونوا هناك (في لبنان) وسيذهبون لملء الفراغ في حال لم نكن هناك».
واضاف ان “روسيا ترى في لبنان مساحة لمواصلة توسعها العدائي لدورها الإقليمي وفي البحر الأبيض المتوسط، باختصار، يعتبر لبنان مساحة للتنافس الستراتيجي العالمي». واوضح فيلتمان:  أنه “كخطوة أولى، يجب تحرير المساعدات العسكرية التي وضعت قيد المراجعة بأسرع وقت، ولا نريد أن نرى انهيار لبنان ماليًا أو سياسيًا ولكن قدرتنا على حشد الدعم الاقتصادي والمالي تعتمد على قرارات يتخذها اللبنانيون بما في ذلك تشكيل الحكومة المقبلة في لبنان وسياستها، وفي حال عادت الحكومة الى عملها كالمعتاد فلن يكون باستطاعتنا أن نحشد الدعم لتجنب الانهيار” ملوحاً بأن” لبنان مطالب بالاختيار بين الطريق المؤدي إلى الفقر الدائم أو الرخاء المحتمل».
 
رد حزب الله
وقد رد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ “نعيم قاسم” على فيلتمان بالقول: إن “فيلتمان” عندما يهدد اللبنانيين بالاختيار بين الطريق المؤدي إلى الفقر الدائم أو الرخاء المحتمل فهو يفسح المجال أمام الخيارات التي تريدها أميركا كحل للإنقاذ، وهذا أمر مخالف تماما لحقوق الشعب اللبناني... وعندما يقول نريد حكومة مناسبة تتناغم مع أفضل حماية للمصالح الأميركية فهو يعمل على مصادرة رأي الشعب اللبناني في حكومته” وأضاف الشيخ قاسم أن “ المعرقل الأول في تشكيل الحكومة هو أميركا لأنها تريد حكومة على شاكلتها ونحن نريد حكومة على شاكلة الشعب اللبناني وحاجات الشعب اللبناني»
وشدد قاسم على “ أن لا مؤشرات لاندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان، وحزب الله لن ينجر إلى الفتنة»
 
جنبلاط يحذر
من جانب آخر رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في حديث تلفازي ان “العهد (التسوية الرئاسية) انتهى في الشارع وكذلك اتفاق الطائف”.
ونصح رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بأن لا يشارك في الحكومة المقبلة. وقال: “نصحته بذلك أكثر من مرة ولكن يبدو ان كلامي لم يلق صدى”، مشددا على انه “لا بد من التغيير ولو كنت مكانه فلن اشارك بل أقف متفرجا”.
وأوضح ان “مشاركتنا في الحكومة العتيدة سيكون لها المزيد من الأثر السلبي على الحزب التقدمي الاشتراكي وأخذنا قرارا ببدء تحسين البيت الداخلي، وبعد عقود من المشاركة في الحكم أُصبنا في الاهتراء والهمّ” وقال: “لا علاقة لي بحسابات حزب القوات، وان تطلّب ان تكون من لون واحد فلتكن ولتقم بالمطلوب”.
وعن مشاركة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال في الحكومة المقبلة، قال: “اعتبر ان هناك وجوها 
انتهت”.
التسوية الرئاسية
وعن علاقته مع الحريري، لفت جنبلاط إلى انه “تواصلنا يوم اتفقوا على اسم الوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة فقلت له اياك والصفدي”. واعتبر جنبلاط ان “التسوية الرئاسية هي الشرارة التي أوصلتنا إلى هنا، والعهد كله كمنظومة سياسية 
انتهى”. أما الباحث اللبناني المخضرم ورئيس حزب الكتائب الاسبق كريم بقرادوني فقال:  “ان الرئيس ميشال عون يتجه مع حلفائه إلى تسمية شخصية أخرى لتأليف الحكومة إذا رفض رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ترؤس الحكومة.
وكشف بقرادوني عن” ان الرئيس عون يتجه إلى تعيين موعد للاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة اللبنانية خلال 
أسبوعين»
 
حسابات الساسة
الى ذلك أشار البطريرك الماروني بشارة الراعي الى ان الشَّجاعة نفتقدها عند أصحاب القرار السّياسيّ عندنا في لبنان، غير القادرين على اتّخاذ القرار الشّجاع، لصالح لبنان وشعبه، لأنَّهم ما زالوا أسرى مصالحهم ومواقفهم المتحجِّرة وارتباطاتهم الخارجيَّة وحساباتهم. لكنَّنا والحمد لله نجد هذه الشَّجاعة عند شعبنا، بكباره وشبَّانه وصباياه، في انتفاضتهم السِّلميَّة والحضاريَّة منذ  (38) يومًا. هؤلاء من جميع المناطق اللّبنانيَّة والطَّوائف والمذاهب والأحزاب، من دون أن يعرفوا بعضهم بعضًا، التقوا وأخذوا قرارهم الشُّجاع والحُرّ. فطالبوا بإجراء الاستشارات النّيابيَّة وفقًا للدُّستور، وتشكيل حكومةٍ جديدةٍ بأسرع ما يمكن، توحي بالثِّقة وتُباشر الإصلاح ومكافحة الفساد وإدانة الفاسدين، واستعادة المال العامّ المسلوب إلى خزينة الدَّولة، وإيقاف الهدر والسَّرقات. حكومةٌ تبدأ بالنُّهوض الاقتصاديّ بجميع قطاعاته، من أجل خفض العجز، وتسديد الدَّين العامّ المتفاقم، ورفع الماليَّة العامَّة. قرارهم رفض أنصاف الحلول، والوعود الكلاميَّة، لأنَّهم شبعوا منها، وقد بلغت بالدَّولة إلى حدّ الإفلاس».