كاظم الطائي
انها البصرة الفيحاء ثغر العراق الباسم ودرة الخليج ولؤلؤة شواطئه وذراع المدينة التاريخية التي ترقب احبتها وهم يطلون من بحار وامصار يبادلون سلعهم وتجارتهم وينشرون فرحهم العفوي في دروب ضيوفها بعبق الطيب ورائحة البخور والمسك والعنبر والهيل واهازيح البحارة بملابسهم التقليدية ووحدة ( صفكاتهم ) الطاردة لكل تعب .
بصرة السياب وشناشيل بنت الجلبي وحكايات شهرزاد الموغلة بالقدم لاتنفك عن اداء رسالتها في احتضان زوارها بمختلف العناوين وهي تقف في مسار الملاحة الدولية وبوابة مشرعة للترابط بين البلدان حباها الله بهذه الاهمية وزاد من بهائها وتداول اسمها في بقاع المعمورة على امتداد القرون المنصرمة ما حفلت به من اساطير خالدة عن الشاطر حسن ورحلة السندباد والفانوس السحري وغيرها من تفاصيل مثيرة حولتها افلام هوليود وبوليود الى قصص من الخيال درت على اصحابها الاموال والجوائز والاقبال الجماهيري .
ولادة جديدة وسرد لا ينتهي يوقف غضب شهريار الباحث عن قشة في الف ليلة وليلة استمتع فيها بسحر التاريخ واستقبال مشوق لحكاية عامرة تواصل رحاها في مدن ومواقع تهفو لوقعها كل يوم بتقاسيم من انغام سعد اليابس واصوات فؤاد سالم ورياض احمد وشوقيه وهاهي تطل عليكم سادتي احبتي تحمل كل تاريخها وصفاء سريرة اهلها ونقاء روحهم الوديعة لتقول لضيوفها على الرحب والسعة في حاراتها ومدنها الابلة والجمهورية والعشار وشط العرب والتنومة والمعقل والفاو والزبير وبقية مناطقها الغافية بوداعة .
عشقت البصرة الابداع وكان لها في كل حقل بصمة وفي الرياضة شقت طريقها نحو منصات التتويج وكان اول وسام واخر الحصاد الاولمبي في الدورات الاولمبية من نصيب احد ابنائها وهو الرباع الراحل عبد الواحد عزيز الذي نال نحاسية وزنه في دورة روما في العام 1960 بمسابقة رفع الاثقال .
هل تذكرون نجوم كرتها كريم علاوي وعبد الرزاق احمد وهادي احمد وعلاء احمد والراحل صبيح عبد علي وجليل حنون وقاسم حمزة ومحمد شكرون وجيلها السابق والحالي علي حصني وعادل ناصر وناصر طلاع وعقيل هاتو وعبد المهدي هادي وكوكبة اخرى من اسماء لاعبيها المتميزين الذين تغنت بهم الملاعب طويلا ؟
ملف هذه المدينة التاريخية الذي حظي بموافقة رؤساء الاتحادات الخليجية في رحاب الدوحة تحت خيمة النسخة الرابعة والعشرين من البطولة الكروية الاكثر توهجا في نفوس الابناء والمتابعين من اهل المنطقة سيكون عامرا باضافات ولمسات ستنال الاعجاب وتنقش على ايام دورتها الخامسة والعشرين بهاء يسحر سماره ونداءات اهلها لا تنقطع ترحابا بضيوفها (هلاوين عيوني ) اليس كذلك ؟
