القاهرة تستضيف الاجتماع الثاني لمفاوضات سد النهضة

الرياضة 2019/11/30
...

 القاهرة / وكالات
 

تستضيف القاهرة هذا الأسبوع ، اجتماعا جديدا بشأن سد النهضة، على مستوى وزراء الري والموارد المائية لكل من مصر والسودان وإثيوبيا.
وقالت وزارة الري والموارد المائية السودانية في بيان صحفي: إن الوزير ياسر عباس سيغادر، اليوم  الأحد، إلى القاهرة ليرأس وفد السودان المشارك في اجتماع سد النهضة، يومي الاثنين والثلاثاء.
ويعد هذا الاجتماع الثاني من جملة 4 اجتماعات على مستوى وزراء المياه واللجان الفنية للدول الثلاث للاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، قبل حلول 15 كانون الثاني المقبل.
ومن المقرر أن تستضيف الخرطوم الاجتماع الثالث في أواخر هذا الشهر، على أن تشهد أديس أبابا الاجتماع الرابع في أوائل الشهر المقبل، وذلك قبيل الاجتماع الثلاثي لوزراء الخارجية والمياه، الذي سينعقد في واشنطن منتصف الشهر نفسه.
وشهد الاجتماع الأول الذي عقد في العاصمة الإثيوبية، في منتصف تشرين الاول 2019 بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والبنك الدولي كمراقبين، عروض الدول الثلاث حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وفي ختام اجتماع أديس أبابا الأخير، وافق الوزراء الثلاثة على مواصلة النقاش وفقا للنتائج التي توصلوا إليها كوثيقة عمل في المناقشات المقبلة.
صواريخ ومقاتلات
بدوره علق سفير إثيوبيا لدى القاهرة، دينا مفتي، على التقارير الإعلامية التي تحدثت عن رغبة إثيوبيا في شراء منظومة صواريخ من فرنسا وطائرات رافال. 
وردا على سؤال حول هذا الأمر في حوار مع موقع "24" الإماراتي وما إذا كانت لذلك علاقة بتأمين سد النهضة، أكد السفير أن "إثيوبيا لا تهتم أبدا بالصراع مع أحد أو استخدام القوة إطلاقا، ودائما تؤسس للسلام والتعاون".
وقال السفير مفتي: "لدينا تاريخ من الصراعات في الصومال وليبيا ولم يتم الوصول إلى شيء، ولذلك علينا التعاون معا وعدم اللجوء لفكرة الصراع إطلاقا، وهناك الكثير من الصراعات في الشرق الأوسط التي تؤثر في تنمية الشعوب".
ونوه بأنه "متفائل جدا بحل أي خلاف قبل اجتماع 15 كانون الثاني المقبل، وهي المهلة المحددة من قبل اجتماع واشنطن، والقيادات قادرة على حل الخلافات وبينهم الكثير من مجالات التعاون، كما أن الخلافات لا يمكنها التأثير سلبا في مسار العلاقات".
وكانت صحيفة "لوبوان" الفرنسية قد كشفت عن وثيقة تتضمن قائمة طلبات عسكرية لرئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أرسلها إلى قصر الإليزيه، تضم مقاتلات رافال ومروحيات وصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
وقالت الصحيفة إنه قبل شهرين من منح رئيس الوزراء الإثيوبي جائزة نوبل للسلام، قام بإرسال رسالة إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في 22 حزيران الماضي، طلب فيها من فرنسا المساعدة في تعزيز القوة الجوية الإثيوبية من خلال توفير ترسانة أسلحة متطورة مفصلة في ثلاث صفحات.
وفي وقت سابق، ألمح رئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنه "إذا كانت هناك حاجة للحرب مع مصر بسبب سد النهضة، فنحن مستعدون لحشد ملايين الأشخاص، ولكن المفاوضات هي التي يمكن أن تحل الجمود الحالي". 
السعودية والإمارات
في الوقت نفسه اعتبرت إثيوبيا أن السعودية والإمارات يمكنهما الانضمام إلى جهود حل أزمة سد النهضة مع مصر والسودان للتوسط والنصيحة.  
وقال السفير الإثيوبي لدى القاهرة، دينا مفتي، في حديث  صحفي تعليقا على أنباء تحدثت عن طلب بلاده من السعودية والإمارات الدخول على خط الأزمة للمساعدة في الوصول إلى حل: "الإمارات والسعودية ودول الخليج أصدقاء لنا ويمكنهم تقديم النصيحة والتوسط بين الأطراف".
وأضاف مفتي: "ولكن رسميا لم يتدخلوا في الحوار في ظل وجود الولايات المتحدة والبنك الدولي والمراقبين من واشنطن، ونحن رسميا لم ندعهم للتوسط حتى الآن".
وبدأت إثيوبيا عملية بناء سد النهضة على نهر النيل الأزرق قرب الحدود الإثيوبية السودانية، في 2 نيسان 2011، ويثير هذا المشروع، الذي لم يتم إنجازه بعد، قلقا كبيرا لدى مصر، التي تخشى من أن يؤدي تنفيذه إلى تقليل كميات المياه المتدفقة إليها من مرتفعات الحبشة عبر السودان.ولم تسفر المفاوضات الصعبة التي تجريها الأطراف الـ 3 في السنوات الماضية عن تسوية القضية. بينما أقدمت الولايات المتحدة، في تشرين الاول الماضي، بمبادرة تفاوضية للإسهام في حل هذا الخلاف، وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، بعد استضافة واشنطن محادثات بين وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا، أنهم اتفقوا على العمل من أجل التوصل لاتفاق شامل ومستدام بشأن ملء وتشغيل سد النهضة بحلول الشهر كانون الثاني  2020.
وفي بيان مشترك صدر بعد المحادثات، قال الوزراء إنهم سيجرون اجتماعات أخرى في واشنطن يومي 9  من الشهر الحالي و13 من الشهر المقبل لتقييم مدى التقدم الذي حققوه في مفاوضاتهم.