- 1 -
المعروف أنَّ الجنس الناعم معنيٌّ بتقليص سنوات العمر،
واذا لم يتح لهن الاختزال في أعمارهن، ينتقلن الى مرحلة السكون والثبات على عمر واحد لا يعبأ بتوالي السنين ..!!
فهي مثلا بنت الثلاثين عام 2010، وهي في الثلاثين في العمر ايضا في ربيع 2018 ..!!
- 2 -
واذا كان هذا التلاعب بالسنين ناشئاً من رغبة المرأة في الاحتفاظ بجاذبيتها وحيوتها، التي قد يقضمها كرّ السنين،فانّ الذي يلفت النظر أنَّ قسماً من الجنس الخشن (الرجال)،يضارعون الجنس الناعم في هذه النزعة ..!!
وينسجون على منوالهن سواء بسواء ..!!
فعلى ماذا يخشون ؟
والموت لامفر منه ..
- 3 -
شهدت بأمّ عيني ، وسمعت أحدهم وهو يحاول يتظاهر بانه في سنّ ابنه الاكبر ..!!
يوم اقترب ابنه الاكبر من السبعين ..!!
واين هذا ممن يقول :
العمر للتسعين يركض مسرعاً
والنفس باقية على العشرين
انه لم يتلاعب بِعُمرِهِ ..!
لم يكذب على الاطلاق ..!
يعترف بانه مع توالي الأعوام يصعد به العمر الى التسعين ولكنّ حُبَّه للحياة والجمال والمتع الحياتية يبقى وكأنه ابن العشرين ..
- 4 -
وحدثني الدكتور السيد جودت القزويني –صاحب تاريخ القزويني بأجزائه الثلاثين – أنّ احدهم – وهو ممن برى نفسه من الكبار المشاهير، يقول له انه من مواليد السنة الفلانية ثم انه قال له بعد ذلك :
انه من مواليد سنة أخرى غير السنة التي عيّنها أولاً !!
يقول :
وأخذ يُغير سنة ميلاده كلما تقادم به العمر ..!!
أليست هذه بدعة ممجوجة ؟
ولماذا هذا التذبذب مرّة بعد مرّة ؟
ان لكل انسان أجلاً لن يعدوه
وصدق أمير المؤمنين (عليه السلام) حين قال :
(كفى بالأجل حارساً )
انني احار في صدور الأقوال المتضاربة في العمر من شخص يرى نفسه من الكبار، مع أنها لا تليق الا بالصغار ..
- 5 -
يقول كاتب السطور :
وما العمر الاّ غصةٌ وابتسامةٌ
وبين الأسى والبِشْرِ أيامُنا تجري
انّ العمر – طال أو قصر – ماهو الا وعاء ليس الا ..
وتملأ هذا الوعاء أحداث شتى ..
يكون منها المُحزن ،
ويكون فيها المُفرح ،
وبين الضيق والانفراج ، والشدة والرخاء ، يسير العمر باتجاه المحطة الاخيرة، التي لا يعلم متى سيكون الوصول اليها ...
قال تعالى :
(وما تدري نفس ماذا تكسبُ غداً وما تدري نفس بأيّ أرضٍ تموت )
يقول ذلك ولا يبالي مادام قرار الرحيل بيد الله لا بيد الناس .
- 6 -
ان أطول عمر يبلغه الانسان لا يساوي الاّ لحظة من الزمن فالقضايا نسبيّة –كما هو معلوم-
- 7 -
وغريزة حب الذات وحب البقاء من أقوى الغرائز في الانسان ، ولذلك فنحن لا نعجب من (الراغب في الازدياد) – كما تعجب المعرّي بقوله .:
تعب كلها الحياة وما أعجبُ
إلاّ مِنْ راغبٍ في ازديادِ .
- 8 -
فالحمد لله الذي أبقانا لنرى مصرع الدكتاتور، الذي فاق الفراعنة والجبابرة جميعاً بقسوته وغلظته وتنمره ،وتنكره لكل القيم والموازين، وكانت تلك أمنية الملايين من العراقيين ولم تتحقق لهم جميعاً .
فالحمد لله الذي أنقذنا من تلك الايام الحالكة، والعهد الاسود، ومَنَّ علينا بالخلاص من الطغيان والاستبداد وخنق الحريات .