الحكومة تتبنى قرارات عاجلة لتطويق أزمة السيول
العراق
2018/11/24
+A
-A
الصباح / مراسلو المحافظات
قرارات خلية الازمة الحكومية
عقد رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي اجتماعا طارئا لخلية ادارة الأزمات المدنية بشأن آثار السيول التي تعرض لها قضاء الشرقاط ومناطق اخرى في محافظتي صلاح الدين ونينوى والمحافظات الجنوبية.
واستعرض الاجتماع آخر تطورات الموقف في المحافظات والمناطق والقرى المتضررة من السيول وبالأخص في قضاء الشرقاط والجهود والاجراءات التي اتخذتها الجهات المحلية والوزارات المعنية والهندسة العسكرية والدفاع المدني ومنظمة الهلال الاحمر العراقية.
وجرى في مستهل الاجتماع الاستماع الى تقرير قدمه محافظ صلاح الدين الموجود حاليا في المناطق التي تعرضت للسيول، وقد أكد رئيس مجلس الوزراء حرصه على تأمين متطلبات الإغاثة ووجه المحافظ بإدامة التواصل مع خلية الأزمة.
واوعز عبد المهدي الى الحكومات المحلية والوزارات والجهد العسكري باستنفار كل طاقاتها لانقاذ المواطنين ومساعدتهم والاستمرار بتقديم المساعدات الغذائية والاغطية والخيم وتعويض الخسائر البشرية والمادية بعد حصرها من قبل الجهات المعنية، إضافة الى إصلاح وفتح الطرق المتضررة.
وأكد رئيس مجلس الوزراء ان الدولة تقوم بواجبها بشكل تام لمواجهة هذه الازمة، مشيدا بالجهد الوطني الكبير في هذه الازمة للاجراءات والمساعدات الفورية والاحتياطية التي تبعث على الاطمئنان، معربا عن خالص تعازيه ومواساته لذوي الشهداء والمفقودين والمصابين جراء السيول.
هذا ووافق رئيس مجلس الوزراء على هامش الاجتماع على اجراءات فورية لتطويق هذه الازمة نصت على قيام المحافظين ورؤساء الدفاع المدني في المحافظات بعقد اجتماعات للجانهم واللجان الفرعية للتهيؤ للحالات الطارئة نتيجة هطول الامطار وارتفاع مناسيب الانهر او زيادة كميات مياه السيول، وقيام وزارة الاعمار والاسكان والبلديات باصلاح خطوط انابيب المياه والمحطات المتضررة فوراً، فيما تتولى وزارة الهجرة والمهجرين تأمين الخيم والمستلزمات الاغاثية والايوائية ومساعدات غذائية واغطية للمخيمات بالتعاون والتنسيق مع وزارة التجارة وجمعية الهلال الاحمر العراقية والمنظمات الدولية الداعمة.
وشملت الاجراءات ايضا تأمين وصول الامدادات الاغاثية من خلال تسهيل عمليات وصولها الى المناطق المتضررة، وكذلك تأمين المتطلبات الفورية لمديرية الدفاع المدني في وزارة الداخلية وبشكل خاص الزوارق والنجادات وغيرها وتتولى وزارة المالية تمويل ذلك فوراً، الى جانب مباشرة اللجان الفرعية لتعويض المتضررين في المحافظات بتوثيق الاضرار الخاصة بالممتلكات الشخصية والوحدات السكنية.
صلاح الدين
وفي الملف ذاته، قال قائممقام قضاء الشرقاط علي دودح في تصريح لمراسل «الصباح» سمير عادل، ان بعض مناطق القضاء تعرضت الى سيول في وقت متأخر من ليل الجمعة الماضية مما تسبب بخسائر بشرية بلغت 9 اشخاص بواقع ثلاث نساء وتسعة اطفال، وكذلك اضرار مادية وصلت الى غرق الفي منزل وعدد من المدارس ودمار شبه كامل للبنى التحتية والمزارع فضلا عن نفوق المواشي وقطع الجسر الرابط بين القضاء والمناطق المتضررة، إذ تجاوزت المساحة التي تعرضت للسيول 40 الف دونم.
واشار الى نقل العوائل المتضررة الى مركز قضاء الشرقاط والقرى المحيطة به، وتم استنفار جميع الملاكات الخدمية والامنية وآليات الدوائر لسحب المياه واصلاح الجسر لانقاذ ما تبقى من ممتلكات المواطنين، لافتا الى تخصيص 500 سلة غذائية ومنح 480 الف دينار بالتعاون مع المنظمات الدولية للعوائل التي تعرضت للفيضانات.
