افتتح مساء يوم الجمعة الماضي، المعرض الشخصي السابع للفنان محمود عجمي على قاعة كالري مجيد والذي حمل عنوان" ترنيمة الحصى"، من قبل نخبة من الاكاديميين والمختصين بالفن التشكيلي.المعرض الذي ضم اكثر من 45 عملا تنوعت مابين اللوحات والنقش على الحجر، ضم المعرض في طياته فلسفة جمالية لابعاد حضارة الانسان الزمانية والمكانية، على اشكال صورية تحمل معاني رمزية لحكايا الطبيعة التي يهيمن عليها طابع القوي والضعيف، والخير
والشر .
ترنيمة الحصى
التشكيلي محمود عجمي، دون كلمته من خلال مطبوعه التعريفي للمعرض، قائلا:" ترنيمة الحصى" عنوان اختلاجات سكنت نفسي الحالمة، بعيدا عن صخب حياة لا تريد الاستقرار عند حد يرسم لها طريق الخلاص صوب شاطئ يعيد لها توازنها، وبحثها عن المجهول الذي يربطها بعوالم تنبئ عن قدر يشي بالانعتاق من زمن توقف عند الصفر!.. لاغدو باحثا عن اثر في الحصى، في الجلمود، لانقشه وشما على سوحه، عبر سياحة التقطت فيها من مساحات الارض مايشبع رغبتي، فأستودعه تلك السطوح، محملا بترف فكري نبيل، يتكيف ثقافيا مع ما هو تأريخي – حضاري، يتجسد في الاثر فعلا، قابلا للتأويل عما يختلج النفس البشرية من عمق الارتباط بنسغ الحياة، ووحدة الوجود. موضحا خلال حديثه لـ" الصباح" ان" الحصى التي نقش عليها، جمعت من 15 دولة تمj زيارتها، ومن خلال مشاهدته اشار الى ان الجغرافيا والانسان واحد، ولا توجد ضرورة للحدود بين
العالم".
نص حواري
من جهته، بين الاكاديمي د. نجم عبد حيدر، تشكلت لدى عجمي تركيبة، تمزج الاستاذ الاكاديمي والفنان التشكيلي، وهذه التركيبة شكلت لديه نصا حواريا، بمعنى يعمل على التأويل المقصود، وهنا يكشف لنا عن ثقافته وامتلاكه مخيلة
تخصصية دقيقة.
لافتا الى ان من بديهيات ما بعد الحداثة، هو انفتاح النص ليتضمن اشكالا عدة في عمل واحد.
اما التشكيلية زينب الركابي، قالت: زاوج الفنان بين الحصى التي حملها من بلدان مختلفة وبين تاريخ العراق في اسلوب هارموني رائع، استطاع عبره من اعادة تشكيلها بطريقة تصبح فيها شيئاً جديداً واصيلا، مستوحيا من رموز التاريخ مفردات لانجاز اشكال مميزة، لافتة الى ان القطع الصغيرة اثارت دهشتها لدقتها، ومن الواضح ان الفنان بذل جهدا كبيرا ليملأ كل بوصة من الفراغ وبالتساوي باختلاجاته، اما الرسومات فهي تمثل حقيقتين، الاولى، وجود تنوع غير اعتيادي في الموضوعات، اما الثانية، فتعكس رسوم الحيوانات احساساً قويا بدقة الملاحظة، تكاد تكون اقرب الى
الطبيعة.
عمق انساني
فيما كشف الفنان قاسم محمد، ان العجمي من خلال رؤيته الفنية استطاع ان يردم الفجوة الحضارية، اي بمعنى مزج الحضارة بالحاضر، مشيرا الى ان المنحوتات تتحدث عن عمق انساني عال جدا في مرحلة تاريخية قديمة، ومع الاسف هذا يكشف بأن الواقع الحالي بائس جدا، وان التنوع بين النحت والتشكيل يؤكد امتلاكه قدرات فنية عالية ناتجة من خبراته المتراكمة.
اما التشكيلي صلاح زين، فقد اشار الى ان الاعمال هي امتداد للحضارة البابلية العريقة، وبرزت لدى العجمي ثيمات جميلة تحمل لمسة ابداعية، موضحا ان الغالب على اعماله الاسلوب التعبيري الرمزي، وانه استطاع من اضافة تغيير تكنيكي على المحور الرمزي الذي استخدمه" الثور"، واظهاره بشكل معاصر، وهذا ليس جديدا على محمود عجمي كونه في كل معرض يفاجئنا بشيء جديد.