صالح من روما: العراق قلب طريق الحرير الجديد

العراق 2018/11/24
...

بغداد/ الصباح 
 
أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أن العراق مركز ستراتيجي وهو اليوم بمثابة قلب طريق الحرير الجديد الذي يربط منطقة الشرق الأوسط بدول البحر المتوسط، وقال صالح في خطاب مهم ألقاه في مؤتمر (حوارات المتوسط) بالعاصمة الإيطالية روما: إن {الهزيمة العسكرية لداعش وتشكيل حكومة جديدة في بغداد يمثلان نقطة تحول ليس فقط بالنسبة للعراق، ولكن أيضاً للشرق الأوسط} ، مشيراً إلى أن {هناك الآن فرصة لإعادة توجيه مسار العراق ودفع البلاد نحو الرخاء والاستقرار}، والتقى رئيس الجمهورية خلال المؤتمر عدداً من زعماء وقادة دول العالم المشاركة.  وجاء في خطاب رئيس الجمهورية الذي جرى نقله مباشرة عبر جميع القنوات ووسائل الإعلام الحاضرة فعاليات المؤتمر، تأكيده على ضرورة وصول المنطقة إلى نظام أمني مستقر وحصين بمواجهة التحديات، مبيناً «أهمية هذا للعراق والمنطقة والعالم»، اذ قال: «العراق مركز ستراتيجي مهم يربط العالم العربي مع إيران وتركيا ويربط اقتصادات الخليج وأوروبا، ويمكن لهذه العلاقات أن تربط بين دول المنطقة حتى يصبح العراق قلب طريق الحرير الجديد إلى البحر المتوسط».
وأضاف، «ولكن لكي ينجح العراق ويستقر، فإنه يتطلب نظاما إقليميا يمكنه احتضان ورعاية هذا الاستقرار»، موضحا أنه «حان الوقت لتحويل استقرار وازدهار العراق إلى مصلحة مشتركة مع الجوار، فالعراق بلد مهم في العالم العربي هذا المرتكز العربي هو عراق حيوي اقتصاديا وسياسيا»، مبينا «أهمية تطور ونضج العلاقات على أساس المصالح المشتركة مع جميع جيرانه ودول المنطقة.
وعلى الصعيد الداخلي، بيّن رئيس الجمهورية في خطابه، أن «من أهم التحديات التي تواجه العراق اليوم هو الإصلاح الاقتصادي والتجديد»، وأن «الفساد وإساءة استخدام الأموال العامة يقوضان قابلية الدولة العراقية للحياة ويعززان دائرة الصراع والإرهاب و من الضروري تجفيف مستنقع الفساد»، كما أشار إلى أن العراقيين «ساخطون لسنوات بسبب الصراعات والفشل في تقديم الخدمات، وإن إعادة الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء، وإعادة إعمار المجتمعات التي دمرت خلال الحرب مع داعش، وإعادة النازحين إلى ديارهم يمثل تحدياً ملحاً».
وأعرب رئيس الجمهورية عن ثقته بسعي «الحكومة الجديدة بقيادة عادل عبد المهدي إلى تنفيذ خطة طموحة لإعادة الهيكلة الاقتصادية التي تقوم على تمكين القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار»، مشيراً إلى أهمية تطلع الحكومة إلى «إزالة العوائق أمام الاستثمارات الخاصة العراقية والاجنبية في مشاريع البنية التحتية»، ومؤكدا «على ضرورة مواصلة الجهد مع القيادة في إقليم كردستان لتذليل المشكلات العالقة بين المركز والإقليم على أسس دستورية».
ووصل الرئيس صالح إلى العاصمة الإيطالية فجر الخميس، اذ أجريت له مراسم استقبال رسمية، وكان في استقباله في مقر الرئاسة بروما رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجو ماتاريلا، اذ جرى عزف النشيدين الوطنيين للبلدين، وجرى بعدها استعراض لحرس الشرف الايطالي.
والتقى رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي في مقر رئاسة الوزراء الايطالية بالعاصمة روما، وأقام رئيس الوزراء الايطالي مراسم استقبال رسمية لرئيس الجمهورية، اذ جرى عزف النشيدين الوطنيين للبلدين واستعراض حرس الشرف.
وقدم جوزيبي كونتي في بداية اللقاء؛ تهانيه لصالح بمناسبة توليه مهام رئاسة الجمهورية، متمنيا له التوفيق والنجاح في عمله، معربا عن أمله بأن تشهد العلاقات العراقية الايطالية في عهده مزيدا من التقدم. 
وأشاد رئيس الجمهورية، بالدور الايجابي لايطاليا ودعمها للعراق في مختلف المراحل، مؤكدا تطلعه لدور ايطالي أكبر في المشاركة بإعادة اعمار العراق نظرا لما تتمتع به الشركات الايطالية من خبرة وكفاءة، كما تم بحث تطورات الملف السوري وأوضاع المنطقة، اذ جرى التأكيد على أهمية تخفيف التوترات في المنطقة وتضافر الجهود للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه.
وعلى هامش مؤتمر حوارات المتوسط، التقى رئيس الجمهورية، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوفد المرافق له وبحث معه تطوير العلاقات بين العراق وروسيا، وجرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتعزيزها في المجالات كافة، وبما يصب في خدمة شعبي البلدين.
وأفاد بيان رئاسي، بأن اللقاء تطرق إلى الوضع الإقليمي والحرب ضد تنظيم داعش الارهابي، اذ تم التأكيد على تعزيز التعاون العسكري والأمني، وضرورة بذل مزيد من الجهود للقضاء على التنظيم الارهابي وتجفيف منابعه.
وشدد رئيس الجمهورية خلال اللقاء، على أهمية السوق العراقية أمام الاستثمارات الروسية، بما يمكن أن يساعد في تعزيز التنمية وتطوير البنى التحتية في العراق، لاسيما في مجالي النفط والطاقة، اذ دعا صالح إلى زيادة مستوى هذه الاستثمارات في جميع الميادين.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حرص بلاده على تمتين علاقاتها مع العراق وتعزيز فرص التعاون معه.
كما استقبل رئيس الجمهورية في مقر اقامته بالعاصمة الايطالية روما، وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، وجرى خلال اللقاء استعراض مجمل التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية وعموم الوضع السياسي والأمني في المنطقة، وأهمية تعزيز وتطوير العلاقات الراسخة بين العراق وفلسطين.