قالَ وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنه من المبكر الحديث عن تقدم في الحوار مع السعودية وحل الأزمة الخليجية. وأضاف الوزير القطري، في تصريحات لقناة «الجزيرة»القطرية، انه «من المبكر الحديث عن تقدم حقيقي بالحوار مع السعودية» ، مشيرا إلى أن ما تحقق خلال الفترة الماضية “هو فتح قنوات بيننا».
وأكد أن عمل مجلس التعاون «تأثر بسبب الأزمة» المستمرة منذ تموز 2017، معبرا عن أمله في «تجاوز كثير من التحديات العام القادم».
وشدد على أنه: “يجب أن يعود مجلس التعاون متماسكا ليمثل اللبنة لأي حوار مثمر بين دول الخليج وإيران”.
ونفى آل ثاني “وجود أي محادثات مع الإمارات بشأن إصلاح العلاقات معها”، مشيرا إلى أنه: “لا يرى في الوقت الحالي إمكانية وضع موعد محدد للتوصل إلى اتفاق مع السعودية”، وقال: “نحن الآن نتحاور مع السعودية، ونعتقد أننا سننظر في بقية القضايا بمرحلة لاحقة”.
أكد وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده لم تخض بعد محادثات مع الإمارات بغية إنهاء الأزمة الدبلوماسية في الخليج، لكن هذا الحوار قد ينطلق في المستقبل المنظور.
وصرح آل ثاني الذي يتولى أيضا منصب نائب رئيس الوزراء، في مقابلة أجراها معه تلفزيون “بلومبرغ”، أمس السبت، بأن مشاورات تجري بين قطر والسعودية، مشيرا إلى أن إحراز تقدم في سبيل تخفيف المأزق الأصلي أتاح للدولتين إقامة خط اتصال مباشر.
ورجح الوزير القطري إمكانية إطلاق مفاوضات مماثلة مع الإمارات في المستقبل بغية إنهاء الأزمة الدبلوماسية المستمرة منذ أوائل صيف عام 2017.
وقال: “نتفاوض حاليا مع السعودية، ونعتقد أننا سننظر إلى ما تبقى من المسائل العالقة في مرحلة لاحقة”، مقرا في الوقت نفسه بأن اتفاق مصالحة بين الدوحة والرياض لا يلوح في الأفق حتى الآن.
وجاءت هذه التصريحات على خلفية إعلان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش عبر “تويتر”، أن الأنباء عن المفاوضات السرية بين الدوحة والرياض بدون الدول الثلاث الأخرى المشاركة في مقاطعة قطر (الإمارات والبحرين ومصر) هي مجرد “تكرار لسعي الدوحة إلى شق الصف والتهرب من الالتزامات”.
توضيح قطري
بدوره كشف وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية عن الطريق الأسرع لحل الأزمة الخليجية المندلعة منذ عام 2017.
وقال العطية في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” القطرية، خلال مشاركته مع نظيره التركي خلوصي أكار، في جلسة ضمن أعمال النسخة التاسعة عشرة لـ”منتدى الدوحة” قطر تعرضت لكل أشكال الحروب خلال عام 2017.. ورغم ذلك فإن موقفها واضح منذ اليوم الأول، وهو أن اعتماد الحوار والمفاوضات هو الطريق الأسرع لحل الخلافات وحفظ السيادة وعدم السماح بالتدخل في الشؤون الداخلية”.
وتابع العطية: “الطريقة الوحيدة لرسم إطار قانوني لتحقيق استقرار المنطقة هو إجراء حوارات ومفاوضات مباشرة مع الجيران وكل الجهات المعنية بأمن المنطقة وقضاياها”.
وأضاف: “لا يمكن ابتكار أعداء لتمكيننا من تحقيق التماسك الداخلي.. لا نخبئ شيئا عن الشعب، فالتكنولوجيا جعلت ذلك مستحيلا، كما يجب علينا الانفتاح تجاه الآخرين لمواجهة الأزمات الداخلية والتحاور بوضوح مع الجيران، فإذا لم نكن منفتحين مع جيراننا فإن ذلك سيشكل تحديا وخطرا على الأجيال المستقبلية”.
موقف دولي
بدوره رحب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بالأنباء عن مفاوضات بين السعودية وقطر بغية إنهاء الخلاف الدبلوماسي في الخليج، مؤكدا أن هذا يمثل تطورا جيدا يخدم مصلحة المنطقة
بأكملها.
وشدد ظريف على أهمية التوصل إلى “مقاربة إقليمية جديدة تقوم على الحوار”، لافتا إلى إمكانية تشكيل فرق عمل مشتركة لإرساء التعاون في القطاع الخاص والإقليمي، إضافة إلى بدء تواصل عسكري بين دول المنطقة من خلال توقيع اتفاق لوقف العنف وعدم الاعتداء، بناء على مبدأ التعاون الإقليمي.
ودعا وزير الخارجية الإيراني جميع دول المنطقة إلى الالتزام بمبادئ “الحوار والاحترام المتبادل واحترام سيادة الجميع ورفض استخدام القوة ورفض القمع”، قائلا إنه “لا يمكن لفكرة جيدة أو اتفاق جيد أن ينفذ من طرف واحد”.
وأعرب ظريف عن قناعته بأن السبب الجذري للأزمات المتعددة والمزمنة التي يعاني منها الشرق الأوسط ومنطقة آسيا عموما يعود إلى “اضطراب إدراكي” تتأثر به الدول الإقليمية والقوى العالمية على حد سواء.
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب إعلان وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن إحراز بعض التقدم في المفاوضات مع السعودية بشأن تجاوز الأزمة الخليجية التي اندلعت أوائل صيف
2017.