الثرثرة لدى الأطفال

اسرة ومجتمع 2018/11/24
...

أ.د . نجاح هادي كبة 
 
 الثرثرة في الكلام داء يصيب الاطفال والكبار , النساء والرجال على حد سواء عندما تسيطر على ذواتهم الهو  (Id) الغريزة التي شخصها عالم النفس النمساوي فرويد (1856 - 1939م) في نظريته عن الشخصية سيطرة الذات السفلى (un-Ego) على الذات العليا (super Ego)  مجمع الفضائل في منطقة الذات Ego ينشأ الطفل ويريد ان يكتشف العالم الخارجي الذي يحيط به عبر سنوات نمو شخصيته وكأنه يريد ان يلتهمه كقطعة من الشوكولاتة يريد ان يكتشف اسماء الاشياء ومسمياتها والعلاقات في ما بينها واسبابها وهلم جرا وبموجب قانون الاستمرارية يستمر هذا السلوك لديه (السؤال – الجواب) ولاشك في ان للاسرة دورا مهما  للفت انتباه الطفل الى ضرورة حذف الفائض من الكلام لتستقر شخصية الطفل ويمتنع عن الثرثرة والترهل في الكلام ولايكتسب الطفل هذا السلوك بالعنف لان العنف يولد الكبت والانطواء ان واجب الاسرة ان تعلم الطفل التوازن في الكلام لان خير الكلام ماقل ودل – كما يقال – من طريق اسلوب الثواب او المكافأة اولا وبالتدريج وخلال نمو شخصيته توظف العقاب التربوي في تربيته كأن تحرمه من مشاهدة فيلم كارتوني مثلا لكي يمتنع عن الثرثرة في الكلام.
ان النصح والارشاد للطفل وتبيان مساوئ الثرثرة يمنع الطفل من اكتساب هذا السلوك لاسيما اذا شعر الطفل ان الثرثرة تؤدي الى صرف الكثير من طاقاته الجسمية والعقلية من دون جدوى في الوقت الذي يمكن ان يوظف طاقته الفائضة في اعمال اخرى كالدراسة مثلا ومتابعة  هواياته المفضلة.
 ان الطفل يريد ان يلفت الانتباه اليه وقد تكون الثرثرة – كما يرى – احد اسباب جلب الانتباه اليه لذلك فالطفل بحاجة الى العناية والرعاية والعطف للتخلص من داء الثرثرة الذي يسبب الازعاج للشخص المستمع وقد يؤدي ذلك الى انعزاله عنه لان الثرثرة تولد مشكلة اجتماعية بالاضافة الى انها تستنفد الكثير من الطاقة وقد تؤدي الثرثرة ايضا الى المشاجرة ولابد اخيرا من الاشارة الى اهمية مرحلة الطفولة في توجيه سلوك الانسان في الكبر في علاقاته المهنية او الوظيفية ويكون التخلص من العيوب المتعلقة بالكلام في الطفولة سببا في نجاح الانسان في حياته لاسيما في التخلص من الثرثرة .