الحكومة التركية تنتظر تفويض البرلمان لإرسال قواتها إلى ليبيا
قضايا عربية ودولية
2019/12/27
+A
-A
اسطنبول / فراس سعدون
تعمل الحكومة التركية على نيل تفويض البرلمان، الشهر المقبل، لإرسال قوات إلى ليبيا، تلبية لدعوة من حكومة الوفاق برئاسة سامي السراج، إثر توقيعها مذكرة تفاهم بهذا الشأن مع حكومة الرئيس رجب طيب اردوغان، في حين حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من خطورة أي تدخل غير العربي في النزاعات التي تشهدها ليبيا واليمن ودورها السلبي في مفاقمتها.
ودخلت المذكرة الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري بين تركيا وليبيا حيز التنفيذ، امس الاول الخميس، بعد نشرها في الجريدة الرسمية التركية.
وصدّق البرلمان التركي، يوم 21 كانون الأول الحالي، مذكرة التفاهم إثر ابرامها، يوم 27 تشرين الثاني الماضي، إلى جانب مذكرة أخرى تخص تحديد مناطق النفوذ البحري والمناطق الاقتصادية الخالصة التركية – الليبية في البحر الأبيض المتوسط.
وتتيح مذكرة التفاهم العسكري والأمني لتركيا إرسال جنود إلى ليبيا، وتقديم المساعدات العسكرية المختلفة لحكومة السراج المعترف بها دوليا، والتي تخوض صراعا داخليا مع حكومة اللواء خليفة حفتر المدعومة من روسيا وخصوم تركيا في المنطقة العربية.
إردوغان: سنلبي الدعوة
وقال الرئيس التركي، امس الاول الخميس، في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم بأنقرة "سنلبي دعوة ليبيا بعد تمرير مذكرة التفويض من البرلمان فور افتتاح جلساته (حيث يقضي البرلمان عطلة حاليا)". وأوضح أن "من المتوقع أن نمرر تفويض إرسال جنود إلى ليبيا من البرلمان في 8 - 9 كانون الثاني، لنلبي دعوة حكومة الوفاق الوطنية الليبية"، مؤكدا "نحن نتجه إلى المكان الذي ندعى
إليه".
وتستعد ألمانيا لاستضافة مؤتمر دولي في برلين يناقش الصراع في ليبيا.
وعبر اردوغان عن إصراره على مشاركة كل من قطر وتونس والجزائر في المؤتمر.
وزار اردوغان تونس، الأسبوع الماضي، حيث بحث مع نظيره قيس سعيد التعاون لدعم حكومة السراج المعترف بها دوليا، على حساب حكومة حفتر الذي تصنفه أنقرة "انقلابيا"، وأكد أن تركيا ستواصل تقديم الدعم بجميع أنواعه لحكومة السراج.
وكشف الرئيس التركي عن تسجيل خريطة مناطق النفوذ البحري في السواحل التركية الليبية المتقابلة، لدى الأمم المتحدة، استنادا إلى مذكرة التفاهم المبرمة بهذا الخصوص.
وعلق "اتخذنا هذه الخطوة لإحباط مكيدة كانت تحاك لحبس تركيا داخل مياهها الإقليمية، ولم يكن بوسعنا الوقوف متفرجين إزاء هذه المكائد التي من شأنها جعلنا عاجزين حتى عن الصيد في البحر".
السفير الليبي: نحتاج الدعم التركي
وقال عبد الرزاق مختار عبد القادر، السفير الليبي لدى تركيا، على هامش ندوة عن العلاقات بين البلدين نظمت في العاصمة أنقرة: إن "ليبيا تحتاج إلى الدفاع الجوي، والتدريب الخاص، والخبرة لدعم المقاتلين في الميدان".
وبيّن عبد القادر، في تعليق على توجه تركيا لإرسال قوات إلى ليبيا، أن "الدعم العسكري لا يعني الإضرار بالشعب الليبي، بل المساعدة على تحقيق الأمن والاستقرار". مشيرا إلى أن "ليبيا دعمت تركيا في قضية قبرص، والآن تستجيب لنا عندما نحتاج اليها".
المبعوث التركي: سندعم الليبيين
وقال أمر الله ايشلر، المبعوث التركي إلى ليبيا، في الندوة نفسها: إن تركيا ستقدم الدعم العسكري والأمني إلى ليبيا بناء على طلبها. ووصف ايشلر ليبيا بالحليف المهم في توازنات الطاقة داخل البحر المتوسط.
