30 ألف لاجئ توفوا في طريقهم إلى أوروبا

قضايا عربية ودولية 2018/11/23
...

الصباح / وكالات
 
حين يعصف الجوع والمرض واهوال الحرب بالبشر يفر المئات منهم سعيا لبر الامان على الرغم من مخاطر تلاطم الموج ورعب البحر الموحش الذي يبتلع الجثث دون تمييز، علاوة على مخاطر المهربين وتجار البشر الذين يستغلون تدهور الاوضاع وسعي المهاجرين المذعورين في البحث عن حياة امنة تسد رمقهم وتؤمن سواد ليلهم.وبينما يتواصل سقوط المزيد من الضحايا من المهاجرين في البحر المتوسط نشرت صحيفة الغارديان البريطانية 64 صفحة لأسماء 34.361 لاجئا توفوا خلال 25 السنة الأخيرة، أثناء محاولتهم الهجرة إلى أوروبا.
وقال مارك رايس أوكسلي، رئيس تحرير المشاريع الخاصة في صحيفة الغارديان، في بيان صحفي: هذه القائمة تكشف عن الحقيقة المرعبة لتصاعد البؤس البشري، فكان بالإمكان تجنب هذه الوفيات التي تحدث من 25 عاما وحتى يومنا هذا، وهذا دليل حاد لفشل سياسة الديمقراطيات الليبرالية.
​وتحتوي القائمة على اسم وجنس وعمر الشخص، وبلده الأصلي، وكيف ومتى مات، وتشمل اللاجئين بدءا من أطفال لا تزيد أعمارهم على شهرين، جنبا إلى جنب مع الكبار الذين يبلغون 66  عاما.
ولم يكن من المعلوم منشأ بعض اللاجئين من القائمة، والمعلوم منهم يأتون من : منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا (جنوب الصحراء الكبرى)، وفي السنوات السابقة أتى العديد من أوروبا الشرقية، مثل البوسنة وألبانيا وبولندا.
وتضم القائمة 500  مهاجر (100 طفل و400  بالغ) من أثيوبيا والسودان ومصر والصومال وسوريا، غرقوا في البحر الأبيض المتوسط بعد أن حاول المهربون الجمع بين قاربين من ليبيا ومصر. ويسلط جزء آخر من القائمة الضوء على رجل نيجيري يدعى شيجي لابيت الذي بلغ 34 عاما حين اختنق حتى الموت في عام 1994 بعد محاولة ضابط شرطة في لندن له من تثبيته أثناء الاعتقال، وقد انتحر أكثر من 300  لاجئ.
وأعلنت منظمة الهجرة الجولية، سابقا، في بيان لها، أن العدد الإجمالي للمهاجرين واللاجئين الذين دخلوا أوروبا بحرا هذا العام بلغ 50  ألفا.
وأفادت المنظمات الإغاثية بـ»ارتفاع عدد من يعبرون إلى إسبانيا واليونان مقارنة بالعام الماضي، في حين انخفض عدد الوافدين إلى إيطاليا بنسبة تقترب من 80 بالمئة عن عام 2017». 
 
إغراق سفينة لاجئين
في الوقت نفسه اعترفت إسرائيل رسميا امس الجمعة، بأنها أغرقت صيف 1982 سفينة لاجئين لبنانيين قبالة شاطئ طرابلس شمالي لبنان، ما أسفر عن مقتل 25 شخصا من أصل 56  كانوا على متنها.
وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن غواصة إسرائيلية أطلقت صواريخ باتجاه سفينة اللاجئين قبالة شواطئ طرابلس شمال لبنان وأغرقتها، في إطار عملية أطلق عليها الجيش الإسرائيلي «درايفوس»، وبقيت سرية حتى اليوم ورفضت السلطات الإسرائيلية الكشف عن تفاصيلها.
وذكرت القناة الإسرائيلية أن سفينة تجارية كانت تحمل 56  لاجئا لبنانيا إلى قبرص أبحرت من شواطئ طرابلس خلال فترة وقف إطلاق النار عقب الاجتياح الإسرائيلي لبيروت وخروج  الفلسطينيين منها إلى تونس تحت حماية دولية.
وتعقبت غواصة تابعة للبحرية الإسرائيلية من طراز 540 (غال) السفينة اللبنانية، وبعد نحو ساعة من مغادرتها لميناء طرابلس، استهدفتها بصاروخي طوربيد، ما أدى إلى انفجار السفينة وغرقها ومقتل 25  لاجئا لبنانيا كانوا على متنها.
وتذرع قائد الغواصة الإسرائيلية بأنه ظن أن السفينة تقل مقاتلين فلسطينيين في طريقهم للخروج من لبنان.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن الهدف من «عملية درايفوس» كان تسيير الدوريات قبالة سواحل طرابلس لمواجهة سفن البحرية السورية، إذا ما أبحرت جنوبا لمهاجمة البحرية الإسرائيلية. 
وفي تحقيق داخلي استمر نحو ثلاثة أعوام، امتنع الجيش الإسرائيلي عن تجريم العملية التي راح ضحيتها 25  مدنيا، وعد قائد الغواصة تصرف وفقا للتعليمات، وأن الأمر لا يتعدى كونه «خطأ في التقدير، لا يرقى لجريمة حرب ولا يستدعي تحقيقا جنائيا».
إنقاذ 800  مهاجر
 في المقابل أنقذت السلطات الإسبانية امس  778مهاجرًا على متن العديد من الزوارق في غرب البحر الأبيض المتوسط.
ونشرت خدمات الإنقاذ البحري على تويتر أنها ساعدت 590  شخصًا كانوا على متن 12  زورقا. مضيفة أنه على متن أحد تلك الزوارق «قال الأشخاص الذين تم إنقاذهم إنّ 14 شخصًا اختفوا» في البحر، وقد بوشرت عمليات لمحاولة العثور عليهم.
من جهته، قدّم الحرس المدني المساعدة لـ 188 مهاجراً آخرين انطلقوا من شمال إفريقيا.
ومنذ بداية العام، باتت إسبانيا البوّابة الأولى لدخول المهاجرين السرّيين إلى أوروبا عبر البحر. ووفقاً لوزارة الداخلية الإسبانية، وصل نحو 50 ألف مهاجر سرّي ولاجئ إلى إسبانيا منذ كانون الثاني على متن نحو ألفَي قارب.
 
