حملات توعية وإجراءات للتخلص من مرض «الايدز»
ريبورتاج
2019/12/29
+A
-A
بغداد/ رلى واثق
بعد ان كانت اعداد المصابين بمرض الايدز لا تكاد تذكر ازدادت على مستوى العالم والعراق، ولأسباب كثيرة بعضها نتيجة سوء تصرف من قبل المصاب وبعضها الاخر قهري، وفي كلتا الحالتين يعاني المريض من نظرة المجتمع من جهة والمرض الذي لم يتم كشف علاج او لقاح للوقاية منه حتى الآن، ما يضطره الى عدم مزاولة حياته بشكل طبيعي، فالقلق يطارده، ويخاف البعض من ذكر اصابته بهذا المرض ، الا ان الحاجة في الوقت الحاضر دعت الى ضرورة التسليم بوجوده والحذر من الاصابة به باتباع الارشادات الطبية
احصائيات
مديرة المركز الوطني للايدز، رئيس اطباء اختصاص الدكتورة نجوح كاظم حمدان تبين :
«يتضمن المركز الوطني للايدز 19 شعبة نظيرة في بغداد بواقع شعبتين في جانبي الكرخ والرصافة، وشعبة في كل محافظة ضمن دوائر الصحة، ومن مهامها تقييم حالة المريض وتثقيفه والعمل على منع انتشار المرض، واجراء الفحوصات الدورية وتوفير العلاجات اللازمة، اذ وفرت وزارة الصحة كميات كبيرة منها تكفي حتى عام 2021 بعد ان كانت قليلة جداً، وتم صرف منحة للمرضى تبلغ 100 الف دينار شهرياً من ميزانية المحافظات، مع كسوتين سنوياً واحدة للصيف واخرى للشتاء».
واوضحت حمدان {وصل عدد المصابين في العراق بمرض الايدز الى 881 مريضاً، الاحياء منهم 574 مريضاً، آملين القضاء على المرض خلال السنوات المقبلة بالعلاج وحملات التثقيف، علماً ان العراق وبحسب منظمة الصحة العالمية في تقريرها الذي اصدرته العام الحالي 2019 ما زال ضمن البلدان منخفضة التوطن بمرض الايدز}.
وتتابع:{ان نظام فحص الوافدين الى العراق مفعل حسب القانون رقم 204 لسنة 2011، ويشمل الاجانب والعرب والعراقيين، اذ لا بد من اجراء الفحص عبر بطاقة اشعار تمنح للوافد في المنافذ الحدودية بأحد مراكز العوز المناعي والبالغ عددها 157 مركزاً على مستوى بغداد والمحافظات، وتتم المراجعة خلال 10 أيام».
تستدرك مديرة المركز الوطني للايدز:{نعاني في العراق من الوصمة والتمييز في معاملة المصاب، واحياناً يتم الحجز عليهم رغم تمتعهم بحالة صحية جيدة، وفي الواقع ان المصاب بهذا المرض من الممكن ان يتجاوز عمره السبعين بدون اضرار، داعية للتعامل معهم كأشخاص طبيعيين تلافياً لما يمكن ان يبدر منهم من ردود افعال لا تحمد عقباها على الصحة العامة».
وتطرقت الى اسباب المرض بقولها: {ان 65 بالمئة من اسباب الاصابة بهذا المرض تعود للجنس، وباقي الاسباب تتوزع بين الاصابة عن طريق نقل دم من مصابي مرض ثلاسيميا الدم او نقل الام لطفلها، او عن طريق الاماكن غير النظيفة، كما في بعض اماكن الحجامة او العيادات الطبية او مراكز المساج، هذا وان المركز يدعو المصاب الى اجراء فحوصات دورية له ولعائلته كل ثلاثة اشهر للوقاية واتخاذ الاجراءات اللازمة».
واردفت حمدان: {لا يصرف الدم للمرضى قبل اجراء العمليات الا بعد فحصه والتأكد تماماً منه لضمان الصحة العامة للمواطنين، وهناك بعض الاعراض البسيطة التي تدعو للشك تتمثل بانتفاخ الغدد اللمفاوية او ارتفاع بدرجة الحرارة ونزول بالوزن يصل الى 10 كليو غرامات، او شك احد الاطباء عند مراجعته في العيادة ويدعوه لمراجعة مراكز فحص العوز المناعي، وهناك من لا تظهر عليه اعراض، لذلك ندعو الجميع بدون استثناء لاجراء الفحوصات في مراكز الفحص بالأجهزة المتقدمة من دون ذكر الاسماء او العناوين، وهذا ما تم ذكره في حملاتنا التوعوية والتثقيفية في الجامعات والمدارس والوزارات وغيرها، فليس المرض ناتجاً عن تصرف خاطئ، فهناك اسباب عديدة للاصابة به».
