عون ينسحب من حكومة يتزعمها الحريري والاستشارات غداً

الرياضة 2019/12/14
...

بيروت/ جبار عودة الخطاط
 
يترقب اللبنانيون يوم غد الإثنين حيث الاستشارات الملزمة التي دعا اليها الرئيس اللبناني ميشال عون لتسمية رئيس الحكومة اللبنانية التي دخلت مرحلة تصريف الأعمال منذ التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول المنصرم، وتزامنا مع ازمة تعصف باقتصاده من المنتظر ان يشهد العام المقبل دخول لبنان عملياً نادي الدول النفطية مع الشروع الفعلي بعمليات التنقيب عن النفط في البحر الابيض المتوسط. 
اختلاف الحليفين
ويبدو ان اسم رئيس الحكومة المستقيل وزعيم تيار المستقبل هو الأرجح إن لم يكن الأوحد في ضوء مخرجات التوافق السابقة على تسمية شخصيات تم التداول بها خلال الأيام الأخيرة ثم ما لبثت أن احترقت ليصار الى العودة الى بيت الوسط حيث زعيم التيار الازرق سعد الحريري الذي حظي بدعم تجمع رئاسات الحكومة السابقين (سلام والسنيورة وميقاتي) فضلاً عن مباركة الشيخ عبد اللطيف فايز دريان مفتي الجمهورية اللبنانية الذي أكد للمرشح السابق سمير الخطيب تمسك (الطائفة السنية) بتسمية الحريري لرئاسة الحكومة.
في هذا الإطار برز للعيان اختلاف واضح بين رؤية حزب الله لمقاربة تكليف رئيس الحكومة الجديد عن الرؤية التي تبناها حليفه التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون
وبينما أكد السيد حسن نصرالله بما لا لبس فيه  أن "حزب الله" لا يزال منفتحاً على قبول حكومة شراكة برئاسة الحريري، أو برئاسة أية شخصية أخرى يوافق عليها تيار المستقبل" جزمت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر عن الرئيس عون والوزير جبران باسيل  بأن التيار لا يمكن أن يشارك في حكومة يرأسها سعد الحريري، مؤكدة أن هذا قرار نهائي لا يمكن الرجوع عنه.
 
خطاب مرن
الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، السيد حسن نصر الله، أطلَّ في كلمة له مساء الجمعة بخطاب اتسم بلغة هادئة مرنة حرص فيها نصر الله على انتقاء مفرداته بعناية كما انه خلافاً لكل خطاباته السابقة حصر خطابه في الشأن اللبناني وتجنب الولوج في أفخاخ قضايا المنطقة الشائكة نظرا لحساسيّة الوضع في ظِل المساعي الأمريكيّة  الدّؤوبة للتصويب على حزب الله والإمعان في سياسة العقوبات والتضييق الاقتصادي بحق الحزب عبر الإفادة من تأزم الوضع اللبناني على الصعيدين السياسي والاقتصادي.. حيث أكد نصر الله في كلمته المتلفزة أن "الأميركيين يستغلون الوضع المعيشي في لبنان ليعالجوا الخطر الذي يشكله حزب الله عليهم"، داعياً الى التعجيل في تشكيل الحكومة لأن "البلاد لا تحتمل المزيد من الفراغ"، قائلاً: ان حزبه لا يزال على موقفه الداعم لتشكيل حكومة بأوسع تمثيل ممكن، وأنه يأمل ان تنتهي جلسة المشاورات النيابيّة، التي ستنعقد الإثنين، الى تسمية رئيس للوزراء عبر تصويت الأكثرية المطلوبة، كخطوة اولى قبيل الاتفاق على تشكيلة الحكومة وأجنداتها.
وعن الشأن الحكومي، قال نصر الله: "منذ الايام الاولى، قلت كلاما واضحا أننا لا نوافق على استقالة الحكومة، وذكرت الأسباب، ومنها صعوبة تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وان ذلك ليس في مصلحة لبنان، نتيجة الوضع المعيشي والمالي، ولا يحتمل الفراغ"
وأكد نصر الله: "بعد استقالة رئيس الحكومة، وبعد شهرين نرى ان هناك مشكلة تكليف وتأليف وهذا واقع الحال اليوم ، نأمل ان تحصل الاستشارات يوم الاثنين ونأمل ان يحصل تكليف من تختاره اكثر الاصوات، ولكن عملية التأليف لن تكون سهلة، وكل الوقت الذي ضاع ذهب من طريق اللبنانيين. كان من الأفضل ان تبقى الحكومة وان تبقى التظاهرات، وهذه الوضعية الافضل، لان ذلك كان سيشكل عامل ضغط على الحكومة لتقوم باجراءات اصلاحية ولتحقق الكثير لمصلحة الشعب اللبناني".
 
انسحاب العونيين
مستشار وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أنطوان قسطنطين من جهته أشار إلى ان "التيار الوطني الحر الذي عقد تفاهما وطنيا مع عدة أطراف من بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بوصفه الزعيم الأكثر تمثيلا للطائفة السنية، وجد نفسه أمام واقع مؤلم وبناء عليه نحن ننسحب من أي حكومة يترأسها الحريري في المرحلة المقبلة ونتمنى عليه بأن ننسحب كقوى سياسة من الواجهة وأن ندعم وزراء أصحاب اختصاص يتولون بدعم من الكتل النيابية محاولة انقاذ لبنان من الانهيار في المرحلة المقبلة".
وسأل "عندما وقف الناس في الشارع يقولون كلهم يعني كلهم، هل هذا الاعتراض يشمل أو لا يشمل رئيس السلطة أي رئيس الحكومة؟". وأكد ان "رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لا يمارس الضغط على أحد ونقول لحزب الله وحركة أمل أنه لا نريد لا من قريب ولا بعيد ممارسة أي ضغط ولا نمانع أبدا في أن يتخذ كل فريق ما يراه مناسبا ولكن نريد ان نكون إيجابيين وننسحب من الحكومة استجابة لرأي الناس.
 
