موراكامي: الكتابة استكشاف للنفس

ثقافة 2018/11/24
...

حوار: سارة ليال    ترجمة: ليندا أدور
في حوار قصير، تحدّث الكاتب الياباني الكبير، هاروكي موراكامي، عن مسيرته الابداعيّة، وكيف ساعدت طبيعته المنضبطة والتزامه الصارم بجدول يومي للكتابة بتحرير خياله الغريب، تحدث عن روايته الجديدة وحبّه لكي الملابس.كبداية، تعرض لنا الرواية الجديدة "مقتل الكومنداتور" أو "حوار: سارة ليال    ترجمة: ليندا أدور الى عالم سفلي، ومن بين أشياء أخرى ضمّتها كان هناك الاستعارة المزدوجة المخيفة، والتي وصفها موراكامي نفسه بأنّها: "مجموعة أشياء لا معنى لها".
 
لكن، ذلك هو موراكامي (69 عاما)، حيث تلعب اعماله على الحدود بين الواقعي والسريالي، الدنيوي والخيالي، الحياة العادية والاحداث غير الاعتيادية، لذلك يبدو في غاية الصعوبة وصف "مقتل الكومنداتور"، فهي شاسعة ومعقدة، لكنّها في ذات الوقت، تلامس الكثير من الموضوعات المألوفة في روايات موراكامي، سرّ الحبّ الرومانسي، وثقل التاريخ، وسمو الفن والبحث عن أشياء محيرة خارج حدود ادراكنا. تُرجمت أعمال موراكامي الى 50 لغة، والى جانب الروايات، يؤلف قصصا قصيرة وواقعية ويترجم كتبا من اللغة الانكليزية الى 
اليابانية.  
جلس موراكامي لإجراء حوار قصير معه في مكتب ناشره، بعد انتهائه من جولة الجري لمدّة ساعة يوميا في السنترال بارك، فقد عرف عنه حبّه لممارسة الجري وسماع الاسطوانات.
 وقد دار الحديث الآتي:
* كيف خطرت ببالك فكرة "مقتل الكومنداتور"؟.
- "لا أعرف، لقد اخترتها من مكان ما في أعماق ذهني، فجأة، شعرت برغبة في كتابة فقرة أو اثنتين منها، لم يكن لديَّ أدنى تصور عمّا سيحدث لاحقا، فوضعتها في درج مكتبي وكلّ ما كان عليَّ القيام به هو فقط الانتظار".
 
* ماذا عن باقي الكتاب؟.
- "بعدها، في أحد الأيام، خطر ببالي أنّ بإمكاني كتابتها وبدأت بالفعل الكتابة واستمريت بالكتابة. عليك انتظار اللحظة المناسبة وستأتي اليك بالتأكيد، يجب ان تثق بأنّك ستحظى بفكرة، وأنا كنت على ثقة من ذلك لأني أزاول الكتابة منذ أكثر من 40 
عاما".
* هل تواجه صعوبة في الكتابة؟.
- "عندما لا أكتب، فأنا أترجم، وهو أمر جيد لأقوم به حين أكون بانتظار فكرة ما، فكأنّني أكتب لكن ليس روايتي، هي كنوع من التدريب أو العمل اليدوي، فضلا عن قيامي بالجري والاستماع الى الاسطوانات، وأقوم ببعض الاعمال المنزلية ككي الملابس، أنا أحب الكي، فهو ليس كالفكر المضطرب الذي يتملكني عندما أكتب، ففي الاساس، هو أمر ممتع".
* هل تقرأ النقد الذي يكتب عنك؟.
 - "لا أقرأ النقد، والكثير من الكتاب يقولون ذلك، لكنّهم يكذبون لكنّي لا أكذب. بالرغم من ذلك، تقرأ زوجتي كلّ نقد ينشر، إلّا أنّها تقرأ لي السيء منها فقط وبصوت مسموع، وتقول بأن عليَّ قبول السيء ونسيان الجيد 
منها".
* مؤلفاتك مليئة بالسريالية والخيال، فهل حياتك كذلك؟.
- "أنا شخص واقعي، شخص عملي، لكن عندما أكتب عملا أذهب الى أماكن غريبة وسريّة في نفسي، فما أقوم به هو عبارة عن استكشاف لنفسي داخل نفسي. فلو أغمضت عينيك وغصت الى داخل نفسك، سترى عالما مختلفا، كما لو أنّك تستكشف الكون، لكن داخل نفسك، حيث تذهب الى مكان مختلف، يمكن أن يكون خطرا ومخيفا، لكن ما يهمُّ هو أن تعرف كيف 
تعود. 
* يبدو من الصعوبة أن تتحدث كثيرا عن المعاني الضمنية لعملك.
- غالبا ما يوجه الناس أسئلتهم لي عن مؤلفاتي بقولهم: "ماذا تقصد بهذا؟، وماذا تقصد بذلك؟، لكنّي لا أتمكّن من تفسير أيّ شيء على الاطلاق، فتجدني أتحدّث عن نفسي وعن العالم، بصورة مجازية، اذ لا يمكنك شرح او تحليل الاستعارات، فقط كلّ ما عليك هو قبوله كما هو فالكتاب هو استعارة".
* ذكرت بأن "مقتل الكومنداتور" هي تحية وإجلال لرواية "غاتسبي العظيم"، والتي قمت بترجمتها الى اليابانية قبل 10 سنوات تقريبا. يمكن  لـ"غاتسبي" ان تقرأ على أنّها حكاية درامية عن حدود الحلم الأميركي، فكيف وظّفت ذلك في 
كتابك؟.
- "غاتسبي العظيم" هي روايتي المفضّلة، قرأتها عندما كنت بسن السابعة أو الثامنة عشرة، خارج المدرسة، وقد أدهشتني القصّة لأنّها كتاب عن حلم، وكيف يتصرّف الناس عندما يتكسّر حلمهم. لقد كان ذلك موضوعا مهما جدا لي، ولم أفكّر فيه بالضرورة على أنه الحلم الاميركي، بل على أنّه حلم شاب او حلم بشكل عام.
 
* بماذا تحلم؟.
- أنا لا أحلم، باستثناء مرة أو مرتين في الشهر، أو ربما أحلم أكثر لكنّي لا أتذكّر احلامي مطلقا. ولستُ مضطرا لأن أحلم فبإمكاني أن أكتب.
 
*صحيفة الاندبندنت البريطانية