النساء المسنات يعملن أكثر من الرجال

اسرة ومجتمع 2018/11/24
...

كارين ماكفي - ترجمة: ليندا أدور
 
كشفت دراسة اجريت مؤخرا وشملت 31 بلدا، عن أن النساء، ممن تجاوزن سن الستين، يضطلعن بأعمال منزلية ورعاية الأسرة بمعدل يصل الى سبع ساعات في اليوم أكثر  مقارنة بأقرانهم من الرجال المسنين. 
وورد في تقرير البحث الذي قام به معهد التنمية لما وراء البحار، أن النساء المسنات يقضين ضعف الوقت الذي يقضيه الرجال الأكبر سنا في عمل دون مقابل بمقدار أربع ساعات أكثر لانجاز أعمال غير ذات قيمة أو غير مدفوعة الأجر. وجد الباحثون خلال دراستهم لاساليب العمل في دول متقدمة وأخرى نامية بأن الكم غير المتكافئ من الاعمال المنزلية والرعاية التي تؤديها النساء تستمر معهن رغم تقدم العمر بغض النظر عن الموقع الجغرافي.
ففي غانا، تمضي النساء الكبيرات في السن نحو ساعتين في اليوم لتأدية أعمال غير مدفوعة الأجر، وهو رقم قد يرتفع ليصل الى نحو 10 ساعات في الأسرة البريطانية، وأما في جمهورية الرأس الأخضر، قد تصل الى سبع ساعات يوميا ولذات المهام. وتشهد الدول الفقيرة بشكل خاص، تضحية النساء المسنات للقيام بكميات كبيرة من الأعمال غير الرسمية وغير ثابتة  الأجر.
 
محدودية الخيارات
كشف الباحثون عن حقيقة تعرض النساء الأكبر سنا واللواتي يجهدن أنفسهن للانخراط في أعمال كهذه، لمخاطر الاصابة بمشاكل صحية  سواء ذهنية أو بدنية، فضلا عن الخسائر المادية بسبب متطلبات المهام المتعددة. علاوة على ذلك، هناك خطر آخر يتمثل بتعرض النساء للعنف وسوء المعاملة خلال عملهن جراء التفرقة والتمييز بين
 الجنسين.
سلطت الدراسة الضوء على الحاجة الى ضمان تأمين دخل للنساء المسنات مع الزيادة الواضحة في أعدادهن ضمن سكان العالم، اذ يقدر، انه بحلول العام 2050، أن يزداد عدد الأشخاص ممن هم فوق سن الـ 65 عاما بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بالارقام التي سجلت العام 2010، ليصل عددهم لنحو 1.5 مليار شخص، والذي يشكل ما نسبته 16 بالمئة من عدد سكان العالم.
حذر التقرير من أن على الحكومات اعادة تركيز سياسات الحماية الاجتماعية لتوفير الدعم للنساء الأكبر سنا، اذ تقول فيونا سامويلز، رئيس الفريق والباحث الأقدم: “كشفت لنا تلك النتائج عن أقصى مدى يمكن أن يصل اليه عدم المساواة بين الجنسين من كبار السن”. 
تشير الاحتمالات الاجتماعية حول النساء اللواتي يؤدين أعمالا منزلية ورعاية دون مقابل، بأنها تضعهن تحت ضغط متزايد وتزيد من محدودية الخيارات الحياتية
 أمامهن”.
مهام وواجبات
في إثيوبيا، وهو أحد البلدان التي شملها البحث الميداني، وجد الباحثون أن الاعمال المنزلية لها تأثير مباشر على كيفية تنظيم النساء الكبيرات في السن لأيامهن.  
تحدثت قسم من النسوة اللواتي التقاهن البحث، عن دائرة لا تنتهي من المهام المنزلية، كالطبخ والتنظيف والغسيل، فضلا عن الواجبات التي تتطلب القوة البدنية كجلب المياه والحطب، فعند بلوغهن السن الذي لا يساعدهن على حمل تلك الاشياء، تلجأ العديد منهن الى سحبها وراءهن.
مما لا شك فيه، ان هناك حدودا لمقدرة النساء على التحمل، “كيف يتسنى لي العمل؟” قالت احدى السيدات التي التقاها فريق البحث، وهي في السبعين من العمر، مضيفة “هل بامكان الناس العمل بدون أيديهم؟ حتى ملابسي الشخصية هناك من يقوم بغسلها لي، لا استطيع غسلها بنفسي، فأنا أعاني من الربو وأشكو من صعوبة في التنفس”.
طرح البحث عدة توصيات على الحكومات من ضمنها دعم التقاعد الاجتماعي للنساء المسنات والعمل على تقليل وإعادة توزيع أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر، من خلال توفير الرعاية ومن ضمنها رعاية
 الأطفال. 
 
*صحيفة الغارديان البريطانية