وبين دودح ان السيول دخلت الى منازل المواطنين مما سبب فقدان الكثير من الممتلكات والمستمسكات الرسمية وعدم استطاعتهم انقاذ ما يمكن انقاذه.
بدوره، اكد نائب قائد عمليات صلاح الدين اللواء الركن عدنان سلمان لـ»الصباح» استنفار كل اليات الجيش لتقديم الدعم اللازم والعمل على اصلاح الجسر الذي يربط مركز قضاء الشرقاط بقرية الحورية من خلال اصلاح الاضرار التي حصلت فيه، وكذلك استنفار الحوضيات لسحب المياه المتواجدة داخل القرية وتسخير الاليات ايضا لايصال التيار الكهربائي بالتعاون مع دائرة الكهرباء.
اما مدير مستشفى الشرقاط العام الدكتور فياض حسين، فقد لفت خلال حديثه لـ»الصباح» الى تكثيف الجهود مع قطاع الرعاية الصحية الاولية في الشرقاط لاغاثة المنكوبين في قرية الحورية ومناطق شمال الشرقاط بعد تعرضهم لموجة السيول، موضحا ان المستشفى وضع جميع ملاكاته باستنفار كامل استعداداً لاستقبال اي طارئ والعمل على زيارة المناطق المنكوبة لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمتضررين، فضلا عن تشكيل فرق طبية وصحية للاطلاع على الاوضاع المأساوية للمناطق التي تضررت ومساعدة الاهالي على تجاوز معاناتهم.
ونوه حسين بنشر مفارز طبية قرب المناطق المنكوبة وتوفير سيارة اسعاف مرابطة لنقل الحالات الطارئة الى مستشفى الشرقاط.
في حين، اوضح مدير سدة سامراء المهندس كريم حسن حمادي لـ»الصباح» ان الموجة الفيضانية التي ضربت قضاء الشرقاط قادمة من وادي الجرناف ومؤخرة سد الدبس على نهر الزاب الصغير وتجمعت في عمود نهر دجلة بلغت 3000 متر مكعب بالثانية ووصلت الى مقدم سدة سامراء ويتم تصريفها بحدود 750 متراً مكعباً بالثانية باتجاه بغداد، اضافة الى 110 أمتار مكعبة في القناة الاروائية و140 متراً مكعباً حصة كل من نهري الاسحاقي والرصاصي ليبلغ مجموع هذه المشاريع 1000 متر مكعب والفائض 580 متراً مكعباً يوجه باتجاه بحيرة الثرثار عن طريق ناظم الثرثار والكميات في تزايد ومن المتوقع امرار اكثر من 1000 متر مكعب باتجاه بحيرة الثرثار.
وذكر ان الموجة مسيطر عليها بشكل تام ولا يوجد اي خطر على المواطنين بمن فيهم القاطنون ضمن حدود الحوض الفيضاني في مقدم سدة سامراء ومؤخر السدة باتجاه بغداد، مشيرا الى تحذير المواطنين المتواجدين في احواض الانهر باخذ الحيطة والحذر.
وكان مدير اعلام محافظة صلاح الدين جمال عكاب، قد اكد لـ»الصباح» مباشرة الاجهزة الامنية والدوائر الخدمية والصحية والمنظمات الانسانية والدفاع المدني منذ السبت الماضي إرسال الاليات وسيارات الاسعاف والملاكات الفنية والطبية لانقاذ العوائل العالقة في مناطق الخضرانية والحوري في الشرقاط جراء سيول الامطار التي اجتاحت تلك المناطق وتقديم 1000 سلة غذائية الى العوائل المنكوبة، فيما تم تبليغ المواطنين عبر مكبرات الصوت والنداءات في الجوامع بالابتعاد عن مجرى مياه نهر دجلة والاودية التي تعتبر مجرى لمياه الامطار.
كركوك
من جهته، قال مدير دائرة الموارد المائية في كركوك شهاب حكيم لمراسلة «الصباح» نهضة علي، ان المديرية اتخذت اجراءات فورية للاستفادة من كميات المياه التي وردت عبر الوديان والانهر الصغيرة نتيجة سقوط الامطار بكميات غزيرة على مناطق شمال المحافظة والمناطق المحاذية شمالا في اقضية التون كوبري والدبس وحوض نهر الزاب.
واوضح ان الاجراءات شملت فتح بوابات بعض السدود لخزن المياه وتقليل منسوب النهر لعدم الإضرار بالقرى والأراضي الواقعة على اكتافه، مبينا ان تصريف المياه من نهر الزاب بلغ عند تساقط الامطار 1000متر مكعب بالثانية، ومن ثم تم فتح احدى البوابات في سدة الدبس وسحب المياه الى الحوض لخزن المياه النازلة من مناطق اعلى شمال المدينة لحفظها وتأمينها ومن ثم امرارها الى سدة سامراء وبحيرات مناطق جنوب البلاد، فيما تم خزن كميات اخرى في سد الخاصة جاي المنشأ شمال كركوك وذلك للاستفادة منها في الشرب والري والزراعة والاستخدامات الاخرى وقد بلغ خزينه مليوناً و200 الف متر مكعب.
