في نهاية الشارع ..

ثقافة 2018/11/24
...

 
 
 
في الشّارع الذي لا نهاية له ولا محطات 
أجلسُ على جسدي 
تجلسُ في الجانب الآخر سيدةٌ لا أعرفها 
نمضي في الطريق 
مع المركبات السريعة والأشجار والأسواق والمشافي 
يطلبُ أحدهم أنْ نتخلّى عن ثيابنا قطعةً قطعةً 
ولا نتوقّف لشرب الماء 
ها نحنُ نصلُ إلى النّهاية الحشود العارية
 تنتظرُ يطلبون منّي أن أخبره شيئا 
أشيرُ إلى السيدة التي لم يتبقَ منها أيُّ شيء 
تنظرُ السيدة إلى أحدهم أنظرُ إليه 
أطلبُ منه أن يتعرّى 
يضحكُ 
ويأمرُ أتباعه بناء شارع جديد .. 
 
الغريب في الأمر.. 
 
اليوم دخلت الى دكان الأسلحة النارية في رأسي 
مسدسات متعددة الأحجام 
قذائف براقة 
مدرعات سريعة 
ورصاص بالمجان عندما تشتري أكثر من قطعة 
أو تكتب تقريراً سرياً 
الغريب في الأمر 
أن معظم الزبائن كانوا من " الشعراء " ..
 
أفكر في أن أسرق بنكا..
 
 أفكر في أن أسرق بنكا 
لأجل ذلك عليَّ أن أتدرّب كثيرا 
مع صديقي الذي يسكن في الكوفة 
نشتري مسدسات بلاستيكيّة 
أحذية رياضية خفيفة 
ونضع أكثر من خطة للهرب 
سنوزّع الحقيبة الأولى من النقود على النساء الجميلات 
الحقيبة الثانية على أصحاب الدراجات الهوائيّة 
الثالثة نقيم فيها مهرجانا في المريخ للشعر الرديء 
ونترك حقيبة كبيرة نعيش منها عشر سنين قادمة في بغداد 
نعم أفكّر في أن أسرق بنكا 
وأنا حتى القميص ثقيل على جسدي يا
 أحمد .. 
 
القطار ..
 سكة قطار مهجورة تمرُّ عليها القطارات كلّ مساء 
سكة قطار من لحم ودم 
هل تعرفون معنى ذلك .. ؟ 
أنا أعرف 
لذلك التصق بالأرض طوال اليوم
 لكن رأسي يرتفع 
عندما تغيّر تلك البنت ثيابها على السطح 
وتنتظر القطار .. 
 
الشجرة .. 
الشجرة الوحيدة التي لم تثمر في المدينة 
هي شجرة بائعة الخبز العجوز 
بقيت يابسة منذ سنين بعيدة 
البارحة توقفت قربها جنازة شهيد تائهة 
فاخْضرَّتْ أوراقها فجأةً وسط ذهول الجيران 
اليوم صباحاً اختفت الشجرة 
وجدنا مكانها شابة جميلة 
تبيع الخبز 
وتبتسم .. 
 
في الطريق .. 
 
سأطلب من الفتاة التي لا أعرفها قُبْلَةً طويلة 
أطلب منها أيضا صَفْعَةً طويلة 
ثمَّ نمضي 
هي إلى الجنة 
وأنا إلى الجحيم 
هناك سنتبادل الأدوار 
مقابل قُبلة طويلة 
من فتاة لا أعرفها 
أوقفت جثّتي في الطريق ..