تبديلات كاتانيتش أسهمت بتحقيق الفوز

الرياضة 2019/11/27
...

تحليل / علي النعيمي
 
 
لعلَ أهم الأمورِ الإيجابية التي أسهمت في تحقيق فوز منتخبنا الوطني بكرة القدم الثمين على منتخب قطر في افتتاح خليجي 24 هي تلك التغييرات الخططية الناجحة التي أجراها الجهاز التدريبي لا سيما في الشوط الثاني سواء كانت بنوعية البدلاء الذين شاركوا في المواجهة او حتى إعادة رسم وتشكيل أنظمة اللعب، ما عقد الموقف على العنابي في إدراك التعادل و حرمانه من عاملي الجمهور والأرض، في اللقاء الأول الذي اتسم بالندية والقوة بسبب الظروف الاستثنائية التي سبقت المباراة، بعد مشكلة مشاركة لاعبي نادي الشرطة الثمانية امام فريق نواذيبو الموريتاني بصفتهم الركائز الأساسية في كتيبة كاتانيتش التي اجتهدت كثيراً في مجاراة بطل آسيا وحققت انتصاراً كبيراً ومعنويا ربما سيكون دافعا كبيراً خلال مواجهة الإمارات الذي ستقام يوم غد ، لكن  هنا لا بد لنا من التوقف عند بعض التفاصيل الخططية التي رافقت الأداء وبات لزاماً على المدرب السلوفيني معالجتها وبعد اكتمال صفوف اللاعبين وعودة الأساسيين منهم في ما تبقى من لقاءات البطولة.
 
أنظمة اللعب
دخل كاتانيتش اللقاء بتطبيق العديد من أنظمة اللعب من اجل الحد من خطورة المنافس، فقد بدأ بنظام 4-3-3  ولعب بجلال حسن امامه رباعي دفاعي مؤلف من (مصطفى محمد ، وميثم جبار واحمد إبراهيم وعلي عدنان) ـ أمامهم ثلاثة لاعبين متقاربين من حيث المسافة التحرك والاسناد أشبه بالمثلث  وهم( محمد رضا ارتكاز ومحمد قاسم وإبراهيم بايش) وفي الامام كان هناك في طرفي الملعب كل من( شريف عبد الكاظم في جهة اليمين وحسن حمود في اليسار) وأخيرا ميمي وحيداً في الامام، هذا التشكيل سرعان ما تغير الى 4-1-4-1 ، حيث أوكلت مهمة لاعب الارتكاز بشكل واضح الى محمد رضا في مواجهة تحركات الهيدوس ويوسف عبد الرزاق وخوخي بوعلام وقد عانى ثلاثي وسط منتخبنا من مسألة إيقاف انسيابية التمرير البيني المباشر الى رباعي الدفاعي في الخلف وفي الشوط الثاني تغير نظام اللعب الى 33-4-3 وتارة الى 5-3-2  أي  بعد مشاركة امجد عطوان وسعد ناطق وصفاء هادي وهنا أحدث توازناً دفاعياً كبيراً ما بين خطوط اللعب الثلاثة.
 
الزون الدفاعي
الكتلة الدفاعية او الزون الدفاعي المشترك المتحرك المؤلف من الخطوط الثلاثة لمنتخبنا كان ينتظم ويتألف في مساحة تبعد 50 ياردة عن مرمى الحارس جلال حسن اثناء مجريات الشوط الاول وقد عانى هذا التنظيم الجماعي من الاختراق بسبب تباعد المسافات بين الخطوط اللعب واستغلال الفريق المساحات بين خطي الوسط والدفاع وتطوير الهجمات السريعة بواسطة الاستلام تحت الضغط وتمرير الكرة مباشرة الى لاعبي الطرف عبدالكريم حسن او المعز علي او أكرم عفيف او الى خوخي بوعلام واحيانا كريم بوضياف الذي كان يسدد بشكل مباشر او بواسطة تمرير الباص العميق بين رباعي مدافعينا او الركض في المنطقة العمياء خلف المدافعين بسبب ضعف الأدوار الدفاعية والمراقبة والقطع وغلق مسارات التمرير من قبل محمد رضا الذي لا يجيد اتقان هذا الواجبات لا من النواحي البدنية ولا حتى في مسألة التوقع الذهني لمسار الكرة بالإضافة إلى قدرة الفريق المنافس على عمل التحولات السريعة.
 
معالجات كاتانيتش
 بيد ان معالجات المدرب كاتانيتش الناجحة كانت واضحة الملامح في الشوط الثاني وقد صحح الموقف بسرعة بعد مشاركة الثنائي ( امجد عطوان - صفاء هادي) والعودة الى اللعب بارتكازين صريحين يجيدان الأدوار الدفاعية وتأمين العمق الخلفي ومنح حرية القطع والضغط والتدخل السريع من خلفهما الى سعد ناطق وبالتالي كان تمركز الكتلة الدفاعية الضاغطة باتجاه كرة المنافس في الشوط الثاني  يتم في حدود 30 ياردة عن مرمى الحارس جلال حسن  وقد حرم العنابي من ميزة الكرات البينية او التمريرات المفتاحية باستثناء حالتين مقارنة بالشوط الأول وقد سنحت العديد من الفرص المثالية للمنتخب القطري بغية التهديف والتسجيل المريح لكن مهاجميه أهدروها ليقظة وبسالة الحارس جلال حسن أنقذت الموقف.
 
الفعالية الهجومية
على الرغم من تحقيق منتخبنا الفوز الكبير بهدفين جميلين بإمضاء الموهبة محمد قاسم والأداء الرجولي الذي قدمه كل من حسن حمود وشريف عبد الكاظم ومحمد رضا وميثم جبار في الواجبات الهجومية والدفاعية المشتركة الا الفعالية الهجومية لمنتخب اسود الرافدين لم تكن بتلك القوة، فقد نجح المدرب  القطري فيلكس سانشيز في إبقاء منتخبنا في ملعبه وتعقيد المهام على لاعبينا لحظة الخروج بالكرة من تلك المساحات وبقائهم تحت الضغط ، وقد افتقر فريقنا الى التحولات السريعة من الخلف الى الامام فضلا عن البناء والتحضير القائم على تدوير الكرة والانتقال التدريجي الى الامام أي بين اثلاث الملعب بشكل يؤمن الحيازة واستغلال المساحات باستثناء بعض المحاولات في الشوط الثاني، في حين مال التحضير وبناء اللعب في معظم دقائق المواجهة الى النقل المباشر والكرات الطويلة التي كانت مرسلة الى ميمي الذي كان وحيداً في الامام وراهن كثيراً على قدراته في المراوغة والصراع على الكرات والتحديات المشتركة لكنها لم تثمر عن أي خطورة تذكر، وكذلك لم تتوفر المساحات المثالية لإبراهيم بايش بحكم مركزه في الوسط او خلف ميمي مع واجباته الدفاعية بالإضافة إلى شريف عبد الكاظم وحسن حمود لابراز قدراتهم في اللعب ونقل الكرة السريع وإظهار مهاراتهم الفردية في التصرف الفردي او العمل الجماعي الهجومي في هذه المباراة وربما ستكون مواجهة يوم غد امام الامارات فرصة مثالية لإعادة اكتشافهم بعد عودة الركائز الأساسية وبالتالي سوف يتقنون الأدوار الهجومية جيداً سواء اذا لعبوا بدلاء او أساسيين في التشكيل.