ولفت الى ان سدوداً صغيرة اخرى تقع شمال كركوك هي سد شيرين وبلكانة تمت الاستفادة منها في خزن كميات اخرى من المياه، إذ بلغ خزينها 250 متراً مكعباً، وتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحفظ منسوب المياه، منبها الى ان الامطار الهاطلة على محافظة كركوك اسهمت في احياء الاف الدونمات الزراعية بعد تعرضها للجفاف بسبب قلة الامطار خلال العام الماضي.
وحذر حكيم المواطنين في مناطق شرق المحافظة من الذين انشؤوا البيوت المتجاوزة في حوض نهر الخاصة من تعرضهم للسيول والجرف اذ تساقطت كميات اخرى من الامطار، موضحا ان الاختلاف في تضاريس الأرض بالاستواء والارتفاع في المحافظة من جهة الى اخرى يؤدي الى جرف السيول نحو حوض النهر الذي كان خاليا من المياه نتيجة الجفاف.
واسط
وفي الشأن ذاته، قال مدير مجاري واسط المهندس عبد الواحد جاسم لمراسل “الصباح” حسن شهيد العزاوي، ان مناطق المحافظة شهدت خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين تواصل سقوط الامطار على نحو مستمر، مما ادى الى تشغيل جميع قنوات التصريف بسبب ارتفاع منسوب المياه في عدد من شوارع المدينة وخصوصا الفرعية والتي تجري فيها اعمال حفريات لتنفيذ شبكات مجار.
واوضح ان الدائرة استنفرت جميع طاقاتها وملاكاتها الفنية والهندسية والاليات التخصصية لتنفيذ حملة كبرى لسحب مياه الامطار من المناطق السكنية والشوارع الفرعية .واضاف ان مدينة الكوت لم تتاثر بكميات الامطار نتيجة لقيام الدائرة باعمال تسليك وتاهيل محطات وشبكات الصرف الصحي واكمال جاهزيتها بدءا من مركز المحافظة الى عموم الاقضية والنواحي وعمل خطوط مجار لفك بعض الاختناقات في مركز المدينة ومنطقة الاسواق التجارية ومنطقة الهورة قبل حلول فصل الشتاء.
وتابع جاسم ان خلية الازمة تمكنت من عمل السداد الترابية حول بعض القرى في قضاء بدرة تحسبا لحدوث فيضانات نتيجة للسيول القادمة من المرتفعات الايرانية، فيما اتخذت الاجراءات لتصريفها صوب هور الشويجة ونهر دجلة.
الى ذلك، اعرب المزارع علي الشمري لـ”الصباح” عن سعادته بغزارة الامطار التي اسهمت بسقي اراضيه المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير، مضيفا ان اهالي القرى والمناطق الزراعية كانوا يتخوفون من شح مياه الري، منوها بان مياه الامطار حققت رية كاملة للموسم الزراعي الحالي.
نينوى
الى ذلك، قال مدير بلديات نينوى المهندس عبد القادر دخيل لمراسلة “الصباح” شروق ماهر، ان الملاكات الهندسية والفنية انتهت من استحداث مجسرين مهمين وسط قضاء البعاج غرب الموصل للحد من الزخم المروري داخل القضاء الذي يعد من الاقضية الحدودية المهمة شمال
غرب المدينة.
بدوره، لفت مدير بلدية نينوى محمد الجبوري لـ”الصباح” الى انهيار المعابر الموقتة ومعابر الخوصر التي شيدت لتسهيل عبور المواطنين بين الاحياء السكنية في الجانب الايسر من ناحية القيارة جراء السيول، مضيفا ان فرقاً من بلدية الموصل تقوم الان بتشييد معابر وقتية جديدة لتسهيل عبور سكان جنوب الموصل عبر النهر والدخول الى
المدينة.
من جهته، قال محافظ نينوى نوفل العاكوب لـ”الصباح” ان اكثر من خمسة الاف عائلة اغلبها من سكان قرى الخضراوية والجرناف والحورية في قضاء الشرقاط نزحت باتجاه مدينة الموصل جراء السيول والامطار التي اجتاحت مناطقهم، حيث تم توزيعهم في عموم قرى ناحية القيارة مع توفير الاغذية والمساعدات لهم من قبل الحكومة المحلية حفاظا على سلامتهم.