افتتح على قاعة «كولبنكيان للفنون»، أول أمس السبت، المعرض الشخصي الأول للفنان شبير البلداوي الذي حمل عنوان «أقداس»، والذي يستمر لعدة أيام، وسط حضور عدد من الفنانين والمثقفين ووسائل الإعلام.
ضم المعرض أكثر من 30 عملا فنياً، دونت عليه تجربة شبير البلداوي التي بحث فيها لثلاث سنوات، حسب ما تحدث به لـ«الصباح»، في تجريد الحروفيات وتشكيلها بتركيبات لا تخلو من الانسيابية والميلانات والالتواءات الجميلة المتقنة، مصحوبة معها معالجات وتقنيات لأشكال وأحجام مختلفة للأعمال، منها «المعيني، والمستطيل، والمربع، والدائري، والهندسي المتراكب»، مشيرا الى توحد الأعمال بثيمة واحدة وهي «أسماء الله الحسنى».
أشار الناقد التشكيلي، ناصر الربيعي، خلال ما كتبه على الفولدر التعريفي، الى «تميز الفنان بتحوله الجمالي ما بين الاتجاه الواقعي ومحاكاة المدرسة الأكاديميَّة، من خلال تطويع الحرف في أعماله، فنرى من خصائصه مخالفة الطبيعة عبر التجريد والاستطراد، ما يمنح الفنان الحرية الكاملة للتشكيل والتركيب بالبحث عن نقاط الاختلاف التي تشحذ معالم التفرد والتميز في زج المعنى المقدس للخالق بكلمات وحروف متماهية التعبير اللوني واللفظي».
فيما بين التشكيلي، علي الدليمي، أنَّ «الاشتغال في فنون تصوير الخط العربي، واللجوء إلى استلهام خط (الجلي ديواني)، تمكن الفنان من الاستفادة المطلقة من جمالية هذا النوع، وخصوصية تطويعه بمادة الألوان الزيتية على القماش بانسيابية متوازنة، وتعاشقها مع قدسية الآيات القرآنية وتجسيدها في هيئة تكوينات تشكيلية فضفاضة، لتتشكل بذلك تكوينات شكلية فنية، التي تتمم جمالية سطح اللوحة، لتكون في صورتها الإبداعية اللا نهائية».
من جهته، أكد الناقد التشكيلي قاسم العزاوي، أنَّ «الحرف أصلا مجرد، وأنَّ الفن الإسلامي القديم دائماً ما استخدم الحرف بوصفه تجريداً روحياً، وما شاهدته في المعرض، هو تسليط الضوء تشكيلياً على أسماء الله الحسنى باستلهامات تشكيلية للحرف أولا، وللفظ الجلالة ثانياً، ما أعطاه قدسية مباركة».