وعبّر المبعوث الرسمي عن استعداد تركيا لبناء قاعدة عسكرية في ليبيا إذا طلبت ذلك، مستدركا أن هذه القاعدة لن تكون حربية بل تدريبية.
وتعمل تركيا على توسيع قواعدها العسكرية في آسيا وافريقيا بعد قاعدتي قطر والصومال.
أحدث المعارضين الأتراك: ندعم التفاهم
وعدّ أحمد داود أوغلو، رئيس حزب المستقبل أحدث الأحزاب السياسية التركية المنشقة عن الحزب الحاكم، مذكرتي التفاهم مع ليبيا خطوتين مهمتين في الطريق الصحيح.
وصرّح داود أوغلو، في أعقاب اجتماع لحزبه بأنقرة، بأن شرق البحر المتوسط من المناطق الحيوية لتركيا، ولا يمكنها البقاء بمعزل عن تطوراتها. ولفت إلى أن لتركيا مصالح أمنية واقتصادية حيوية في هذه المنطقة ولا يبنغي التخلي عنها، من دون الانجرار إلى الصراع الليبي الداخلي.
محادثات تركية - روسية
وواصل وفد من وزارة الخارجية التركية، يزور موسكو منذ أيام، محادثات مع دبلوماسيين روس، من أجل التوصل إلى تسوية للخلافات في كل من ليبيا وسوريا.
وتدعم موسكو حفتر على حساب السراج، على العكس من تركيا، في حين تضغط على أنقرة عبر مساعدة دمشق في شن هجوم ضد معارضيها بريف إدلب، حيث تتواجد مجاميع مسلحة توالي تركيا، ويتسبب الهجوم بتدفق عشرات الآلاف من النازحين صوب الحدود
التركية.
وكان إبراهيم كالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، قد صرّح عقب اجتماع للحكومة التركية، الثلاثاء الماضي، بأن روسيا ستعمل على وقف الهجوم في ريف
إدلب.
وقال اردوغان، الأسبوع الماضي: إن تركيا لن تبقى صامتة إزاء الدعم الذي يتلقاه حفتر من "مرتزقة فاغنر" في إشارة إلى شركة خاصة تشغل متعاقدين من الروس، وتقدم خدمات عسكرية وأمنية.
اتصال روسي - ايطالي
وعبرت موسكو، أكثر من مرة عن قلقها إزاء توجه تركيا لنشر قوات في ليبيا.
وقال الكرملين، في بيان عن اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإيطالي، غوزيبي كونتي: إن الزعيمين اتفقا على ضرورة حل الأزمة في ليبيا بطريقة سلمية.
اتصال أميركي - مصري
ورفض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، الاستغلال الخارجي لليبيا والصراع الدائر فيها.
وقال البيت الأبيض، في بيان، عن مجريات اتصال هاتفي بين الرئيسين "اتفقا على ضرورة اتخاذ الأطراف إجراءات عاجلة لحل الصراع قبل أن يفقد الليبيون السيطرة لصالح أطراف خارجية".
بيان الجامعة العربية
وذكر بيان صادر عن الجامعة العربية، امس الجمعة أن تحذيرات الأمين العام للجامعة العربية جاءت خلال لقاء جمعه في مسقط مع وزير خارجية سلطنة عمان، يوسف بن علوي.
وأشار البيان إلى أن من شأن هذه التدخلات، في ما يخص الوضع في ليبيا، أن "تسهم في إذكاء الأوضاع العسكرية والأمنية على الأرض، وخاصة بشأن العاصمة طرابلس، وتعقيد الجهود العربية والدولية الرامية إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية".
وأكدت الجامعة، بحسب البيان، عزمها مواصلة الجهود لحل الأزمة ضمن قراراتها وقرارات الأمم المتحدة، داعية الأطراف الليبية إلى وقف المواجهة العسكرية والعودة إلى حل سياسي داخلي. وجاء بيان الجامعة العربية وسط تأكيد أنقرة استعدادها لإرسال قوات تركية إلى ليبيا لمساعدة حكومة الوفاق الوطني (المعترف بها دوليا) في مساعيها لصد هجوم قوات "الجيش الوطني الليبي"، تحت قيادة المشير خليفة حفتر، على العاصمة طرابلس.