عودة جديدة
الى ذلك ومع تواصل سقوط المزيد من الضحايا نتيجة الهجرة غير الشرعية  عادت منظمة «سي وتش» الألمانية للإغاثة إلى العمل في البحر المتوسط. المنظمة أعلنت أنها ستقوم بإنقاذ اللاجئين بعد توقف ثلاثة اشهر. 
بعد توقف أكثر من ثلاثة أشهر، عادت سفينة إنقاذ تابعة لمنظمة «سي وتش» الألمانية الخاصة للإغاثة مرة أخرى إلى العمل في البحر المتوسط متجهة إلى الساحل الشمالي للقارة الأفريقية. 
وقالت المنظمة على موقع تويتر: إن السفينة انطلقت من كورسيكا    إلى السواحل الأفريقية.
وكانت عمليات الإنقاذ المدنية للمهاجرين وطالبي اللجوء عبر البحر المتوسط قد توقفت إلى حد كبير خلال الأشهر الماضية، لأسباب منها ضغوط هائلة مارستها الحكومة إلايطالية التي أغلقت الموانئ بصورة فعلية أمام سفن الإنقاذ المدنية. وسجلت وزارة الداخلية الإيطالية في تشرين الثاني الجاري وصول ما يناهز 500  مهاجر فقط إلى سواحلها، بينما كان عددهم في ذات الشهر من العام الماضي عشرة أضعاف هذا العدد، وفي العام الأسبق 2016  وصل العدد إلى أكثر من 13500  مهاجر.
 
تعديل قوانين اللجوء
في السياق نفسه يعتزم الائتلاف الحكومي الحاكم في ألمانيا، الذي يطلق عليه الائتلاف الكبير، إدخال تعديلات مؤقتة على قانون اللجوء لتخفيف أعباء الإجراءات الإدارية عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (بامف) خلال فحصه لملفات اللجوء. وتأتي هذه التعديلات بناء على رغبة رئيس المكتب هانس ـ إيكهارد سومر، حسب تصريحات لسياسي اشتراكي بارز صرح بذلك   المتحدث باسم السياسة الداخلية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، بوركهارد ليشكا، في حديث مع شبكة التحرير الألمانية التي تضم عددا من وسائل الإعلام. وتتضمن التعديلات الجديدة زيادة فترة فحص قرارات الموافقة على اللجوء، بناء على طلب المكتب، من ثلاثة أعوام إلى خمسة أعوام، على الأقل بالنسبة للاجئين الذين تقدموا بطلباتهم في عامي 2015  و 2016، وهما العامان اللذان شهدا موجة كبيرة من الهجرة إلى ألمانيا. 
وأعرب ليشكا عن اعتقاده أن المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء (بامف) ينبغي أن يحصل على فرصة لمعالجة ما يسمى إجراءات الإلغاء بعناية تامة ودون تعرض لضغط الوقت -  وذلك أيضا لتجنب أن تمرر طلبات لجوء جديدة على حساب الفحص والدراسة. 
يأتي هذا في وقت تشهد فيه ألمانيا سجالا حادا حول موضوع اللجوء والميثاق الأممي للهجرة التي تنوي حكومة المستشارة ميركل التوقيع عليه رغم اعتراض بعض الساسة في حزبها. كما طرح أحد المرشحين المحتملين لخلافتها على رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي حق اللجوء كمبدأ للنقاش وهو أثار اعتراضات شديدة.