ندوات تثقيفية
رئيس منظمة موطني لتنمية الشباب الاعلامي والباحث نضال هاشم العبودي يؤكد:{هناك تقصير لدى المؤسسات الحكومية المعنية في توعية الشباب بخطورة هذا المرض ما ادى الى انتشاره في العراق خلال السنوات الاخيرة، فمن واجب وزارة الصحة القيام بحملات توعوية وندوات تثقيفية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني المختصة، فضلاً عن اعلانات تلفزيونية ومنشورات تتوزع في الشوارع والمطارات والمنافذ الحدودية للتعريف بهذا المرض الخطير وكيفية الوقاية منه، واصدار تعليمات للمسافرين عن كل بلد يرتاده المواطن العراقي ليكون حذراً في التعامل هناك او كيفية التصرف اذا حصل اي عارض صحي».
وتابع العبودي:
«ابرز اسباب الاصابة بمرض العوز المناعي “الايدز” هو الاتصال الجنسي غير الصحيح وهذا ما يعمد اليه الشباب الذين يسافرون الى خارج العراق، مؤكداً ان نظرة المجتمع للمصاب بالـ “ايدز” سوف تكون دونية حتى لو كان هناك سبب آخر للاصابة بعد ان رسخت في ذهنه ان احد اسباب انتقال هذا المرض من شخص لاخر هو الجنس».
واقترح العبودي» قيام قسم التوعية الصحية في وزارة الصحة بندوات وورش تعريفية بهذا المرض وخطورته كجزء من انشطته في بغداد والمحافظات بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني للسيطرة على انتشار المرض في قادم السنوات، فضلاً عن الدور المهم لوسائل الاعلام من خلال عرض برامج صحية يمكن ان تشرح كيفية الوقاية من هذا المرض».
خطط توعوية
المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور سيف البدر يبين:
«مرض العوز المناعي “الايدز” هو من الامراض الانتقالية الفايروسية التي لم يتمكن العلم من ايجاد لقاح او علاج فعال ضده لغاية الآن، هذا وان افضل وسيلة لمجابهة هذا المرض هو عن طريق التوعية حول طرق الوقاية منه وطبيعة المرض وطرق انتقاله سواء من خلال الدم ومشتقاته واستخدام الابر او الوخز لعمليات تثبيت الوشم او الحجامة او الحقن، اضافة الى الاتصال الجنسي}.
ويؤكد{ان التوعية حول هذا المرض اهم وسيلة للوقاية منه، هذا وان العراق لايزال ضمن مناطق التوطن المنخفض بالايدز، لكن هذا لا يعني ان الوزارة ليست لديها خطط توعوية حول هذا الموضوع وان هناك علاجات ساندة للمصابين، اذ يعطى بعض منها ليزيد من مناعة الجسم ويقلل خطورة المضاعفات».
ويردف البدر{هناك مراكز لفحص المقبلين على الزواج في بغداد والمحافظات، اذ لا يمكن تصديق عقود الزواج مالم يطلع القاضي على شهادة تثبت اجراء الراغبين بالزواج لهذا الفحص الاجباري، اضافة الى فحص المتبرعين بالدم، وفحص المرضى الذين تجرى لهم عمليات جراحية وسطى وكبرى، وفي حال ثبوت اصابة الشخص بالمرض فان هناك اجراءات وصالات وكوادر خاصة للتعامل معه».
السفر والتجميل
في حين يرى المتحدث باسم مفوضية حقوق الانسان علي اكرم البياتي ان الزيادة المستمرة على مستوى العالم في اعداد المرضى المصابين بمرض العوز المناعي «الايدز» والعراق بضمنهم، تعود الى «الانفتاح والسفر، فضلاً عن زيادة عدد الامراض التي تحتاج الى نقل دم او اجزائه ووجود دول لاتزال تعاني من عدم وجود اجراءات حقيقية في تعقيم المعدات الطبية لا سيما اثناء الحقن او اثناء استعمال ادوات العمليات، اضافة الى انتشار وسائل اخرى قد تنقل الامراض وهي وسائل التجميل وغير ذلك».
ويضيف:{على المجتمع والمؤسسات والدول ان تكون لها وقفة حقيقية من اجل اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع هذا المرض باعتبار ان الوقاية هي الجزء الاهم من العلاج على مستوى المجتمع او الدولة، بعد ان بات مرض “الايدز” اليوم قابلاً للعلاج في حال تم تشخيصه بشكل سريع وكامل ومكافحته بالعلاج اللازم خلال الفترة المطلوبة}.
وتابع البياتي«تتلخص مسؤولية الدولة بتوفير الوعي الكامل للمجتمع بضرورة الفحص عن طريق المؤسسات الطبية والصحية وتوفير العلاج اللازم في حال وجود هذا المرض لتكاليفه الباهظة، اضافة الى فحص الاشخاص الذين يقومون بالتبرع بالدم او الدخول الى صالة العمليات باعتبار ان كل هذه الفئات قد تكون سبباً لنقل المرض او الاصابة به».