أجمع عددٌ من المختصين بالشأن الاقتصادي على ضرورة تحريك عجلة الاقتصاد العراقي في هذه المرحلة، ويمكن الإفادة من الشركات الناجحة التي أثبتت وجودها في قطاع الصناعة والمال والزراعة، وصولاً الى الجوانب السياحيَّة التي تعدُّ نفطاً دائماً.
المختص بالشأن الاقتصادي باسم الموسوي بين أنَّ "التجارب الصناعيَّة في أكثر من مفصل صناعي أثبتت وجودها، ولكنها تحتاج الى مساندة القطاع العام والمتمثلة بإنشاء قاعدة بيانات بالمصنعات المحلية، والعمل على حمايتها وتوفير بيئة لتطويرها وتطوير الصناعات الأخرى النظيرة لها، لا سيما أنَّ العراق يملك خبرات جيدة في المفصل الصناعي".
الثروات الكامنة
وأضاف أنَّ "التوسع بقاعدة الإنتاج الصناعي أمرٌ في غاية الأهمية ويعد بوابة التنمية الحقيقية للبلاد، إذ يمكن إنشاء صناعات تستثمر الثروات الكامنة التي تغطي حاجة البلاد وتصدر الفائض الى الأسواق العالميَّة، وهنا يمكن الاستعانة بالجهد الدولي المالك للتكنولوجيا المتطورة ورؤوس الأموال وجعله محفزاً لهذه الصناعات، إذ يعلم الجمع الاقتصادي في البلاد رغبة كبريات الشركات العالمية بالدخول الى سوق العمل المحلية والحصول على فرص للاستثمار والتواجد بقوة".
ولفت الى أنَّ "التجارب الناجحة الصناعية منها يمكن الافادة منها في تفعيل واقع شركات اخرى، حيث توجد لدينا توجهات مقبولة في الصناعات الغذائية كالمياه والعصائر وباتت لدينا شركات لها القدرة على تلبية الطلب المحلي، كما أنَّ صناعة الالبان في ابو غريب والمصانع الاخرى باتت مهيأة لتغطية نسبة كبيرة من حاجة السوق".
رؤوس الأموال
الى ذلك بين المختص بالشأن المالي غازي الكناني أنَّ "قطاع المال يمثل حجر الزاوية لتطوير الاقتصاد الوطني، كونه يملك أهم عناصر النجاح المتمثلة بالتمويل، الأمر الذي يتطلب جهازاً مصرفياً فاعلاً يملك تكنولوجيا متطورة قادرة على التعامل مع رؤوس الأموال الكبرى التي تتطلبها مرحلة التنمية، لا سيما أنَّ واقع الدفع الالكتروني تطور كثيراً في العراق خلال العشر سنوات الماضية بعد التعاون الكبير بين البنك المركزي العراقي والشركة العالمية للبطاقة الذكية التي تمثل قطاعاً مختلطاً بين العام والخاص أثبت وجوده ويمكن أنْ يكون داعماً للاقتصاد الوطني".
إنجاز الأعمال
نبه الى أنَّ "وجود انسيابيَّة عالية في الدفع داخل العراق باعتماد أساليب الكترونية متطورة خطوة مهمة، تسهل العمل وتسهم في إنجاز الأعمال في وقتها، وتشجع على تفعيل سوق العمل بجميع مفاصله وهذا أمرٌ في غاية الأهمية".
بدوره أكد المختص بالشأن السياحي حسن السعدون أنَّ "قطاع السياحة يمثل بؤرة عمل كبرى تستوعب شريحة كبيرة من العاطلين عن العمل إنْ لم يكن جميعهم، إذ تخلق السياحة فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في القطاع والقطاعات الأخرى".
شركات عالميَّة
وكان قد بين أنَّ "العراق ينقصه الترويج لواقعه السياحي، وهذا الأمر يتطلب التعاون مع شركات سياحة عالميَّة متخصصة والتعاقد معها بما يحقق المنفعة المتبادلة، وكذلك التكثيف من الترويج الإعلامي دولياً لجعل أكبر شريحة من سياح العالم تعرف ماذا يوجد في العراق من مواقع انطلقت منها المعرفة البشريَّة وأقدم الحضارات، وانَّ بلدنا يملك مواقع سياحية تهم أغلب سكان العالم، ما يجعله قبلة لملايين السياح سنوياً من مختلف بقاع الأرض، الأمر الذي يحتم علينا العمل على تطوير هذا القطاع بكل ما أوتينا من قوة، لاسيما أنَّ فرص العمل بهذا الميدان متجددة بشكل متواصل ويمكنها استيعاب أعدادٍ كبرى من الشباب وأصحاب المهن والمستثمرين وجميع أصحاب العمل على جميع المستويات".