أشعــار خلدت أحداثاً ورسخـت مفردات شعـبية

ثقافة شعبية 2020/01/07
...

عبد الكناني
 
 
ارتبطت ببعض الاحداث والمناسبات قصائد شعرية ارخت لها ودعمت حضورها في الذاكرة الشعبية وكذلك بعض المفردات الشعبية الشهيرة والتي تتداولها الالسن ان كانت غريبة اوتثير الدهشة والفضول لمعرفة من اين جاءت المفردة واسباب تسمية الحدث او الواقعة باسم او توصيف معين، وكيف اقترنت بها قصائد من الشعر الفصيح او الشعبي باغراضه وانواعه 
المختلفة؟ 
 وحسنا فعل  الباحث حسين علي الجبوري - المولود في سوق الشيوخ بالناصرية العام 1935 - الذي استقصى هذه المفردات والاحداث والوقائع والمناسبات من خلال  قاموس التراث الشعبي العراقي  الذي بحث في المعارف والمعتقدات والعادات والتقاليد والتعابير المحكية في اللهجة العامية العراقية ورتبها على وفق حروف الهجاء الشعبية  ونظرة على مضمون كتابه المهم هذا نحصل على الكثير من الاجابات على تساؤلاتنا والتعرف على تفاصيل جميلة فضلا عن ماقيل في بعضها من اشعار شعبية .
ونذهب مع الباحث في معرفة مفردة "زعطوط " الماخوذة من الاصل -ازعط - العربية الفصيحة والتي تعني - مجموعة اطفال -  ومما قيل فيها من شعر كان لاحد الاشخاص الذي تمنى ان يكون حائكا وحوله عائلته وزعاطيطه ..
 
شعوزني لو عندي جومة  ...  
حايج مكابل عيالي
عيالي وزعاطيطي يمي  ... 
 دردي ابطني ولبسي همي
 
وما قيل عن مفردة - اسكملي - التي تعني الكرسي
حط السكملي وانتجه
وشومر بذراعانه وحجه
وبجه خصيمه وما بجه
او: مرتي تريد من العال جرباية
وسكملي حلو وكنتور ومراية
وماجاء على لسان امرأة بصرية تتغزل ببنتها بالارتباط مع مفردة - انكريز التي تعني انكليز - يل البنية .. يل البنية  ..  عزيزة وغالية عليه
ودورة عينهه  ..  ساعة انكريزية
ومن خلال مفردة - انباك اي السرقة - ياتي هذا الشعر :
خليني بهواي   ...  للنجم راعي
عينك تبوك النوم  ... لو مثلي واعي او : يايمه - تنباكين ..   بطلي النطارة
خليني ويه هواي  ..  شربة جكارة
 
ويقول الباحث الجبوري عن مفردة - برنو - انها شاعت في الاربعينيات وهي تطلق على نوع من البنادق التي صنعت في مدينة - برنو - الجيكوسلوفاكية المشهورة بصناعة الاسلحة وتسمت البندقية باسمها  وهي نوعان - القصيرة والطويلة - وفضلتها عشائر الوسط عن غيرها من البنادق  ومما قيل فيها من شعر :
 
حزن ونياحة ومشاعل  
  نار بعيون الاميرة
هسه رد وبصمة جفه  ... 
 بارود و - البرنو - كصيرة
 
وعن مفردة - بس - يقول الباحث .. بس بفتح الباء وسكون السين وتشديدها . وهي كلمة دخيلة لاتزال مستعملة في التداول الكلامي بمعنى كفى ويكفي ودخلت الكلمة في التعبير عن معان كثيرة .. وانها تستعمل للزجر، ومما قيل فيها من شعر:
 
يل الشايلات شراع  ...  
بدموعي فوتن
كل الوجاعة تطيب  ...  
- بس - انه اموتن 
     او ماجاء في الزهيري البغدادي 
 
يامن جميع المحاسن جزت وانت بها
سكران بمحبتك مافيج وانت بها
لايحوجك بالدجا مصباح وانت بها
دمعي طفا نار مصباحك بوجدي وبس
ماني صحت يالهيب النار ييزي وبس
احركك جميع الجسم ثم الجوارح وبس
واحضر على مهجتي لتذوب وانت بها