تسمية الحريري
مصدر مقرب من رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، افاد امس السبت، بان  الاستشارات النيابيّة ستكون في موعدها المتفق عليه في 16 كانون الاول الحالي  بقصر بعبدا الرئاسي، بعد يومين من اعلان رئيس "التيار الوطني الحر"، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جبران باسيل، عدم المشاركة في حكومة تكنوسياسية بمشاركة سعد الحريري، ما أثار شكوكا حول امكانية عقد الاستشارات النيابية 
في موعدها.
وحول الاستشارات النيابية الملزمة المزمع عقدها غداً الاثنين في القصر الجمهوري، كشف القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش عن ان "كتلة المستقبل ستسمي رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة وليس لدينا أي تصور عن من ستسمي بقية الكتل النيابية"، موضحا ان "تسمية الحريري لا تعني مشاركة تيار المستقبل في الحكومة فالحريري يمثل رئاسة الوزراء وليس تيار المستقبل فقط"، مؤكدا ان "خيار تأليف حكومة مقبولة هو افضل من الذهاب الى عدم تحقيق اي شيء"، مرجحا ان يتم تكليف الحريري يوم الاثنين من دون 
حصوله على اكثرية كبيرة.
ورأى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل ان "من الممكن الذهاب الى تسوية على ان تُشكَل حكومة تضم سياسيين من غير الوجوه المستفزة والاّ يصر اي فريق على حقائب محددة وخصوصا وزارة الطاقة"، معتبرا انه "بالنسبة لي لا يوجد حل من دون تسوية في هذا الخصوص، ومن الافضل وجود معارضة جدية في مجلس النواب حتى تحاسب الحكومة وتراقب عملها".
وردا على سؤال حول اعلان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل عدم مشاركة تكتل "لبنان القوي" في الحكومة المقبلة، أكد علوش ان "هذا الامر اذا كان سيسهل عملية انتاج الحكومة فهو موقف وطني عظيم"، مشيرا الى ان "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كل الاحوال سيكون له من يمثله في الحكومة".
 
ورشة انقاذية
في سياق متصل أعلن "اللقاء التشاوري" أنه "يتابع الاتصالات السياسية الجارية التي تسبق الاستشارات النيابية الملزمة"، مستغربا "الممارسات البعيدة عن المسؤولية، في وقت يضيق الخناق على البلد، وتشتد الأزمة الاجتماعية على اللبنانيين".
ودعا المسؤولين لـ"أن يرتقوا إلى مستوى الأزمة الخانقة، وأن يتوقفوا عن الدلع السياسي والترف المعيب في المماحكات"، معتبرا أن "ما يحصل اليوم على مستوى بعض المسؤولين هو انفصال عن الواقع، لا يأخذ بالاعتبار ما حصل منذ انتفاضة اللبنانيين في 17 تشرين الأول، وتحاول السلطة إنتاج نفسها بصورة جديدة، عبر العودة إلى التركيبة السياسية نفسها التي راكمت الأخطاء وتسببت بحالة الانهيار 
واستفزت اللبنانيين".
وأشار الى أن "المطلوب أن تنطلق ورشة إنقاذية حقيقية تبدأ بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تتعامل مع الظروف الاستثنائية بمسؤولية وشفافية، ويشارك فيها الجميع بأسماء ومواصفات تعطي أملا بإمكانية حصول تغيير في أداء السلطة. ولتتوقف لعبة الشروط والشروط المضادة، لأن الشرط الوحيد المطلوب اليوم هو الإنقاذ، وكل ما عدا ذلك هو إمعان في الغرق والتخبط الذي أدى إلى ما وصلنا إليه اليوم"
واللقاء التشاوري يتكون من مجموعة النواب السنة الذين لا يدينون بالولاء لتيار المستقبل 
وزعيمه الحريري.
 
النفط اللبناني
هذا وبينما تعصف بلبنان ازمة اقتصادية غير مسبوقة سجلت تداعياتها المؤلمة على الشارع اللبناني قابل اللبنانيون خبر توقيع لبنان رخصة حفر أول بئر نفطية في لبنان بشيء من عدم المبالاة بينما أعرب آخرون عن تفاؤلهم المشوب بالكثير من الحذر ومن المنتظر أن يدخل لبنان عملياً في العام المقبل نادي الدول النفطية مع الشروع الفعلي بعمليات التنقيب عن النفط اللبناني في البحر الابيض المتوسط وقد تسلم رئيس الجمهورية ميشال عون، من وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، ندى بستاني، نسخة عن أول رخصة حفر بئر نفطية في لبنان.
وأكد  عون: "سنة 2020 ستشهد بدء اعمال التنقيب عن النفط والغاز، ما يعطي دفعاً إيجابياً للاقتصاد اللبناني"، رئيس هيئة ادارة البترول وليد نصر بدوره قال، ان "شركة توتال الفرنسية عملت على مسح شامل لبلوك رقم 9 عند الحدود اللبنانية (الاسرائيلية) في الصيف الماضي، وتم تصوير قعر البحر وهذا الامر جرى من دون اي مشاكل، والان شركة توتال تعمل على متابعة اعمالها لتحديد موقع البئر، والموقع سيكون بعيدا عن الحدود".